زاكروس - أربيل
أعلنت إيران، السبت، استعدادها لإجراء "محادثات بناءة" مع لبنان لحل أزمة استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، بعد قرار حظر هبوط طائرتين إيرانيتين في العاصمة اللبنانية، مما أثار غضب أنصار حزب الله المدعوم من طهران.
اتصالات دبلوماسية لحل الأزمة
أفادت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان رسمي، بأن وزير الخارجية الإيراني ونظيره اللبناني أجريا اتصالاً هاتفياً بحثا خلاله "سبل حل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين"، وأكدا "استعدادهما لإجراء محادثات بناءة وبنية حسنة".
إعادة جدولة الرحلات وإجراءات أمنية إضافية
فيما كانت المديرية العامة للطيران المدني اللبنانية قد أعلنت، الخميس، أنها قررت "إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتاً، بما فيها الرحلات القادمة من إيران، حتى 18 فبراير 2025"، مؤكدة أن الإجراء جاء ضمن "تدابير أمنية إضافية تتوافق مع المقاييس والمعايير الدولية".
اتهامات متبادلة وتصعيد ميداني
اتهمت إيران، الجمعة، إسرائيل بالتسبب في الاضطرابات التي طالت الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، وذلك بعد قرار منع طائرتين تابعتين لشركة ماهان إير الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت. وقالت طهران إن هذه التحركات تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتعطيل العلاقات الثنائية.
من جانبها، اتهمت إسرائيل حزب الله مراراً باستخدام مطار بيروت لنقل الأسلحة من إيران، وشنت عدة ضربات جوية على محيط المطار أثناء الحرب مع الحزب، التي انتهت أواخر العام الماضي.
احتجاجات في بيروت بسبب منع الرحلات
في مساء الخميس، شهدت العاصمة اللبنانية توتراً، حيث قطع العشرات من أنصار حزب الله الطريق الدولية المؤدية إلى مطار بيروت بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على قرار السلطات منع طائرتين إيرانيتين من الهبوط، وفقاً لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام ومسؤولون في المطار.
إعادة اللبنانيين العالقين في طهران
عقب تصاعد الاحتجاجات، أعلنت السلطات اللبنانية أنها تعمل على إعادة الركاب اللبنانيين العالقين في طهران على متن طائرات شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، في محاولة لاحتواء التوتر وطمأنة الرأي العام.
دلالات الأزمة وتداعياتها الإقليمية
يرى مراقبون أن هذه الأزمة تعكس تعقيدات الوضع الإقليمي، إذ تأتي في سياق التوترات المستمرة بين إيران وإسرائيل، إلى جانب الضغوط المتزايدة التي تواجهها الحكومة اللبنانية للحفاظ على توازن دقيق بين التزاماتها الأمنية ومعايير الطيران الدولي، وبين علاقاتها مع طهران وحزب الله، الذي يتمتع بنفوذ واسع في البلاد.
في ظل التحركات الدبلوماسية الجارية، تبقى الأنظار متجهة إلى نتائج المحادثات بين بيروت وطهران، وما إذا كانت ستفضي إلى تسوية تعيد انتظام الرحلات بين البلدين وتخفف من حدة التوترات التي انعكست على المشهد اللبناني الداخلي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن