زاكروس – أربيل
أكد عضو هيئة التفاوض السورية عن المجلس الوطني الكوردي في سوريا، إبراهيم برو، في حِوار خاص مع زاكروس سعي الهيئة مع القوى الدولية والعربية لتطبيق للقرار الأممي 2254 بما يضمن تمثيل حقيقي لجميع المكونات السورية بما فيه الشعب الكوردي في مستقبل سوريا وضمان مستقبل الجميع في الإطار الوطني، لافتاً لأهمية ترتيب البيت الداخلي الكوردي في سوريا وفك "الإدارة الذاتية" ارتباطها مع حزب العمال الكوردستاني، كما لفت إلى دور الرئيس بارزاني في مساندة الشعب السوري بكل مكوناته.
الوضع السياسي الجديد في سوريا والقرار 2254 :
بداية لفت برو إلى أن الحكومة التي أعُلن عنها في دمشق شكلتها القوة التي حررت سوريا من نظام الأسد، لكن الخطوة بذاتها "لم تكن ضمن سياق القرار الأممي 2254"، مشيراً إلى أنه لم تجرى حتى الآن أي اتصالات بين هيئة التفاوض والحكومة الانتقالية لمناقشة ترتيبات تنفي فحوى القرار الأممي.
كما نوّه بأن الهيئة ترى أن تطبيق القرار 2254 يمثل "ضرورة قصوى" لمستقبل سوريا، وتؤكد أهمية التنفيذ التدريجي للقرار، بدءًا من تشكيل هيئة حكم انتقالية تُهيئ بيئة آمنة، وصولًا إلى تشكيل لجنة دستورية، وهيئة تأسيسية تُمثّل كافة أطياف الشعب السوري، ثم وضع دستور جديد يُطرح للاستفتاء الشعبي.
الدور العربي والدولي تثبيت التعددية:
أكّد برو أن التحركات السياسية العربية والإقليمية والدولية الجارية حول الشأن السوري تحظى بأهمية كبيرة. يُتوقع أن تسهم هذه الجهود في تحقيق وتثبيت الاستقرار في سوريا كما أكد على ذلك بيان قمة العقبة.
لافتاً أن الهيئة على تواصل مستمر مع معظم الأطراف العربية والإقليمية والدولية، وتعمل على تعزيز التعاون مع القوى الدولية المؤثرة في الوضع السوري، وأنه من المقرر أن يلقي رئيس الهيئة كلمة في مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء المقبل.
في هذا السياق لابد من الإشارة إلى أن "التوافق الأميركي التركي ايجابياً ونحن في الهيئة على تواصل مع الطرفين وفي الوقت ذاته نؤكد أن توسيع هذا التوافق ليشمل أيضاً الاتحاد الأوروبي والدول العربية على أن يكون هذا التوافق داعماً لسوريا تعددية تضمن حقوق جميع المكونات، لذلك فأن هيئة التفاوض لا ترغب بتفضيل رؤية طرف ما على أخرى بل تدعم التوافق الذي يساعد السوريين على تجاوز المرحلة الانتقالية سريعاً لبناء سوريا التعددية التي تضمن حقوق كل السوريين".
تمثيل المكونات السورية وضمان حقوقهم:
استعرض عضو هيئة التفاوض مدى تلاقي خطاب الهيئة ورؤيتها مع مطالب الشعب السوري عامة ومع الرؤية السياسية الكوردية، منوهاً أن تعدد مكونات الهيئة "ربما أّثر" في هذا التوافق أو أنه أوحى بذلك، لكنه أكد أن "اعتمادها بيان قمة الرياض 2 في 2107 الذي يقول بإن سوريا بلد متعدد القوميات والأعراق ويتألف من العرب و الكورد والأشوريين السريان وغيرهم، وأنه يجب ضمان حقوق هذه المكونات دستورياً، وإلغاء جميع القوانين الاستثنائية وتعويض المتضررين منها".
مردفاً إن "هذا الخطاب المدون في الوثائق يتوافق اليوم مع الخطاب الدولي اليوم الذي يؤكد على ضرورة تمثيل جميع المكونات و"الأقليات" وضمان حقوقهم وعدم إقصاء أي طرف أو مكون في سوريا ما بعد الأسد".
تحديات ترتيب البيت الكوردي:
بالنظر إلى معاناة الشعب الكوردي من التهميش لعقود، والتأكيدات اليوم على ضرورة تحقيق الشراكة في سوريا الجديدة، تبرز مؤخراً تأكيدات على قرب اطلاق حِوار "كوردي – كوردي" بدعم أميركي فرنسي، حول ذلك يؤكد برو إنه "بعد 8 كانون الأول أصبحنا في سوريا جديدة لا يحكمها البعث ونظام الأسد، ولا بد لنا كوردياً أن نرتب بيتنا الداخلي بما تستعديه متطلبات المرحلة واستحقاقاتها ومستقبل سوريا، لكن حتى الآن نواجه عائق "إدارة" غير قادرة على اتخاذ قرارات رئيسية وحقيقة تناسب المرحلة، ويتطلب منهم عملية نقد ذاتي جريئة ومراجعة ممارساتهم بما فيها تواجدهم في المناطق التي لا تتوفر بها فيها أي حاضنة".
لفت برو "في هذا السياق أن "الإدارة الذاتية" أبدت بعض الخطوات الصحيحة - رغم تأخرها- مثل رفع علم الاستقلال السوري، علماً أن المجلس الوطني الكوردي كان قد قبل برفع هذا العلم (تبناه كعلم وطني) في الوثيقة التي وقعها مع الائتلاف في 2013 على أن يكون اسم سوريا الجمهورية السورية".
كذلك ذهب برو إلى أنه "يجدر بهذه "الإدارة" أن تؤكد بما لا شك فيه أنها جزء من الشعب الكوردي والشعب السوري عبر فك الارتباط مع حزب العمال الكوردستاني والطلب من جميع عناصر الحزب مغادرة الأراضي السورية".
في سياق حديثه عن الحقوق شدد برو على أنه "اليوم على جميع المكونات السورية أن تطرح رؤيتها لحقوقها ضمن الإطار الوطني بشكل واضح وجريء على طاولة الحوار، وهنا لا بد لـ"الإدارة الذاتية" أيضاً التخلي عن المشروعات الطوباوية والشعارات الفضفاضة التي ستساهم إن بقيت في ضياع حقوق الشعب الكوردي".
الدور المؤثر للرئيس بارزاني:
يعبر الشارع الكوردي في سوريا عن ثقته بدور الرئيس مسعود بارزاني في الدفاع عن حقوق الكورد، وفي ظل المتغيرات السياسية على الساحة السورية، لفت برو أن "دور الرئيس بارزاني كان ولا يزال فعالاً مع علاقاته الدبلوماسية الواسعة وتسخيرها لمصلحة السوريين عموماً وكوردها خصوصاً، وسعيه لحشد الدعم الدولي لقضيتهم في سوريا، ومن ناحية كونه زعيماً يمثل الشعب الكوردي فما كان منه إلا حثهم على تنظيم أنفسهم سياسيًا لتأمين حقوقهم في سوريا المستقبل، وترجمها من خلال رعايته لثلاث اتفاقيات بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)عبر عدة جولات من الحِوار في أربيل ودهوك، لو التزم (PYD) لكن الوضع الكوردي مختلفاً اليوم".
ختاماً لفت عضو هيئة التفاوض السورية عن المجلس الوطني الكوردي في سوريا، إبراهيم برو، إلى أن ابداء حزب الاتحاد الديمقراطي مؤخراً موقفاً متزناً من إقليم كوردستان والرئيس بارزاني – بعكس ما عهدناه من الحزب-،خطوة إيجابية نتمنى أن تتطور وينعكس التزاماً فعلياً برؤية الرئيس بارزاني المرجعية .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن