زاكروس عربية – أربيل
أجرى الحرس الثوري الإيراني مناورة عسكرية مفاجئة، اليوم الأربعاء، في جزر متنازع عليها في الخليج، وسط تنامي الوجود العسكري الأميركي في المنطقة عقب عمليات احتجاز السفن التي قامت بها طهران مؤخرا.
فقد ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن التدريبات تركزت بشكل أساسي على جزيرة أبو موسى، على الرغم من إرسال الحرس الثوري قوات إلى جزيرة طنب الكبرى أيضاً. وأشار التقرير إلى مشاركة سفن وطائرات مسيرة ووحدات صواريخ في التدريبات.
الجزر المتنازع عليها هي ثلاث جزر إستراتيجية تقع شرقي الخليج العربي، وبينما تقول الإمارات إنها جزء من أراضيها وتطالب إيران -التي تسيطر عليها منذ 1971-( قبل إعلان استقلال الإمارات)، بإرجاعها، تؤكد طهران أن ملكيتها للجزر "غير قابلة للنقاش".
تأتي التدريبات في وقت يتجه فيه الآلاف من مشاة البحرية الأميركية على متن السفينة الهجومية البرمائية" يو إس إس باتان" وسفينة الإنزال" يو إس إس كارتر هول"، إلى منطقة الخليج.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت طائرات حربية من طراز إيه-10 ثاندربولت ومقاتلات إف-16 وإف-35، بالإضافة إلى المدمرة "يو إس إس توماس هادنر"، إلى المنطقة.
فيما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن الانتشار يأتي "ردا على محاولات إيران الأخيرة تهديد التدفق الحر للتجارة في مضيق هرمز والمياه المحيطة به"، الذي يمر عبره نحو 20 بالمئة من نفط العالم، وتعتبره الولايات المتحدة رابطا حيويا لأمنها القومي وللحفاظ على استقرار أسعار الطاقة العالمية.
في هذه الأثناء، واصلت إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات صنع الأسلحة النووية، بدرجة أقرب من أي وقت مضى، بعد انهيار الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
كما يبعث إجراء المناورات في جزيرتي أبو موسى وطنب الكبرى رسالة أخرى للمنطقة، حيث تطالب بهما الإمارات، إلى جانب طنب الصغرى باعتبارها جزءا من أراضيها.
كذلك يشكل استيلاء إيران على تلك الجزر تذكيرا لجيرانها بقوتها العسكرية، حيث يحاول دبلوماسيون إيرانيون إقناع دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة بأن المنطقة ليست بحاجة إلى "أجانب" لتأمينها.
في الوقت ذاته، تحاول إيران التعبير عن استيائها من التصريحات الروسية الأخيرة حول الجزر، حيث دعت في بيان مشترك مع مجلس التعاون الخليجي إلى إجراء "مفاوضات ثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية" للفصل في قضية الجزر، وهو ما أثار غضبا في إيران واستدعت طهران المبعوث الروسي للاحتجاج على هذه التصريحات.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن