زاكروس - أربيل
أصدرت البحرية البريطانية تحذيراً للبحارة في الخليج العربي بشأن محاولات محتملة من قبل الحرس الثوري الإيراني لإجبار السفن التجارية على دخول المياه الإيرانية، في خطوة تعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
في إشعار صدر عن مركز عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني، الجمعة، وردت تقارير عن "العديد من الحوادث المتعلقة بالتداخل والتشويش على الاتصالات اللاسلكية للسفن"، مشيراً إلى أن هذه الحوادث يُرجح أنها مرتبطة بمناورات عسكرية واسعة يجريها الحرس الثوري الإيراني تحت اسم "النبي الأعظم 18".
من جانبها، أعلنت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن المناورات الكبرى للقوات البحرية للحرس الثوري بدأت اليوم الجمعة في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز والجزر الإيرانية. وتشارك في المناورات وحدات جوية وصاروخية إلى جانب القطع البحرية التابعة للحرس الثوري، مما يشير إلى استعراض للقوة في منطقة حيوية للتجارة العالمية.
هذا وتصاعدت الأنشطة العسكرية الإيرانية في الخليج العربي في السنوات الأخيرة، حيث اعتادت طهران تنظيم مناورات بحرية واسعة تهدف إلى تأكيد سيطرتها على المياه الإقليمية ومضيق هرمز، الذي يعد شرياناً حيوياً لنقل النفط العالمي. وغالباً ما ترافق هذه المناورات مزاعم بتعرض سفن تجارية لتهديدات أو مضايقات من قبل الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري.
في 2019، احتجزت إيران ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو بزعم انتهاكها القوانين البحرية، ما أثار أزمة دبلوماسية مع لندن. كما تتكرر التقارير عن تدخل الزوارق الإيرانية في حركة الملاحة، في محاولة لاستعراض نفوذها وممارسة الضغوط السياسية على خصومها الإقليميين والدوليين.
تأتي المناورات الإيرانية الحالية وسط تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع تعزيز الوجود العسكري الأميركي والبريطاني في المنطقة لحماية الملاحة الدولية، مما يثير مخاوف من احتمال وقوع مواجهات غير محسوبة.
يمثل الخليج العربي ومضيق هرمز ساحة صراع دائمة بين إيران والدول الغربية، حيث ترى طهران أن هذه المنطقة جزء من "أمنها القومي"، بينما تعمل القوى الدولية على ضمان حرية الملاحة فيها باعتبارها شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي.
يتضح من المناورات الإيرانية وتحذيرات البحرية البريطانية أن التوترات في الخليج لا تزال قائمة، مع احتمالية أن تؤدي مثل هذه التطورات إلى تصعيد إضافي في المستقبل
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن