Erbil 15°C الأحد 19 أيار 08:16

"قرقعة" السلاح المنفلت في استعراض "ربع الله" تهدد هيبة الدولة "الصامتة" والانتخابات المبكرة

على عجلات الحشد الشعبي

زاكروس عربية - أربيل

شهدت العاصمة الاتحادية، بغداد، اليوم الخميس (25 آذار 2021) انتشاراً مسلحاً واستعراضاً عسكرياً من قبل فصيل مسلح يطلق على نفسه اسم "ربع الله"، ما أشاع الفوضى والخوف لدى الأهالي والاستنكار لدى جهات أطراف سياسية، فيما تبرأت هيئة الحشد الشعبي من الفصيل.

"ربع الله" هو مصطلح مأخوذ من اللهجة العراقية العامية، وقبل تأسيس الحركة كان العراقيون يصفون عناصر في الحشد الشعبي بـ "ربع الله" رداً على اساليبهم وممارساتهم، وعلى أثر ذلك قامت ميليشيا متغلغلة ومتنفذة في العراق بتشكيل حركة "ربع الله"، وشعارها "احنا لا نخاف ولا نستحي".

  • المساس بـ "المقاومة"

واستخدمت ميليشيا "ربع الله" في استعراضها العسكري الذي دام لساعة السيارات رباعية الدفع والأسلحة الخفيفة، وحذّرت الحكومة العراقية من أنها لن تستطيع أن "تقف في وجهها".

كما تذرعت ميليشيا "ربع الله" بالخلاف بين الكتل النيابية في البرلمان العراقي والأحزاب السياسية حول الموازنة لتهدد وتحذر النواب والحكومة من المماطلة في إقرار الموازنة، مشيرةً إلى أنها "لن تبقى ساكتة لفترة طويلة"، كما حذرت من تسليم حصة إقليم كوردستان.

عناصر حركة "ربع الله" هددوا، من خلال صور نشروها خلال استعراضهم العسكري، رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، ووكيل شؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية الفريق أحمد أبو رغيف، بقطع الأذن واليد، في حال "المساس بالمقاومة".

 في حين تجول الفريق أحمد أبو رغيف في أحد شوارع بغداد، لأجل إثبات تماسك سيطرة الدولة على الأرض، وأيضاً من أجل نفي إشاعات هروبه من مقره في شارع المسبح داخل منطقة الكرادة، والتي أطلقتها مواقع تابعة لهذه الميليشيات المسلحة.

  • العمليات المشتركة تتفاجأ

لعل أكثر المواقف استغراباً على الاطلاق التصريح الذي صدر من المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، الذي عبرت فيه أنها "تفاجأت بالاستعراض"، ما قد يفسر بغيابها على الأرض وعدم القدرة على مسك زمام الأمور.

 وذكر المتحدث باسم العمليات، اللواء تحسين الخفاجي في تصريح صحفي "تفاجئنا بصراحة لما انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي من استعراض وبدأنا اتصالاتنا"،  مؤكداً أن "المظاهر المسلحة انتهت وقيادة عمليات بغداد قامت باللازم وبدء الجهد الاستخباري والأمني لمعرفة ما هي الأسباب لحدوث ذلك". وأضاف "في الساعات المقبلة سيكون هناك بيان أو تصريح بخصوص ذلك".

  • الحشد "يتبرأ"

 على اعتبار أن ميليشيا "ربع الله" سبق وأن رفعت رايات الحشد الشعبي وكشفت في أكثر من مناسبة نوعاً من الولاء للحشد وقياداتها، إلا أن الموقف الرسمي للهيئة جاء ناكراً لهذه العلاقة ومتبرأ من أي "رابط" بينهما، مؤكدة أنها تلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية.

وأصدرت الهيئة بياناً نفت فيه "نفياً قاطعاً وجود أي تحرك عسكري لقطعات الحشد الشعبي داخل العاصمة بغداد حسبما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام".

 وأكدت، أن "تحركات قوات الحشد تأتي ضمن أوامر القائد العام للقوات المسلحة وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة". وأشارت إلى، أن "ألوية الحشد تسمى بالأرقام لا بالمسميات الأخرى كما أن مديرياته تحمل التسميات الرسمية المعروفة"، في إشارة إلى أن "ربع الله" ليست من ضمن فصائلها.

لكن ذلك لا يحجب حقيقة أن الاستعراض تم بعجلات الحشد الشعبي، وهو ما لم يأتي البيان على ذكره إشارة أو صراحة، فيما يعيد المشهد التساؤلات هو "هيبة الدولة" العراقية إلى الواجهة، في ظل تكرار هذه الاستعراضات من دون وضع حد لها يكفل اثبات وجود سلطة الدولة، ويرسي الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.

  • قرقعة السلاح في الانتخابات

في الوقت ذاته ذهب السياسي العراقي أثيل النجيفي إلى أن استعراض ميليشيا "ربع الله"  العسكري في بغداد يقدم رسالتين، إحداها يجسد تدخل السلاح المنفلت في الانتخابات، ومحاولة إحداث وقائع معينة عبر التهديدات العسكرية ورفضاً لأي تغيير جوهري قد يحدث، والأخرى عن هشاشة الحكومة ومجلس النواب اللذين تريد المليشيا أن يخضعا لها.

وكتب النجيفي "الأولى : قرقعة السلاح بينكم وبين أي تغيير في الانتخابات أو سواها .. والثانية : إذا أراد مجلس نوابكم وحكومتكم أن يكون لهما قيمة فعليهم الطاعة والتنفيذ".

  • الصدر يدعو لـ "المحاسبة"

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رد بسرعة على الاستعراض العسكري، من خلال تغريدة، طالب فيها الحشد الشعبي بمعاقبة  "ربع الله" عقب انتشارهم المسلح في مناطق بالعاصمة العراقية بغداد.

 ونشر الصدر تغريدة ذكر فيها: "لقد لجأت إحدى  الميليشيات إلى الاستعراض العسكري المسلح والانتشار المكثف في العاصمة بغداد، من أجل مطالب مثل صرف الدولار".

 مضيفاً أن "اللجوء إلى السلاح لتحقيق المطالب أمر مرفوض يجب على الحكومة الحيلولة لعدم وقوعه مرة أخرى"، موضحاً أن "هذه الجهة التي قامت بالاستعراض إن كانت تنتمي للحشد فعلى الحشد معاقبتها وإلا إعلان البراءة منها".

لكن مواقع تابعة لحركة "ربع الله" ردّت على تغريدة الصدر، بنشر صور ومقاطع فيديو تظهر عناصر من "سرايا السلام" التابعين للصدر، وهم يستعرضون بأسلحتهم العسكرية في مناطق عدة بالعاصمة بغداد، منها الأعظمية (ذات الغالبية السنية)، في نبرة استهزائية على تغريدته التي انتقد فيها الانتشار المسلح للحركة في بغداد.

  • على مشارف الخضراء

 وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة، ذكرت مصادر أن الرتل المسلح لميليشيا "ربع الله" وصل إلى مشارف المنطقة الخضراء، التي تضم مقرات إقامة الحكومة والمسؤولين الكبار والبعثات الأجنبية في العراق، وسارعت السلطات إلى إغلاق الشوارع، تحسباً لأي اقتحام للمنطقة الخضراء، ما قد ينذر بإشعال فتيل مسلح لا تحمد عواقبه.

خلية أمنية تدعى "خلية الخبراء التكتيكية" ذكرت في بيان لها، أن حركة ربع الله انتشرت اليوم بكافة مناطق الرصافة وجزء من الكرخ، ومنها مناطق شرق القناة، سريع محمد القاسم، سريع الدورة، شارع فلسطين، تقاطع المستنصرية، ساحة بيروت، جسر الجادرية، الكرادة خارج، الكرادة داخل، شارع المسبح، ساحة التحريات، تقاطع عقبة بن نافع.

 وأوضحت الخلية أن الحركة انسحبت عند حوالي الساعة الواحدة ظهراً من شوارع بغداد، فيما أعلن القائد العام للقوات المسلحة حالة الطوارئ.

وفي ضوء هذه التطورات، بات الشارع العراقي غير متفاجئ من أي حركة أو إجراءات تقوم بها الفصائل المسلحة، وسط التراشق الإعلامي والتهديد والوعيد بينها، في ظل تمتع هذه الفصائل بالسطوة والنفوذ ومختلف أنواع الأسلحة والمركبات العسكرية، وفي ضوء تعاقب الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية العراق، وآخرها أزمة تمرير الموازنة الاتحادية لعام 2021.

 

 

 

 

 

 

 

 

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.