زاكروس- أربيل
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان اليوم الأربعاء ( 8 كانون الثاني 2025) على إن الاستقرار والسلام في سوريا والحفاظ على وحدة أراضي سوريا والتصدي لأنشطة ما وصفه بـ"الجماعات الإرهابية" هي اهتمامات مشتركة بين البلدين، فيما ركز في مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات، مع التركيز على التطورات الإقليمية بما في ذلك سوريا وفلسطين.
وبعد لقائه مع السوداني الذي سافر إلى طهران في وقت سابق من اليوم، أعرب بزيشكيان في مؤتمر صحفي مشترك عن أمله " بتتسارع عملية تطوير التعاون الثنائي في ضوء هذه الرحلة والثقة الطيبة بيننا أن بين الطرفين"، مشيراً إلى أنه وينبغي اتخاذ خطوات أكثر فعالية نحو التقارب بين البلدين.
وأضاف أن "جمهورية العراق دولة مجاورة مهمة وشريك استراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويسعدنا أن العلاقات بين البلدين مستمرة على أعلى مستوى وأن نطاق التعاون الثنائي على مختلف المستويات يتزايد يوما بعد يوم."
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بلاده تريد دائمًا السلام والاستقرار والتنمية لبيئتها، وقال: "إن أمن ونمو ورفاهية شعب العراق لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا، العراق في وضع جيد. بعد مرور فترة من الحرب على الإرهاب، فهي تشهد الاستقرار والتطور".
وتابع ان "هذه الرحلة (زيارة السوداني) هي استمرار لرحلتي الناجحة إلى العراق في أيلول من هذا العام، وهي إحدى نقاط التحول في العلاقات بين البلدين، والتي سنرى نتائجها مستقبلاً في المستقبل وعملية متنامية للتعاون الثنائي."
ووصف الرئيس الإيراني المشاورات التي أجراها مع السوداني بـ"الجيدة" بشأن تطوير التعاون الثنائي في جميع القطاعات".
وتطرق بزيشكيان إلى المخاوف المشتركة بين البلدين إيران والعراق فيما يتعلق بالتطورات الراهنة في سوريا، مشدداً على ضرورة "الاستقرار والسلام في سوريا، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ومواجهة أنشطة الجماعات الإرهابية، وضرورة انسحاب الكيان الصهيوني."
وحذر من إمكانية إعادة تنشيط الخلايا الإرهابية، وهو ما يعد أحد مخاوف الدولتين المجاورتين إيران والعراق، معتبراً أن "هذا القلق يذكر البلدين باليقظة والتعاون أكثر من أي وقت مضى."
وجرى خلال اللقاء بحسب الرئيس الإيراني "مناقشة ومراجعة برنامج التعاون الشامل بين البلدين والتنفيذ الكامل للاتفاقية الأمنية. وفيما يتعلق بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري، فقد تم في هذا اللقاء مناقشة الخطط والبرامج الجيدة، ومن الخطط المهمة بين البلدين تسريع بناء مشروع سكة حديد الشلامجة – البصرة".
كما ذكر الرئيس في مؤتمره الصحفي أنه أكد على أهمية تنفيذ الوثائق وسرعة إزالة العقبات القائمة، وتطوير العلاقات في المجالات الجمركية، ووجود الشركات الإيرانية والعراقية في مشاريع استثمارية مشتركة، وتسهيل النقل البري وزيادة عبور البضائع، والمسافرين وتعزيز الأسواق الحدودية وحل المشكلات المتعلقة بأنشطة القطاعات الخاصة وتوفير الاحتياجات المتبادلة للقطاعات الأخرى.
من جانبه، أعلن السوداني عن إجراء "اجتماعات على مستوى الوزراء بين البلدين"، لافتاً إلى "التشاور مع الرئيس الإيراني ملف تجهيز العراق بالغاز والطاقة".
وقال السوداني: "نتابع المشاريع المشتركة مع إيران خصوصاً قطاعي السكك والسكن، وتعزيز علاقاتنا مع إيران ضروري لتحقيق المصالح المشتركة".
وأضاف: "نؤكد حرصنا على بناء علاقات متوازنة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية بما يخدم الجميع"، مؤكداً "موقفه الثابت بإدانة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية".
وأشار السوداني إلى أن "السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة هو وقف الحرب وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم الحرة، مؤكدا أن استقرار سوريا مفتاح لاستقرار المنطقة".
ودعا السوداني إلى "حوار إقليمي شامل يعزز التعاون والاستقرار في المنطقة، كما دعا إلى حل سياسي شامل في سوريا، وقال، نحترم إرادة الشعب السوري وندعم قراره في اختيار نظامه السياسي".
وأضاف أن العراق مستعد للتعاون مع جميع الأطراف لتعزيز الاستقرار في سوريا، وقال :"نرفض لغة التهديد واستخدامها ضد الدول".
ودعا السوداني إلى احترام القانون الدولي وحوار إقليمي شامل يضمن الأمن والسلام،"، مشيراً إلى النجاح في حفظ سلامة العراق"، مؤكداً أيضاً "حرص العراق على نشر التهدئة وعدم توسعة الحرب بالمنطقة".
في لقاء منفصل خلال رحلته، أكد السوداني أنه وخلال لقائه برئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، على ضرورة أن يضمن النظام السياسي السوري الجديد حقوق جميع المكونات والأطياف في البلاد.
وذكر بيان لمكتب السوداني أن الأخير، التقى اليوم ، في مبنى البرلمان الإيراني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، وبحث العلاقات الثنائية بين العراق والجمهورية الإسلامية، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المتبادلة، والتأكيد على تعزيز التعاون في الملفات المشتركة، وكذلك دعم التعاون بين السلطتين التشريعيتين في العراق وإيران، بما يسهم في ترسيخ مصالح البلدين".
وأكمل البيان، أن "اللقاء تناول تطورات الأحداث في سوريا، حيث جرى التأكيد على وحدة الأراضي السورية، ودعم الأمن والاستقرار فيها، وضرورة أن يضمن النظام السياسي الجديد حقوق جميع المكونات والأطياف السورية، وكذلك العمل المشترك من أجل تخفيف التوترات ومضاعفة جهود إرساء السلم والأمن الإقليمي والدولي".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن