زاكروس – أربيل
طالب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء (26 تشرين الثاني 2024) المجتمع الدولي بـ"تنفيذ فوري" لوقف إطلاق النار، بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومته ستوافق "هذا المساء" على اتفاق وقف إطلاق النار.
ويمثل ذلك تطوّر يفترض أن يضع حدا لعمليات القصف المتبادل منذ أكثر من عام عبر الحدود والحرب المفتوحة منذ شهرين في لبنان.
ومارست الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجموعة السبع ضغوطاً من أجل وقف القتال وعمليات القصف بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وقال ميقاتي في بيان إن "العدو الصهيوني لا يقيم وزنا لأي قانون أو اعتبار واستهداف بيروت بشكل خاص اليوم يثبت حقد العدو عليها بما تمثله من حاضنة لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، ولكونها أيضا تحتضن العدد الأكبر من النازحين عن مناطق العدوان".
وأضاف أن "المجتمع الدولي مطالب بالعمل سريعا على وقف هذا العدوان وتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار".
وتابع، "تبقى في الختام تحية خاصة إلى أهل بيروت التي تحملت الكثير هذا النهار، كما تحمّلت على الدوام الحمل الأكبر عن كل لبنان".
وقال نتانياهو في كلمة نقلتها شاشات التلفزيون "هذا المساء سأعرض على مجلس الوزراء مشروع وقف إطلاق النار في لبنان للموافقة عليه. مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما يحدث في لبنان".
وأضاف "بالاتفاق الكامل مع الولايات المتحدة، نحتفظ بالحرية التامّة للتحرك عسكريا في لبنان (..) إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول إعادة التسلح، سنهاجم".
ولفت إلى أن الهدنة ستتيح لإسرائيل "التركيز على التهديد الإيراني"، وتوعد بتكثيف الضغط على حركة حماس في قطاع غزة.
وتصريحات نتانياهو جاءت في نهاية يوم تعرضت فيه بيروت لغارات إسرائيلية هي الأعنف منذ أن صعدت إسرائيل في 23 أيلول حملتها العسكرية في لبنان وبدأت عمليات قصف واسعة النطاق استهدفت حزب الله في لبنان قبل أن تتوغل قواتها في الجنوب في 30 أيلول.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن وقف إطلاق النار سيساعد في وضع حد للنزاع في غزة.
ودعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، فيما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء إن "لا عذر" لإسرائيل لرفض وقف إطلاق النار في لبنان الذي توسطت له واشنطن وباريس.
وذكر موقع أكسيوس أن الاتفاق يقوم على مقترح أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى الطرفين الأسبوع الماضي إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب أكسيوس الذي أشار إلى ضمانات أميركية بأن تدعم واشنطن الرد العسكري الإسرائيلي في حال شنّ حزب الله هجمات.
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء من أن بلاده سترد "بقوة" في حال خرق وقف إطلاق النار.
ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي ينص على أن ينتشر في جنوب لبنان الجيش اللبناني وجنود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل).
ويتعين على نتانياهو أن يقنع حلفاءه اليمينيين المتطرفين بالاتفاق، إذ حذّر حليفه إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، الإثنين من أي اتفاق لوقف النار، مشددا على أنه سيكون "خطأ كبيرا".
قبل إعطاء الضوء الأخضر، كثّفت إسرائيل الثلاثاء قصفها لقلب بيروت حيث قتل عشرة أشخاص على الأقل وفق السلطات اللبنانية، وعلى الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، بعد توجيه إنذارات بوجوب الإخلاء.
واعتبر النائب عن حزب الله أمين شري الثلاثاء أن إسرائيل تريد عبر الغارات الكثيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وفي بيروت، أن "تنتقم" من جمهور الحزب واللبنانيين.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن