زاكروس – أربيل
حذَّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الثلاثاء، من أن "هامش المناورة" بشأن البرنامج النووي الإيراني "بدأ بالتقلص"، قبل زيارة مهمة يقوم بها إلى طهران.
فقد غروسي لـوكالة الصحافة الفرنسية، على هامش قمة المناخ في باكو "يجب على الإدارة الإيرانية أن تفهم أن الوضع الدولي أصبح أكثر توتراً، وأن هامش المناورة بدأ بالتقلص، ومن الضروري إيجاد طرق للتوصل إلى حلول دبلوماسية".
لفت غروسي إلى أن الوكالة الدولية تقوم بعمليات تفتيش روتينية في إيران، لكنه قال "نحن بحاجة إلى رؤية المزيد... نظراً إلى حجم وعمق وطموح البرنامج النووي الإيراني، فإننا بحاجة إلى إيجاد السبل لمنح الوكالة مزيداً من الشفافية".
فيما يصل غروسي، مساء الأربعاء، إلى طهران، بعد أسبوع من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية، وهي الزيارة الثانية له إلى طهران هذا العام، بعدما أجرى مفاوضات بشأن القضايا العالقة مع الحكومة السابقة برئاسة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، بالإضافة إلى طلبه منذ مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي إجراء مفاوضات مع الرئيس الحالي مسعود بزشكيان.
في الأثناء يسود ترقب بشأن السياسة التي يتبعها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مع إيران، خصوصاً المفاوضات النووية المتعثرة التي أطلقتها إدارة الرئيس جو بايدن في أبريل/نيسان 2021 للعودة إلى الاتفاق النووي.
رداً على ذلك، زادت إيران إنتاجها من اليورانيوم المخصب ليبلغ مستويات غير مسبوقة، كما أن مخزونها من المادة آخذ في الازدياد، وفق تقارير الوكالة الأممية التي تتولى مراقبة المنشآت النووية.
أكد غروسي أنه عمل "بالفعل مع إدارة ترامب الأولى وعملنا معاً بشكل جيد".
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران زادت بشكل ملحوظ احتياطاتها من المواد المخصبة حتى نسبة 60 في المائة، الأمر الذي يقربها أكثر من نسبة الـ90 في المائة المطلوبة لتطوير سلاح نووي.
لكن منذ تولى الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان منصبه في أغسطس (آب) الماضي، أعربت طهران عن أملها في استئناف المفاوضات بهدف إحياء الاتفاق. وتعود آخر زيارة قام بها غروسي لطهران إلى مايو (أيار).
ودعا يومها إلى إجراءات «ملموسة» للمساعدة في تعزيز التعاون حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال مؤتمر صحافي في محافظة أصفهان بوسط البلاد، حيث تقع منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
نهاية أيلول، أعلن غروسي أن إيران تبدو مستعدة لاستئناف المفاوضات، لكنها لا تزال ترفض عودة مفتشي الوكالة الذرية إلى مواقعها، فيما ويُتوقع أن يمارس غروسي خلال زيارته غداً ضغوطاً على طهران لتسمح مجدداً للمفتشين الدوليين بدخول مواقعها النووية.
إلى ذلك وكانت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، قالت الثلاثاء إن طهران ستسعى لتحقيق كل ما يحقق «مصالحها»، وذلك رداً على سؤال عن إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع إدارة الرئيس ترامب.
هذا ولا تزال إيران رسمياً جزءاً من الاتفاق الذي قلصت التزاماتها الأساسية بموجبه بشكل كبير، رداً على العقوبات. وينتهي القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي في أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل.
وتقوم إيران حالياً بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، القريبة من نسبة الـ90 في المائة المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن