زاكروس - أربيل
أكد مجلس وزراء إقليم كوردستان، أنه على الحكومة الاتحادية صرف رواتب موظفي كوردستان وعدم التلكؤ أو استقطاع مستحقاتهم أو وضع العراقيل تحت أي حجة أو عذر، وفيما أشار إلى دعم حكومة الإقليم لعملية التعداد السكاني للأغراض التنموية، شدد على وجوب أن لا توظف لأهداف سياسية بأي شكل من الأشكال، وأن لا تؤثر سلباً على تنفيذ المادة 140 من الدستور، كما جدد موقف الحكومة الثابت من استئناف تصدير نفط الإقليم عبر شركة (سومو) في أقرب وقت لما فيه من مصلحة للحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان.
وعقد مجلس وزراء إقليم كوردستان، اليوم الأربعاء 6 تشرين الثاني 2024، اجتماعه الأسبوعي الاعتيادي برئاسة رئيس المجلس مسرور بارزاني، وناقش عدداً من الموضوعات المهمة المدرجة ضمن جدول أعماله.
واستهل مجلس الوزراء اجتماعه بتهنئة شعب كوردستان على نجاح انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان، وعدّها نجاحاً آخر للشعب، مبيناً، وفق ما جاء في بيان صادر عن الموقع الرسمي للحكومة، أن "العملية الانتخابية جرت بسلاسة وفي أجواء سلمية في إطار احترام مبادئ الديمقراطية، مما يعدّ إنجازاً لشعب كوردستان ومسار العملية الديمقراطية، ودليلاً يعكس مستوى الوعي العالي لدى شعب كوردستان".
وشدد رئيس مجلس الوزراء خلال الاجتماع على أن "الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان ستواصل أداء مهامها الأساسية، بما يضمن تقديم الخدمات لجميع المواطنين دون تمييز، وذلك إلى حين تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة والمباشرة بمهامها".
وفي الفقرة الأولى من جدول الأعمال، قدّم وزير التخطيط دارا رشيد عرضاً لآخر التطورات المتعلقة بمسألة إجراء التعداد السكاني العام في العراق، وأشار إلى نتائج الاجتماع المشترك بين حكومتي الإقليم والاتحادية الذي عُقد في بغداد بتاريخ 31 تشرين الأول 2024، بحضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الاتحادي ووزير التخطيط الاتحادي، إلى جانب الوزراء الكورد في الحكومة الاتحادية.
كما جرى التطرق إلى القرار الصادر عن اجتماع مجلس الوزراء الاتحادي يوم أمس بشأن التعداد السكاني، بالإضافة إلى تقييم بنود هذا القرار.
وبعد المناقشات وتبادل الآراء، أعرب مجلس الوزراء عن شكره لوزير التخطيط ووفد حكومة الإقليم على "دفاعهم القوي عن الحقوق الدستورية لشعب كوردستان"، مؤكداً في الوقت نفسه "دعم حكومة الإقليم لعملية التعداد السكاني للأغراض التنموية".
كما أكد المجلس أن "إقليم كوردستان قد سجّل مجموعة من الملاحظات على العملية لضمان أن يحظى التعداد السكاني برضا جميع المكونات، وأن لا يُستخدم لأغراض أخرى غير الأغراض التنموية".
كما جرى التأكيد على أن "التعداد السكاني يجب أن لا يُوظف لأهداف سياسية بأي شكل من الأشكال، وأن لا يؤثر سلباً على تنفيذ المادة 140 من الدستور، وحل قضية المناطق الكوردستانية الواقعة خارج إدارة حكومة الإقليم".
المجلس شدد على ضرورة أن "لا يكون التعداد بديلاً عن الآليات والإجراءات الدستورية المنصوص عليها في المادة 140 من الدستور، وفقاً لما أكدت عليه المحكمة الاتحادية العليا في قرارها رقم 73 لعام 2010". وبناءً على ذلك، وجّه مجلس الوزراء الجهات المعنية بإيصال المقترحات التي أقرها المجلس اليوم إلى الحكومة الاتحادية، داعياً جميع الأطراف الكوردستانية المعنية في الإقليم وبغداد إلى "تقديم كل ما يلزم من تعاون ودعم بهذا الصدد".
وتضمنت الفقرة الثانية من الاجتماع عرضاً لآخر المستجدات بشأن الوضع المالي والرواتب، وموضوع الأرقام الوظيفية للموظفين، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الجديدة الصادرة عن وزارة المالية الاتحادية المتعلقة برواتب شهر تشرين الأول لسنة 2024. وقد قدّم العرض كل من رئيس ديوان مجلس الوزراء أوميد صباح، وسكرتير مجلس الوزراء آمانج رحيم، ورئيس دائرة التنسيق والمتابعة عبد الحكيم خسرو.
وشدد مجلس الوزراء على ضرورة أن "تصرف الحكومة الاتحادية رواتب موظفي إقليم كوردستان وعدم التلكؤ أو استقطاع مستحقاتهم أو وضع العراقيل تحت أي حجة أو عذر، وأن لا تمنع صرف مستحقات متقاضي الرواتب، بل يجب صرف رواتب الإقليم في مواعيدها أسوة بالمتقاضين في باقي مناطق العراق وبدون أي تقصير، وذلك على ضوء ما نصت عليه المحكمة الاتحادية العليا بوضوح في قراراتها بشأن عدم إقحام مسألة الرواتب في أي خلاف بين الحكومتين، باعتباره استحقاقاً قانونياً لمتقاضي الرواتب ينبغي النأي به بعيداً عن أي خلاف سياسي، حتى أن مجلس الوزراء الاتحادي ألزم في قراره الأخير وزارة المالية الاتحادية بالاستمرار في صرف رواتب الإقليم حتى نهاية هذا العام"، مضيفاً "كما أن الوزارات والجهات المعنية أنجزت في الفترة الماضية عملية تصحيح النواقص كافة في قوائم الرواتب وإرسالها إلى وزارة المالية الاتحادية، وأما بالنسبة لمن لم يسجلوا بعد في النظام البايومتري أو ممن لا يملكون أرقاماً وظيفية فريدة، فقد حُدد يوم 20 من الشهر الجاري موعداً نهائياً لهم". وبناءً على ذلك دعا المجلس وزارة المالية الاتحادية إلى "الإسراع في صرف رواتب شهر تشرين الأول، وعدم اتخاذ أي إجراءات تمييزية ضد إقليم كوردستان في تنفيذ بنود قانون الموازنة والإجراءات المالية".
وناقش مجلس الوزراء المقترح الأخير للحكومة الاتحادية بتعديل المادة 12 المتعلقة باستئناف تصدير نفط الإقليم، كما استعرض نتائج الاجتماع الأخير مع وزارة النفط الاتحادية والشركات النفطية، والتي قدمها وزير الثروات الطبيعية بالوكالة كمال محمد صالح، والوفد المفاوض.
وجدد مجلس الوزراء موقفه الثابت "بضرورة استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان عبر شركة (سومو) في أقرب وقت، لما فيه من مصلحة للحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان وكذلك لشركات النفط"، وأعرب عن أمله بأن "يكون تعديل المادة 12 من قانون الموازنة العامة الاتحادية فرصة لحل هذه المشكلة واستئناف تصدير نفط كوردستان إلى الأسواق العالمية بأسرع وقت، الأمر الذي سيسهم بشكل كبير في زيادة إيرادات البلاد ودفع عجلة الاستثمار في هذا المجال".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن