"شجرة البندق" الروسي .. اختلاف في التوصيفات وتباين في المواقف الدولية

زاكروس- أربيل

اختلف كل من موسكو وكييف في توصيفات الصاروخ الفرط صوتي الجديد الذي أطلقته القوات الروسية نحو مدينة دنيبرو الأوكرانية، فيما اختلفت ردود الفعل الدولية بشأنها.

ففيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن قواته قصفت أوكرانيا رداً على إطلاقها صواريخ غربية، بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، أعلنت كييف أن الصاروخ عابر للقارات.

بينما كشف بوتين اسم هذا الصاروخ ألا وهو "أوريشنيك"، أو "البندق"، حذر من أن بلاده قد تضرب أهدافا عسكرية لأي دولة تورد أسلحة تستخدم لمهاجمة روسيا.

وذكر الرئيس الروسي أن إجراء تجربة قتالية لمنظومة "أوريشنيك" جاء ردا على التصرفات "العدوانية" لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد موسكو، مشيرا إلى إطلاق أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية بعيدة المدى ضد روسيا.

لاحقاً قال الكرميلن "لا شك لدينا أن إدارة بايدن قرأت رسالة بوتين وفهمتها".

إذ يعتبر "أوريشنيك" صاروخا باليستيا متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت (IRBM)، أعلن عنه الرئيس الروسي لأول مرة، أمس الخميس، وتبلغ سرعته 10 ماخ (12300 كلم/ساعة، 7610 ميل في الساعة) مما يجعل من الصعب اعتراضه، بالإضافة إلى أنه قادر على حمل رؤوس نووية، الأمر الذي يجعل هذا الصاروخ مثيرًا للقلق على وجه الخصوص.

وكان حلف شمال الأطلسي "الناتو" شدد أمس على أن الصاروخ الباليستي الجديد الذي أطلقته روسيا "لن يغيّر مسار الحرب ولا تصميم الحلفاء في الناتو على دعم أوكرانيا" في تصديها للغزو الروسي.

من ناحية أخرى، لم تؤكد وزارة الدفاع الروسية الأنباء التي أفادت بأن الهجوم ربما نُفذ بصاروخ عابر للقارات، كما تجنب الكرملين ووزارة الخارجية الروسية -خلال مؤتمرات صحفية أمس الخميس- الإجابة على أسئلة بشأن الاستخدام المزعوم لهذا الصاروخ.

في السياق نفسه، قال مسؤول أميركي لشبكة "إن بي سي" إن روسيا لم تطلق صاروخا عابرا للقارات على أوكرانيا كما زعمت كييف.

دولياً دعت الصين جميع الأطراف إلى "ضبط النفس"، فيما وصف المستشار الألماني استخدام موسكو لصاروخ جديد ضد أوكرانيا بـ"التصعيد المروع".

إلى ذلك قال جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "كان المقصود من الصاروخ إرسال رسالة، أعتبر الإطلاق بمثابة تذكير للولايات المتحدة بأن مخاطر التصعيد النووي لا تزال قائمة".

وأضاف: "ومع ذلك، فإن قرار بوتين بإبلاغ واشنطن مسبقا بالاختبار كان يهدف بوضوح إلى تجنب سوء تفسير الإطلاق وتخفيف مخاطر التصعيد النووي الفوري".