Erbil 7°C الجمعة 17 كانون الثاني 01:10

فؤاد حسين يؤشر لمحاولة الحكومة احتواء "السلاح المنفلت" خارج إطار الدولة

"نزع سلاح الفصائل المسلحة كان أمراً مستحيلاً قبل عامين أو ثلاثة"

زاكروس - أربيل    

في إطار سعى العراق إلى احتواء السلاح المنفلت خارج إطار الدولة، وفي خطوة تعكس تغيرات داخلية وإقليمية مهمة، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، الخميس، أن الحكومة تعمل على إقناع الفصائل المسلحة، المتحالفة مع إيران، بإلقاء أسلحتها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية، مشيراً إلى أن وجود هذه الجماعات المسلحة "أصبح غير مقبول" على الصعيدين السياسي والمجتمعي. 

السياق الإقليمي والدولي 

تصريحات حسين، التي أدلى بها خلال مقابلة مع وكالة "رويترز"، تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات جذرية. مع سقوط نزام الأسد في سوريا والخسائر الكبيرة التي ألمت بحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها حركة حماس المقربة أيضاَ من طهران. 

من جهة أخرى، تعتزم إدارة ترامب المقبلة – بحسب "رويترز" – تصعيد الضغوط على إيران، التي تُعد داعماً أساسياً لمجموعات مسلحة وأحزاب سياسية في العراق. ومع ذلك، قلل حسين من تأثير هذه التغيرات على الوضع الداخلي في العراق، مشدداً على أن بغداد تسير بحذر للحفاظ على توازن علاقاتها مع واشنطن وطهران. 

تحولات في الخطاب الداخلي 

أوضح حسين أن الحديث عن نزع سلاح الفصائل المسلحة كان أمراً مستحيلاً قبل عامين أو ثلاثة، لكنه الآن بات موضوعاً مقبولاً للنقاش في الأوساط السياسية والمجتمعية. وأشار إلى أن العديد من القادة السياسيين بدأوا دعم فكرة دمج هذه الجماعات ضمن الأجهزة الأمنية الحكومية. 

أردف حسين: "نأمل أن نتمكن من إقناع قادة هذه الفصائل بإلقاء أسلحتهم والانضمام إلى القوات المسلحة، تحت إشراف الحكومة"، مؤكدًا أن الحوار مع هذه الجماعات مستمر لتحقيق هذا الهدف. 

مضيفاً أن "العراق يحاول إقناع الفصائل المسلحة القوية في البلاد التي حاربت القوات الأمريكية وأطلقت الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل بإلقاء أسلحتها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية". 

التوترات بين واشنطن وطهران ودور العراق 

في ظل استمرار التوترات بين واشنطن وطهران، أكد وزير الخارجية العراقي استعداد بغداد للمساعدة في تهدئة الأوضاع إذا طُلب منها ذلك. وأشار إلى دور العراق في الوساطة السابقة بين السعودية وإيران، التي أفضت إلى تطبيع العلاقات بين البلدين في عام 2023.فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، عبّر حسين عن أمله في الحفاظ على "علاقة جيدة" مع واشنطن، مع التأكيد على صعوبة التنبؤ بالسياسة التي قد تتبعها الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه العراق وإيران. 

الوضع في سوريا 

حول الأزمة السورية، أشار حسين إلى أن العراق لن يشعر بالاطمئنان إلا بوجود "عملية سياسية شاملة" في سوريا. وأكد استعداد بغداد لتزويد دمشق بالحبوب والنفط بمجرد ضمان وصولها إلى جميع السوريين دون تمييز. 

كما كشف عن محادثات مع وزير الخارجية السوري بشأن زيارة مرتقبة للعراق، مشدداً على أن "استقرار سوريا يعني تمثيل جميع المكونات في العملية السياسية". وأشار إلى أن بغداد قلقة من نشاط تنظيم داعش، مما يدفعها لتعزيز التنسيق الأمني مع الجانب السوري. 

يأتي هذا فيما يسعى العراق لرسم مسار جديد يوازن بين علاقاته الإقليمية والدولية، مع محاولة إنهاء ظاهرة السلاح خارج إطار الدولة. وفي الوقت ذاته، يواصل لعب دور دبلوماسي في المنطقة، سواء عبر تهدئة التوترات بين القوى الكبرى أو المساهمة في استقرار دول الجوار، مثل سوريا. يبقى التحدي الأساسي في قدرة بغداد على تحقيق هذه الأهداف وسط التحولات الجيوسياسية المتسارعة. 

الأخبار العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.