تجدد الاتهامات لفصيل ولائي باغتيال مدرس أميركي في بغداد

زاكروس - أربيل  

كشف معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، الخميس، استنادًا إلى إفادة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وأدلة أخرى، عن احتمال تورط ميليشيا "أهل الكهف" المقربة من ـفيلق القدس الإيراني في اغتيال المدرس الأميركي ستيفن ترويل في نوفمبر 2022 وسط بغداد. 

تفاصيل الإفادة الأميركية: خلية من 9 أشخاص وهدف تصعيدي 

بحسب مايكل نايتس، المحلل في معهد واشنطن، فإن الإفادة المكونة من 28 صفحة حللت الجوانب المتعلقة بتشكيل الخلية المنفذة للهجوم، والتي ضمت 9 أشخاص "جرى تجنيدهم من قبل فيلق القدس "التابع للحرس الثوري الإيراني، ومن بينهم: 

أفراد من ميليشيات عراقية مدعومة من إيران، بما في ذلك عصائب أهل الحق، النجباء، وكتائب حزب الله. 

ضابط في فيلق القدس يُدعى محمد رضا نوري، الذي كان يحمل الجنسيتين السورية والإيرانية، ما يشير إلى خبرته في العمليات داخل سوريا والعراق. 

فريق استخبارات تابع للحرس الثوري الإيراني كان مسؤولًا عن التخطيط والتنفيذ. 

مخطط أوسع: عمليات اختطاف واغتيالات انتقامًا لسليماني والمهندس 

أشارت الإفادة إلى أن الهدف الرئيسي للخلية لم يكن فقط قتل ترويل، بل كان جزءًا من مخطط أكبر يهدف إلى اختطاف ثلاثة أشخاص على الأقل واغتيال سبعة آخرين، بينهم مواطنون أميركيون، وذلك في إطار عمليات انتقامية لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس. 

كما كشفت رسائل مشفرة اعترضها مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الضابط الإيراني محمد رضا نوري اشتكى من "قلة عدد الشباب المؤهلين لتنفيذ مهام خاصة تتطلب عناصر مميزة"، ما يعكس محاولات الحرس الثوري الإيراني لتجنيد مقاتلين عراقيين جدد، غير معروفين لدى وكالات الاستخبارات العراقية والغربية، بهدف إنشاء خلايا أكثر ولاءً مباشرة للحرس الثوري الإيراني بدلاً من الفصائل العراقية التقليدية. وذلك بحسب المصدر ذاته. 

"أهل الكهف" والتبني المزدوج للعملية 

رُبطت عملية الاغتيال بميليشيا "أهل الكهف" في وقت مبكر بعد إعلانها مسؤوليتها عن الهجوم في بيان، زاعمة أنه جاء انتقامًا لمقتل سليماني والمهندس. ومع ذلك، تراجعت الميليشيا لاحقًا ونفت مسؤوليتها عن البيان الأول. 

الأحكام القضائية ضد منفذي العملية 

في 31 أغسطس 2023، أصدرت محكمة جنايات الكرخ في بغداد حكماً بالسجن المؤبد على خمسة أفراد: أربعة عراقيين وإيراني واحد يُدعى محمد رضا نوري، ضابط برتبة نقيب في الحرس الثوري الإيراني.  هؤلاء الأفراد أدينوا بتهمة قتل ستيفن ترويل في نوفمبر 2022. اعترف المتهمون بأن نيتهم كانت اختطاف ترويل وطلب فدية، ولكن العملية انتهت بقتله.  

بالإضافة إلى ذلك، في ديسمبر 2024، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات إلى محمد رضا نوري بارتكاب جرائم قتل وإرهاب لدوره المزعوم في هذه القضية.  

من جانبها، نفت وزارة الخارجية الإيرانية التهم الموجهة إلى محمد رضا نوري، وتعهدت بالدفاع عن حقوقه وحمايته. 

تجدر الإشارة إلى أن السلطات العراقية لا تزال تبحث عن أربعة متهمين آخرين متورطين في هذه الجريمة. 

تفاصيل الاغتيال 

قُتل ستيفن ترويل يوم 7 نوفمبر 2022 أثناء قيادته سيارته مع عائلته قرب أحد الأسواق في منطقة الكرادة وسط بغداد، حيث أُطلق عليه الرصاص من قبل مسلحين مجهولين. 

وكان ترويل قد عاش عامين على الأقل في بغداد مع زوجته وأطفاله، حيث عمل في تدريس اللغة الإنجليزية، كما كان معروفًا بنشاطه الديني وإيمانه المسيحي المتحمس، وفقًا لوسائل إعلام أميركية. 

تكشف هذه الأدلة الجديدة مدى تعقيد المشهد الأمني في العراق، حيث تستمر الفصائل الولائية في تنفيذ عمليات تصعيدية بايعاز من خارج الحدود، ما يضع تحديات جديدة أمام الحكومة العراقية في سعيها لضبط الأمن ومنع تحول البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية.