إيران تنفي طلب التفاوض المباشر مع واشنطن وتلوّح بخيارات تصعيدية

زاكروس - أربيل  

نفت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، صحة التقارير التي أفادت بأن طهران طلبت من دبلوماسيين أوروبيين نقل رسالة إلى الولايات المتحدة بشأن استعدادها للتفاوض المباشر. 

تصريحات لجنة الأمن القومي الإيراني 

قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب إبراهيم رضائي، بعد اجتماع اللجنة لبحث المفاوضات مع نظرائهم الأوروبيين في جنيف يوم 13 يناير (كانون الثاني): "ليس لدينا أي مفاوضات ثنائية مع الأميركيين، وسيكون التفاوض فقط ضمن إطار مجموعة 5+1". 

كما أكد أن إيران ستواجه أي ضغوط بالضغط المعاكس، محذراً من أن أي هجوم على منشآتها سيقابله رد مماثل. 

تحذيرات بشأن "سناب باك" ومعاهدة حظر الانتشار النووي 

جاء الاجتماع بعد أن أعربت القوى الأوروبية عن استعدادها لتفعيل آلية "سناب باك" المنصوص عليها في الاتفاق النووي، والتي تسمح بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران في حال عدم التزامها بالاتفاق. 

أوضح رضائي أنه في حال تم تفعيل هذه الآلية، فإن إيران سترد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مستندة إلى المادة 10 من المعاهدة، التي تسمح لأي دولة طرف بالانسحاب إذا شعرت أن أمنها القومي مهدد. 

تابع قائلاً: "في اليوم الذي يتم فيه تقديم طلب لتفعيل سناب باك، سنطالب بتفعيل المادة 10 من معاهدة حظر الانتشار النووي"، ملمحاً إلى أن الرد الإيراني قد يتجاوز الانسحاب ليشمل تغييراً جذرياً في العقيدة النووية. 

شروط إيران في المفاوضات النووية 

أكد رضائي أن إيران لن تقبل أي شروط مسبقة في المفاوضات الهادفة إلى رفع العقوبات، مشيراً إلى أن أحد المطالب الأساسية هو التحقق من التزامات الولايات المتحدة وأوروبا بالاتفاق النووي. وأكد على أهمية وجود ضمانات قوية لأي اتفاق مستقبلي. 

أضاف: "لن نتفاوض من موقع ضعف، ولن نقبل بالضغوط الأوروبية أو الأميركية. يجب أن تدار المحادثات بما يحقق مصالح إيران، مع تعزيز القدرة الدبلوماسية والردعية". 

التخصيب النووي والتصعيد المحتمل 

شدد الاجتماع على أهمية تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90%، كإجراء محتمل في حال تصعيد الضغوط الغربية. وحذّر من أي محاولات أوروبية للتلاعب بموقف إيران، مشدداً على ضرورة التفاوض من موقع القوة، مع رفض أي قيود إضافية على الصناعة النووية. 

خطة طهران للمفاوضات القادمة 

أوضح رضائي أن لجنة الأمن القومي أكدت على: 

رفض أي إشارات ضعف خلال المحادثات. 

إدارة المحادثات بناءً على استراتيجيات إيران الكبرى. 

ضرورة التحقق الكامل من الالتزامات الدولية قبل الموافقة على أي اتفاق. 

تجنب الاستعجال أو الدخول في مفاوضات طويلة ومملة. 

موقف إيران: تعزيز الردعية والدبلوماسية 

تظهر تصريحات لجنة الأمن القومي الإيراني تصعيداً في لهجة طهران، مع التأكيد على عدم التنازل تحت الضغوط الأميركية أو الأوروبية. كما أنها ترسل رسالة واضحة بأن إيران مستعدة للرد على أي خطوات تصعيدية، مع الحفاظ على مسار دبلوماسي يضمن مصالحها الوطنية واستراتيجياتها الكبرى.