طهران تبدي استعدادها لسماع "عرض ترامب" بشأن الاتفاق النووي

زاكروس - أربيل  

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الثلاثاء، استعداد إيران للنظر في عروض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء مفاوضات جديدة بشأن الملف النووي، لكنه أشار إلى أن "الظروف الحالية أصعب بكثير من السابق" لإقناع طهران بالدخول في مفاوضات جديدة. 

في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز"، وصف عراقجي تصريحات ترامب حول إمكانية التوصل إلى "اتفاق جديد" مع إيران بأنها "غير كافية"، مشيرًا إلى أن الثقة الإيرانية تضررت بشدة بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي السابق. وقال: "إقناع إيران بمفاوضات جديدة سيتطلب وقتًا أطول وجهودًا أكبر مما يعتقدون". 

أضاف أن الوضع الحالي "أكثر تعقيدًا" مقارنة بالمفاوضات السابقة، قائلاً: "هناك الكثير من الخطوات التي يجب على الطرف الآخر اتخاذها لكسب ثقتنا... حتى الآن، لم نسمع سوى تصريحات إيجابية، وهذا غير كافٍ بالنسبة لنا". 

طهران تستعد "لأسوأ السيناريوهات" 

في سياق متصل، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، أن طهران تجري مشاورات مع حلفائها بشأن كيفية التعامل مع سياسات إدارة ترامب. وقال روانجي لوكالة "إيسنا": "لدينا أفكار جاهزة، لكننا نستعد أيضًا لأسوأ السيناريوهات"، مضيفًا: "عندما تتضح سياسات الإدارة الأميركية الجديدة، سنتخذ خطواتنا بناءً على ذلك". 

تهديدات وتوترات في المنطقة 

من جانبه، حذر عراقجي من أي خطوات عسكرية أميركية أو إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً: "إذا أقدمت إسرائيل أو الولايات المتحدة على مثل هذا الخطأ، فإن الرد الإيراني سيكون سريعًا وحازمًا، ما قد يؤدي إلى كارثة في الشرق الأوسط". 

تأتي هذه التصريحات وسط تقارير إعلامية تفيد بقلق إيراني متزايد من احتمال تصعيد الضغوط الأميركية بعد فوز ترامب بالرئاسة، بما في ذلك احتمال عودة سياسة "الضغط الأقصى" وحتى شن هجوم عسكري. كما نقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن مصادر أن إيران طلبت من حلفائها في المنطقة التحلي بالحذر لتجنب التصعيد. 

ردود على تصريحات ترامب بشأن غزة 

في جانب آخر من تصريحاته، انتقد عراقجي اقتراح ترامب بإخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين، واصفًا الفكرة بـ "السخيفة". وقال ساخرًا: "بدلاً من الفلسطينيين، لماذا لا تُرسل الإسرائيليين إلى غرينلاند؟ يمكنهم قتل عصفورين بحجر واحد هناك". 

أضاف أن تصريحات ترامب الأخيرة أثارت استياءً واسعًا في المنطقة، مؤكدًا أن إيران وحلفاءها، رغم تعرضهم لضغوط، سيواصلون العمل لإعادة بناء قواهم. 

التصريحات تأتي في ظل توتر متصاعد بين إيران وإدارة ترامب، وسط مخاوف من تصعيد عسكري أو عقوبات أشد قد تعيد تشكيل ملامح الملف الإيراني في الفترة المقبلة.