زاكروس - أربيل
دعا نواب من المكون الإيزيدي في كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني النيابية في مجلس النواب الاتحادي، الإثنين، إلى الإسراع في إقرار قانون يعترف بالإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم داعش عام 2014، مؤكدين أن هذا الاعتراف يمثل خطوة جوهرية لتحقيق العدالة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم.
الإبادة الجماعية للإيزيديين: مأساة إنسانية عالمية
في 2014، اجتاح تنظيم داعش قضاء شنكال/سنجار والمناطق المحيطة به، وارتكب فظائع ترقى إلى جرائم إبادة جماعية وفق القانون الدولي. شملت هذه الجرائم القتل الجماعي، استعباد النساء، خطف الأطفال، والتهجير القسري.
نتيجة لذلك، نزح عشرات الآلاف من الإيزيديين إلى إقليم كوردستان والمناطق المجاورة، حيث لا تزال معاناتهم مستمرة حتى اليوم. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 200,000 إيزيدي يعيشون في مخيمات النزوح، بينما تم اكتشاف عشرات المقابر الجماعية التي تؤكد حجم الجريمة.
مقترح قانون للإبادة الجماعية
في مؤتمر صحفي عُقد داخل مجلس النواب العراقي، قالت المتحدثة باسم كتلة الحزب الديمقراطي والنائب عن الكورد الإزيديين، النائبة فيان دخيل:
"ندعو إلى إقرار قانون يعترف بالإبادة الجماعية للإيزيديين، بما يعكس التزام الدولة العراقية بإنصاف هذه الشريحة التي تعرضت لأحد أبشع الجرائم في التاريخ الحديث. الاعتراف لا يتعلق فقط بالماضي، بل هو رسالة للمستقبل تؤكد رفض العراق لتكرار هذه الفظائع".
كما أوضح النائب شريف سليمان أن الاعتراف بالإبادة الجماعية تم بالفعل من قبل 13 دولة، آخرها سويسرا، بالإضافة إلى إقرار البرلمان الكوردستاني بذلك. وأضاف أن البرلمان العراقي مطالب بالاقتداء بهذه الدول، مشيراً إلى أهمية هذا الاعتراف للحفاظ على الهوية الإيزيدية ومنع تكرار الإبادة.
جهود دولية ومحلية
في السياق، أشار النائب محما خليل إلى أن الاعتراف بالإبادة الجماعية يتطلب خطوات تشريعية حاسمة تشمل قراءة مشروع القانون مرتين في البرلمان العراقي، وعقد جلسات استماع مع عوائل الضحايا والخبراء، ووضع أطر مالية وأمنية لضمان استقرار الإيزيديين في مناطقهم الأصلية. وقال خليل:
"سنجار ليست مجرد منطقة، بل رمز للجرح العراقي الذي يتطلب علاجاً حقيقياً. الاعتراف بالإبادة هو رسالة تضامن واحترام للضحايا، وخطوة نحو تعزيز التعايش السلمي في العراق".
الإبادة الجماعية: تاريخ متكرر للإيزيديين
هذا وتعرض الإيزيديون عبر تاريخهم الطويل إلى 74 حملة إبادة جماعية، وفق ما أشار إليه النواب الإيزيديون، بسبب ديانتهم وموقعهم الجغرافي في مناطق نزاعات. وتعد جريمة 2014 من أكبر هذه الإبادات من حيث الحجم والتأثير، حيث قتل الآلاف وتم استعباد النساء والفتيات، بينما تم تدمير البنية الاجتماعية للمجتمع الإيزيدي.
إجراءات لتعزيز الحقوق
إلى ذلك يؤكد النواب الإيزيديون أن الاعتراف بالإبادة الجماعية يتجاوز الإطار الرمزي، إذ يهدف إلى:
تعويض الضحايا مادياً ومعنوياً.
تأمين مناطق الإيزيديين وتعزيز أمنها لضمان عودة النازحين.
حماية المكون الإيزيدي من حملات التمييز والاضطهاد المستقبلي.
تحقيق العدالة الدولية بمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإيزيديين.
اعتراف بحجم المأساة
الاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين يمثل ليس فقط استحقاقاً إنسانياً، بل التزاماً أخلاقياً للعراق والعالم. وبإقرار هذا القانون، يبعث البرلمان العراقي رسالة تضامن مع الضحايا، ويعزز الجهود الرامية إلى بناء مستقبل قائم على العدالة والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن