زاكروس – أربيل
وجّه بطريرك الكلدان في العالم والعراق، الكاردينال لويس ساكو، رسالة إلى قادة العالم في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط صراعات وحروب، مشيراً إلى أن المسيحيين فقدوا ثلثي عددهم وقد يفقدون ما تبقى بسبب عدم التوصل إلى السلام والوئام.
فقد قال ساكو في بيان له، الثلاثاء إنه "من المؤسف أن يعاني الشرق الأوسط من ويل الصراعات والحروب، كما نشاهد في فلسطين ولبنان وحاليا في سوريا، من دون أن ننسى السودان وأوكرانيا، وقد تنجر اليها بلدان أخرى مجاورة".
أضاف أنها "حالة محزنة حقاً أن تؤدي هذه الصراعات بحياة آلاف الناس خصوصا من المدنيين الأبرياء، وتهجير أعداد كبيرة من السكان"، لافتاً إلى أن "المسيحيين أبناء هذه الأرض، لقد فقدنا ثلثي عددنا، وأن استمرت الحالة قد نفقد من تبقى فيها أمام عدم الوصول إلى السلام والوئام".
تشير الاحصائيات أن أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي شهدت تراجعًا كبيرًا نتيجة عدة عوامل، منها النزاعات المسلحة، التمييز الديني، والهجرة بحثًا عن ظروف معيشية أفضل،
ففي العام 2003، كان عدد المسيحيين في العراق يُقدر بحوالي 1.5 مليون شخص، لكن خلال العقد الماضي، تقلص العدد إلى حوالي 250,000 - 300,000 نتيجة النزاعات، أبرزها ظهور تنظيم "داعش" وتهجير المسيحيين من مناطق مثل الموصل وسهل نينوى.
فيما كان عدد المسيحيين قبل الأزمة في عام 2011 يُقدر بحوالي 1.8 مليون (10% من السكان)،إلا أنه انخفض إلى حوالي 600,000 - 800,000 بسبب النزوح الداخلي والخارجي.
إلى ذلك أشار ساكو إلى أن "على دول الجوار أولاً التأكيد على الثوابت الانسانية والوطنية، وتحصين الساحة من كل فتنة طائفية وانقسام، والعمل على التهدئة وليس التصعيد أو صب الزيت على النار".
ثانياً أن "هذه الحروب مسؤولية المجتمع الدولي أيضاً، لهذا السبب ينبغي أن تتحرك الدول الكبرى بشكل سريع وصادق وتلعب دور الوسيط لإيجاد حلول دائمة لهذه البلدان، ومستقبل سياسي يقوم على أسس وبرامج ثابتة، لكي يبقى مواطنوها في العيش على أرضهم وبيوتهم بسلام وأمان وكرامة"، بحسب البيان.
كما شدد الكاردينال على الجميع "إدراك أن الحروب فاشلة وخاسرة كما أكد البابا فرنسيس في مناسبات عديدة"، مبينا أنه "بهذه الطريقة يطمئن سكان الشرق الأوسط بأمل السلام، لاسيما ونحن على أبواب الاحتفال بعيد الميلاد، عيد الاخوة والسلام: (المجد لله في العلى والسلام على الأرض)".
ودعا ساكو إلى العودة "إلى الله أبينا في النور والحبّ والحق، وإلى اخوّتنا الانسانية. هذه العودة ستمنحنا لا محالة مساحة لاختبار السلام في داخلنا وحولنا".
يأتي ذلك بينما كانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت، الأربعاء الماضي، بدء ما سمّتها "معركة ردع العدوان"، بهدف توجيه "ضربة استباقية" لقوات الجيش السوري التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة، حسب تأكيدات المعارضة.
فيما تناولت تقارير أن زعيم "هيئة تحرير الشام" التي تقود فصائل المعارضة في "معركة ردع العدوان" التقى بوجهاء من حيي السليمانية والعزيزية، للوقوف على مطالب المسيحيين بعد تغير السيطرة في حلب.
في الوقت الذي أكد بيان صادر عن متروبليت حلب وإسكندريون المطران أفرام معلولي، الأحد، الذي أعلن فيه بقاء أبناء الرعية المسيحية في حلب. ودعا معلولي أبناء الطائفة المسيحية إلى التحلي بالهدوء والصبر، وقال: "نؤكد لكم يا أبناءنا الأحباء في حلب أننا باقون في حلب إلى جانب رعيتنا وفي كل الظروف، من أقساها إلى أحلاها".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن