زاكروس - ا ف ب
أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي معارضته "وقف إطلاق النار من جانب واحد" مع حزب الله في لبنان.
وقال مكتب نتانياهو في بيان إنّ "رئيس الوزراء قال خلال المحادثة إنه يعارض وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، لا يؤدي الى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويعيده فقط الى ما كان عليه".
ويشدّد نتانياهو والجيش الإسرائيلي على وجوب إبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود الشمالية لإسرائيل وتفكيك بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان، بشكل يسمح لعشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل بالعودة الى مناطقهم التي نزحوا منها منذ بدء تبادل القصف بين الجانبين قبل أكثر من عام.
ونقل بيان مكتب نتانياهو عنه إنّه "أوضح (لماكرون) أنّ إسرائيل لن توافق على أي ترتيبات لا تفضي لذلك ولا تمنع حزب الله من إعادة التسلّح وإعادة رص صفوفه".
تأتي التصريحات في وقت يشدّد فيه ماكرون ضغوطه على إسرائيل للالتزام بقرارات الأمم المتحدة،
وزاد الرئيس الفرنسي من حدّة لهجته تجاه إسرائيل بقوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء، وفقاً لما نقله عنه بعض ممن حضروا الجلسة، إنّ "نتانياهو يجب ألا ينسى أنّ بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة".
ويشير ماكرون بذلك إلى القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 1947 والذي نصّ على تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية.
وردّ نتانياهو على موقف ماكرون بالقول إن "الانتصار" في حرب العام 1948 هو الذي أدى الى إنشاء دولة إسرائيل وليس صدور قرار من الأمم المتحدة.
وقال نتانياهو في بيان نشره مكتبه "تذكير لرئيس فرنسا: لم تنشأ دولة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة، بل بموجب الانتصار في حرب الاستقلال الذي تحقق بدماء المقاتلين الأبطال، وبينهم العديد من الناجين من المحرقة، خصوصاً من نظام فيشي في فرنسا".
وأثارت التصريحات المنسوبة لماكرون سخطاً عارماً في أوساط يهود فرنسا.
وقال يوناتان أرفي رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) في منشور على منصة "إكس" إنّ "التصريحات المنسوبة لرئيس الجمهورية، إذا تأكّدت صحّتها، فهي تمثّل خطأ تاريخياً وسياسياً".
وفجر الأربعاء، أصدر الإليزيه بيانا بشأن المحادثة الهاتفية التي جرت بين ماكرون ونتانياهو لم يأت على ذكر التصريحات التي انتقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيانها إنّه خلال المكالمة أدان ماكرون "الضربات الإسرائيلية العشوائية التي لا تؤدّي إلا إلى زيادة الخسائر البشرية التي هي أساسا لا تطاق سواء في غزة أو في لبنان".
وتزداد حدّة التوترات بين نتانياهو وماكرون الذي اعتبر في الأسبوع الماضي أن "وقف تصدير الأسلحة" المستخدمة في غزة ولبنان هو "الرافعة الوحيدة" لوضع حد للنزاعات.
وفي الأسبوع الماضي استدعت الخارجية الفرنسية سفير إسرائيل في باريس بعد ما قالت إنه استهداف "متعمّد" من الجيش الإسرائيلي لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، فيما شدّدت إسرائيل على أنها لم "تتعمد" استهداف القوة.
في الأيام الأخيرة، أصيب خمسة من عناصر اليونيفيل على الأقلّ في ظل المعارك الدائرة في جنوب لبنان بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
والثلاثاء قال ماكرون "هذا ليس الوقت المناسب للتنصل من قرارات الأمم المتحدة"، في وقت تواصل فيه إسرائيل هجومها على جنوب لبنان مستهدفة بقصف جوي مدمّر مناطق محسوبة على حزب الله تنتشر فيها اليونيفيل.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن