Erbil 27°C السبت 05 تشرين الأول 20:42

مسرور بارزاني: علاقتنا جيدة مع بغداد ونقترب من معالجة مشكلة الرواتب جذرياً 


زاكروس – أربيل 

أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، وجود علاقات جيدة مع الحكومة الاتحادية والسعي لتحسينها عبر توجه مشترك مع قرب معالجة مشكلة الرواتب جذرياً، مشيراً في الوقت ذاته إلى "عدم انخراط الإقليم في أي صراع وهذا ينبثق من إيماننا العميق بعدم الانجرار إلى حروب المنطقة، فالقتال ليس وسيلة لحل الخلافات، ونحن نسعى لحماية كوردستان وأن لا نكون منطلق تهديد أو خطر على أحد والعكس صحيح".

وقال مسرور بارزاني في مقابلة تلفزيونية تابعتها زاكروس إن "الانتخابات المقبلة حاسمة وتأتي في وقت حساس، لذا على الناخب وضع مستقبل كيان إقليم كوردستان نُصب عينيه حينما يقرر لمن يُصوّت بين جبهة تنادي بالتخريب والاستسلام وأخرى تسعى لتقوية وتطوير وإعمار الإقليم"، مضيفاً: "أجندتنا واضحة بجعل مصلحة كوردستان وشعبها فوق جميع المصالح الحزبية والفردية ونعمل من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد ودعم التنمية الاقتصادية لذا هناك من يقفون ضدنا بعد تضرر مصالحهم الخاصة".

وبشأن العلاقات مع الحكومة الاتحادية، أوضح أن "العلاقات مع بغداد طبيعية وجيدة لكننا نسعى لتحسينها من خلال تبادل الوفود وقد قطعنا أشواطاً طويلة وعالجنا أغلب الملفات العالقة من خلال إزالة سوء الفهم وحل المشكلات الفنية ونحن على وشك الوصول إلى المرحلة النهائية لحل مشكلة الرواتب جذرياً ".

ومضى بالقول: "علاقاتنا المباشرة مع رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني السوداني جيدة للغاية وساهمت في حلحلة الخلافات بفضل امتلاك إرادة المضي عبر توجه مشترك لتعزيز العلاقات بين بغداد وأربيل ليكون لدينا عراقاً أقوى وكوردستاناً أقوى".

وأشار إلى أن "محاولات تقويض كيان الإقليم كانت عقيمة وباءت بالفشل لأن كوردستان ليست ملكاً لجهة بعينها ولا يمكن لأي طرف سياسي تقسيم الإقليم بل هناك شعب يحميه كما أن الدستور يقر بوحدة كيان الإقليم"، مبيناً: "نسعى لتوطيد علاقاتنا مع الحكومة الاتحادية وجعل كوردستان مثالاً يُحتذى به في التقدم والإعمار لتتمكن مناطق العراق الأخرى من الاستفادة من تجاربنا ونسخها هناك".

وحول العلاقات الخارجية، قال رئيس وزراء الإقليم: "استطعنا الارتقاء بعلاقاتنا الخارجية والتعامل مع الإقليم ككيان يقف في مصاف الدول المستقلة، فالجميع يعترف بأن إقليم كوردستان الآمن والمستقر يمكنه أداء دور فاعل وإيجابي في مجمل معادلات الشرق الأوسط"، مشدداً على أنه "لا نريد أن ينخرط الإقليم في أي صراع وهذا ينبثق من إيماننا العميق بعدم الانجرار إلى حروب المنطقة، فالقتال ليس وسيلة لحل الخلافات، ونحن نسعى لحماية كوردستان وأن لا نكون منطلق تهديد أو خطر على أحد والعكس صحيح".

وفي ما يتعلق بالخدمات والبرامج المستقبلية، أكد مسرور بارزاني أن "تحسين الخدمات والتنويع الاقتصادي على رأس أولوياتنا ونعمل على توفير الكهرباء للمواطنين على مدار الـ24 ساعة وبكلف أقل خلال العامين المقبلين"، لافتاً إلى أن "مبادرة حسابي تهدف لتحقيق مصلحة ورضا المواطنين وتسهيل شؤونهم لكي لا يتعرضوا للمساومة من أي حزب بجعل الرواتب رهينة الولاء السياسي بل يكونوا أحراراً في توجهاتهم فضلاً عن ترسيخ الشفافية ومنع التلاعب وتبييض الأموال".

وفيما يلي أبرز ما صرّح به رئيس حكومة الإقليم حول مجمل المحاور المختلفة خلال المقابلة: 

*انتخابات حاسمة 

-جميع الانتخابات حاسمة لكن توقيت إجراء هذه الانتخابات حساس للغاية مع وجود ضغوط كبيرة خلال الفترة الماضية نابعة من مجمل الأحداث في الشرق الأوسط وتأثيرها على إقليم كوردستان، لذلك من المهم التفكير بمستقبل كيان الإقليم حينما يقرر الناخب لمن يصوت، فهناك جبهتان، واحدة تتحدث عن الاستسلام والتخريب وأخرى تتحدث عن تقوية كيان الإقليم وتطويره وإعماره لذلك على شعب كوردستان تحديد مستقبلهم ومستقبل كيان الإقلي، فهذه الانتخابات مهمة جداً ونتطلع أن يدلي شعب كوردستان بقراره.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني يأتي في جبهة دعم إعمار وتطوير وحماية كيان إقليم كوردستان وبخلاف ذلك هناك جهات سعت لإضعاف كيان الإقليم واليوم القرار بيد شعب كوردستان.

•    تأجيل الانتخابات بطلب الاتحاد الوطني
- كان يجب إجراء الانتخابات عام 2022، لكن في ذلك الوقت كان وضع الاتحاد الوطني الكوردستاني متزعزعاً وطلبوا تأجيل الانتخابات، وكانوا يقولون إنهم لن يسمحوا بوضع صناديق الاقتراع في السليمانية ومن أجل حماية وحدة البيت الكوردي وضمان مشاركة الجميع، لم نمانع التوصل لتفاهم من شأنه استعداد الجميع لإجراء الانتخابات، وخلال العامين الماضيين كان الحزب الديمقراطي يصر على إجراء الانتخابات، لكن الاتحاد الوطني لم يكن مستعداً لإجراء الانتخابات، ثم اتفقوا مع بغداد لتغيير قانون الانتخابات وإلغاء الكوتا لتحقيق مصالح الحزب، حيث وافقوا على إجراء الانتخابات بعد هذه التغييرا. 
الانتخابات ستجرى في 20 تشرين الأول ونحن ننتظر إجراء الانتخابات في موعدها.

•    أجندة الحكومة وأعداء النجاح

في هذه الحكومة كان لدينا أجندة وقد قمنا بتنفيذها وعملنا على إجراء الإصلاحات ومحاربة الفساد وضمان تنويع مصادر الاقتصاد وتقوية كوردستان وحماية كيان الإقليم، وفي حال وجود شخص يعارض هذه المبادئ لا شك أنه يقف ضد البرامج التي دافعنا عنها وسعينا لتطبيقها، وقد يكون البعض منهم ممن ضربت مصالحهم ولم يجدوا أنفسهم في إطار هذه الأجندات التي نفذتها الحكومة، لذا تضررت مصالحهم ولذلك من الطبيعي أن يقفوا ضدنا، وإلا ليس لدي أي مصالح أو أجندة شخصية لكي يحاربوني بشكل شخصي. 

أجندتنا واضحة بجعل مصلحة البلد والشعب فوق جميع المصالح الحزبية والفردية، لكن هناك من يقدم مصالحه على المصالح الوطنية.

•    شعارات التخريب أفضل تعريف لأصحابها

شعار الاتحاد الوطني الذي يتحدث عن الإنهاء يعبر عن نفسه وهو أفضل تعريف لمحاولات الاتحاد، فهم مشاركون في الحكومة، لكنهم يقصدون إنهاء كيان الإقليم وهيبة البيشمركة والاستقلال الاقتصادي لكوردستان وعجلة التطور والإصلاح ومحاربة الفساد، ونحن نرد عليهم بأنكم لا تستطيعون ذلك، لأننا عازمون على الدفاع عن هذه المبادئ وحماية ومواصلة مسيرة التقدم والإعمار.

نحن نعبر عن اعتزازنا بأهالي السليمانية، ونحن لا نميّز بين أي محافظة وأخرى، لكن السلطات الإدارية مختلفة بحسب الجهة الموجودة في كل محافظة، بوجود سلطة حزبية تفرض نفسها على إدارة ومؤسسات السليمانية منعت تنفيذ البرنامج الحكومي، وفي حال كانت للحكومة سلطة كاملة لن يبقى جميع أشكال فرض الجباية ولا ترهيب المواطنين بل سيعم الإعمار السليمانية على غرار بقية المحافظات.

•    عرقلة تطبيق القرارات الحكومية والتهديد بإشعال حرب أهلية

تحقيقاً للمصالح العليا وحمايةً للبيت الكوردي لم نستطع وضع الأمور في نصابها بسبب عرقلة جهود الحكومة في السليمانية، ففيما يتعلق بالإيرادات، فأن الإيرادات العامة المتأتية من بيع النفط توقفت بعد تعليق التصدير نتيجة محاولات من أطراف محلية ومؤسسات اتحادية، أما ما تبقى من إيرادات وتشمل الرسوم والضرائب فيجب إيداعها في الخزينة العامة، لكن هناك إيرادات أخرى على مستوى المحافظات ومنها الجمارك، لكن هذه الإيرادات في السليمانية لم تُسلّم إلى الخزينة العامة وكذلك لم تصرف لتحقيق مصالح أهالي المحافظة بل صرفت لمصالح حزبية وسياسية فردية دون أن تعود بالنفع على المواطنين، وما يقال بهذا الشأن كان بهدف التغطية على هذه المسألة من أجل ذر الرماد في العيون.

 في اجتماع مجلس الوزراء أصدرنا قراراً من أجل تنظيم الإيرادات ومن أجل إبداء حسن النية وجهنا بالتعاون بين وزارتي البيشمركة والداخلية من أجل تشكيل قوة مشتركة للسيطرة على الإيرادات الجمركية وإنهاء الفساد في المعابر الحدودية، واقترحت البدء ببيشخابور وإبراهيم الخليل ثم بالمعابر الأخرى، لكنهم لم يكونوا مستعدين وهددوا بإشعال حرب أهلية، في حين أن محاربة الفساد من قبل الحكومة التي تشارك فيها عدة أطراف سياسية لا تستدعي ذلك، لكن الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يسمحوا بأن يدخل القرار حيّز التنفيذ.

*التغلب على الأزمات ومحاربة الفساد من جذوره

-رغم كل الأزمات، استطعنا التغلب عليها بفضل الله، وبصمود شعب كوردستان ودعم المواطنين، إن الإصلاح عملية طويلة الأمد، فهي لا تتمثل فقط بالمحاسبة على ما تم من فساد بل بمنع حدوث المزيد من الفساد، وذلك من خلال إرساء الشفافية ومنع أي موظف حكومي أو صاحب سلطة من أن يتجرأ على الفساد، فإنهاء الفساد أي إيقافه هو الشكل الأفضل من الإصلاح، وهذا الأمر لم ينته، فهي عملية مستمرة، ولا بد من وجود بنية تحتية تساعد على ذلك وقد حققنا جزءاً جيداً في هذا المسار.

*توطيد العلاقات مع بغداد

-العلاقات مع بغداد طبيعية وجيدة لكننا نسعى لتحسينها من خلال إرسال وفود من حكومة الإقليم أو استضافة وفود الحكومة الاتحادية، وخلال فترة الحكومة الحالية تم تبادل أكبر عدد من الوفود للتباحث بشأن الملفات العالقة وقد تمت معالجة أغلبها وتبقى بعضها، لكن تم إيجاد سبل الحل، وقد قطعنا مراحل كثيرة، وقد رأيتم قبل فترة زيارة وفد المجلس الوزاري للاقتصاد وقد أجرينا مباحثات بشأن الملفات الاقتصادية بين أربيل وبغداد، وقد بذلنا كل المساعي لإرسال وفودنا إلى بغداد، كما استقبلنا وفداً من المالية النيابية وقد ناقشنا معهم سبل حل الخلافات من خلال تبديد سوء التفاهم أو معالجة المشكلات الفنية وقد أبدى الإقليم عزمه لحل الخلافات وعلى رأسها مسألة الرواتب.

*المرحلة النهائية لمعالجة مشكلة الرواتب جذرياً

-نحن على وشك الوصول إلى المرحلة النهائية من حل مشكلة الرواتب ويتعلق بعضها بعدم وجود تفاهم على مستوى الحكومة الاتحادية من خلال اتخاذ إجراءات أخرى لدفع الرواتب، في الحقيقة في نظام الحكومة الاتحادية تم تحديد حقوق الإقليم حسب الدستور، وبحسب الدستور يتم تحديد موازنة الإقليم وتسليمها لحكومة الإقليم من خلال مؤسساتها وبرلمانها وحكومتها تقوم بمراقبة مجمل ملف الرواتب والمسائل المالية، لكن كانت هناك محاولات سياسية من الداخل لتتدخل بغداد في مسألة الرواتب وخلق العوائق والحجج للحكومة الاتحادية من أجل إيقاف إرسال الرواتب، لفترة طويلة سعينا لمعالجة هذه الأمور، ولنجعل الدستور أساس حل مشكلة رواتب موظفي الإقليم.

-مشكلتنا ليست الرواتب فقط بل لدينا الكثير من المشكلات الأخرى ومنها المناطق المتنازع عليها والبيشمركة وتعويض ضحايا الأنفال وجميع الجرائم الأخرى والكثير من المسائل الأخرى من الأرض والهوية، ورغم ذلك دافعنا عن مصالح المواطنين وسعينا لعدم الضغط على الشعب من خلال اتخاذ الكثير من الخطوات مع بغداد بصراحة وإعلامهم بالتفاصيل لتأكيد حسن نية الإقليم وتأمين رواتب الموظفين، وصدور قرارات على مستويات عليا ومنها المستوى القضائي بعدم جعل الرواتب جزءاً من الخلافات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، وقد وصلنا للمراحل النهائية من حل مشكلة الرواتب جذرياً وما تبقى يتعلق بمسألة فنية صغيرة نعمل على حلها قريباً ونأمل أن لا تكون مسألة الرواتب الشغل الشاغل للمواطنين.

*محاولات عقيمة لتقويض كيان الإقليم 

فشلت محاولات تقويض كيان الإقليم ودعوات إرسال الرواتب إلى المواطنين مباشرة لسببين أولهما أن الإقليم ليس ملكاً لأي جهة بعينها ولا يمكن لأي طرف سياسي تقسيم الإقليم فلا نحن نقبل ذلك ولا المواطنين، فكوردستان ليست سائبة فقد بنيت بدماء وتضحيات الشهداء فكيف يمكن لأي أحد تقسيم كوردستان؟ لا لأن لديها من يحميها وشعب يدافع عنها.

السبب الثاني هو الدستور، فالدستور يعترف بالإقليم ككيان موحد، ولا يمكن لأحد إصدار قرار يخالف الدستور، لذا الحكومة الاتحادية لا تستطيع الخروج عن الدستور، تلك المحاولات كانت محاولات عقيمة تصب في مصالح بعض الأطراف وفي النتيجة كان النصر حليفاً لشعب كوردستان.

•    نسعى لضمان عزّة وكرامة الجميع بما فيهم ما يعارضوننا

-الشعب يعلم من يسعى لمصلحتهم ولضمان كرامتهم، نحن نعمل على تحقيق عزّة وكرامة الجميع ضمن كيان الإقليم بمن فيهم الجهات المعارضة ومن يقفون ضد الحكومة.

*علاقات مباشرة مع السوداني

علاقاتنا المباشرة مع السيد رئيس الوزراء جيدة جداً وساعدت في الحل، كما إرادة الحل مشاكل التي يمتلكها هي أحد العوامل الرئيسة للمعالجة من خلال التأثير على الجهات الأخرى المعنية على مستوى الوزارات بالتفكير في الحل والتعامل على هذا الأساس بوجود توجه مشترك يتمثل بتعزيز العلاقات بين بغداد وأربيل ليكون العراق وكوردستان أقوى والاستفادة من هذه العلاقات.

*توفير الكهرباء 24 ساعة في اليوم 

إن ملف الماء والكهرباء يمثل أحد المشكلات التي كان لا بد من حلها مبكراً لكن كانت هنالك الكثير من العوامل التي أعاقت ذلك، وفي برنامج الحكومة معالجة هذه المشكلات، وفيما يتعلق بالكهرباء نسعى من أجل تنويع مصادر توليد الطاقة ومنها الغاز وسولار انرجي والرياح أو الماء وجميع هذه المصادر من شأنها زيادة إنتاج الطاقة وهذا جزء من برنامج الحكومة لكنه يحتاج إلى وقت، فضلاً عن الإصلاح وإعادة تنظيم قطاع الكهرباء من ناحية البنية التحتية والمواد المستخدمة وكيفية التعامل مع المواطنين وتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة، وهذه التجربة موجودة باثنين من أحياء أربيل وهناك رضا من المواطنين عليه كونه بكلفة أقل ومعاناة أقل وتلوث أقل.

والحكومة قادرة على توفير 24 ساعة في كل أربيل خلال فترة قريبة، وكل كوردستان خلال عامين، وتطوير هذا القطاع يحتاج إلى وقت ولقد اتخذنا خطوات جيدة في هذا المسار من أجل إيقاف هدر الكهرباء وتحقيق الإصلاح ومصلحة المواطنين وخاصة من ذوي الدخل المحدود، وخطواتنا المقبلة تصب في توفير الكهرباء على مدار الساعة على مستوى كافة أنحاء كوردستان.

أما فيما يتعلق بالمياه فهي أحد الاحتياجات الأساسية التي ترتبط بالحياة ولا بد من توفيرها للشرب على مستوى المدن بدأنا بمشاريع عديدة، ومنها إنشاء المشروع الطارئ لتأمين المياه لأربيل والذي يوفر المياه لـ30 عاماً المقبلة حيث أن هناك مشروعان قيد التنفيذ، وهذه المشاريع موجودة في مناطق أخرى مثل عقرة وجمجمال فضلاً عن إنشاء السدود للأغراض الزراعية والسياحية والطاقة وزيادة المياه الجوفية ومواجهة أزمة الجفاف والتغيير المناخي ونأمل خلال فترة قريبة أن تظهر نتائجها للمواطنين.

نشكر القطاع الخاص فمنذ بداية تشكيل الحكومة الحالية وظهور جائحة كورونا والركود الاقتصادي على المستوى العالمي، كنا سنواجه مشاكل أكبر بدون التعاون بين القطاع الخاص والعام، لكن القطاع الخاص والمستثمرين ورجال الأعمال لبوا طلب الحكومة وقد بنينا علاقات متينة بين الحكومة والقطاع الخاص والأهم من ذلك إعادة بناء أواصر الثقة وتنفيذ الكثير من المشاريع التي لم تكن الحكومة قادرة على دفع كلفتها لوحدها.

*تحويل إقليم كوردستان إلى سلة توفر الأمن الغذائي لنفسها ولغيرها 

لدينا أرضاً خصبة والكثير من الموارد وبسبب وجود مصادر أخرى لم نستفد منها كما ينبغي، ويجب أن نعمل من أجل الاستفادة من جميع الموارد الطبيعية، وأهمها الزراعة من خلال تطوير هذا القطاع الأمر الذي يصب في مصلحة الكثيرين، بضمان الأمن الغذائي لإقليم كوردستان وتحويلها إلى سلة توفر الأمن الغذائي لمناطق أخرى، وهذا يعزز مكانة الإقليم في الكثير من الجوانب فضلاً عن توفير فرص العمل وإعادة المزارعين إلى أرضهم وتحسين الظروف المعيشية لهم، وتكون البداية لتفعيل بقية القطاعات ومنها الصناعة والتجارة والتصدير إلى الخارج وقد نجحنا في إيجاد أسواق خارجية لمحاصيلنا ما نشط الحركة الاقتصادية واستطعنا النجاح وأمامنا المزيد من البرامج في المستقبل التي تدخل حيّز التنفيذ، كون الزراعة هي أساس التنمية الاقتصادية لأي بلد.

كما اتخذنا خطوات كبيرة لمواجهة التغيير المناخي من أجل تلافي تداعياته والتي تظهر بوضوح في العراق وبلدان أخرى .

*مشروع حسابي للقضاء على الابتزاز السياسي 

مشروع حسابي ورقمنة القطاع المصرفي الخدمات جميعها تصب في تحقيق رضا المواطنين وتسهيل شؤونهم، وبهذه الخطوات جعلنا خدمة المواطن نصب أعيننا.

حسابي عملية تهدف لتحقيق منفعة المواطنين، بحيث لا يستطيع أحد رهن الراتب بالولاء السياسي، لكي لا يجبر المواطن من أجل لقمة العيش على اتخاذ قرار سياسي، بل يكون حراً في اختيار توجهه السياسي دون أن يتحكم أحد به بدون موافقته، وهذا جزء من فوائد المشروع، فضلاً عن توفير الخدمات المصرفية للمواطنين بوجود نظام مصرفي متطور يمكن أخذ قروض والانفتاح على العالم والتأمين والكثير من الخدمات.

الكثير يقف ضد هذا المبادرة، وهؤلاء إما لم يتعرفوا على فوائد العملية وحكموا عشوائياً بالوقوف ضده أو أدركوا فوائده جيداً ومدى خدمته للمواطنين، وعارضوا ذلك لهذا السبب.

فحسابي يحقق الشفافية ويحد من الفساد ويمنع التلاعب برواتب المواطنين أو تبييض الأموال وهو خاضع لرقابة دقيقة ليس على مستوى العراق والمصارف المعتمدة بل على مستوى العالم وهذا يحقق مصالح المواطنين، ومن ناحية الخدمات، حسابي يقدم المزيد من الخدمات مقارنة بنظام التوطين. 


*الارتقاء بالعلاقات الخارجية

-ما تحقق على مستوى السياسة الخارجية يعود لوجود قيادة مشتركة عازمة على تطوير علاقاتنا مع الدول الأخرى، واستطعنا الوصول إلى مستوى رفيع، والتعامل مع الإقليم ككيان في مصاف مستوى الدول المستقلة، نحن سعداء بمستوى علاقاتنا الجيدة، وممتنون لأصدقائنا وحلفائنا والجميع يقر بأن إقليم كوردستان مكان آمن ومستقر يمكنه يؤثر بفعالية وإيجابية على مجمل الأمور في الشرق الأوسط.

*لا مساومة على أمن واستقرار الإقليم 

-بعون الله وبدعم شعب كوردستان، تحقيق الاستقرار الدائم على رأس الأولويات للحاضر والمستقبل، لسنا مستعدين للمساومة على أمن واستقرار الإقليم والتضحية بها من أجل أي أمر آخر، لكن يمكن الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة وتجارب الأطراف الأخرى لتعزيز استقرار الإقليم وتقديم تسهيلات إضافية للمواطنين، وهذه أمور تمت دراستها وهي متواصلة، لكن أقول مرة أخرى إن العامل الأساس للاستقرار هو وجود البيشمركة والقوات الأمنية التي تسهر على حماية أرض وكيان الإقليم وسلامة المواطنين لنعيش بعزة ونتمكن من الاستمرار في خدمة المواطنين، ونحن نشكر البيشمركة والقوات الأمنية كما أن تعاون المواطنين سبب آخر للاستقرار.

*الإقليم لن ينخرط في أي صراع إقليمي

-نحن لا نريد بأي شكل أن ينخرط الإقليم في أي صراع أو حرب، لا نرى أن الحرب وسيلة لحل أي خلاف في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم، فالحرب ليست حلاً، والبلدان والأطراف تتحارب ثم لا بد من التصالح ومعالجة المشكلات بالحوار، فالأولى البدء بالحوار أساساً لمعالجة المشكلات، وانطلاقاً من إيماننا العميق بعدم خوض أي صراع إقليمي، نسعى لحماية كوردستان وصونها وأن لا نكون سبباً للخطر أو الفوضى كما لا نريد أن يشكل أحد خطراً على مصالح إقليم كوردستان.

*برامج مستقبلية وخطوات إلى الأمام

-برنامجنا المستقبلي يتمثل بالمزيد من الاهتمام بإعمار وتطوير كوردستان والاستفادة من الماضي، وأن نتوجه للمستقبل ونجعل خطواتنا إلى الأمام وإلى أين نمضي، وهذا هو الأهم، لا أن نرفع شعارات التخريب بل أن نتقدم أكثر ونعمر كوردستان أكثر من كل النواحي، لدينا برامج لتنويع الاقتصاد وتطوير الزراعة والسياحة والصناعة وخلق فرص العمل وتوفير الخبرات والمقدرات الصناعية وهذا جزء من برامجنا المستقبلية. في القطاع الطبي اتخذنا خطوات جيدة لكن هنالك المزيد ليس فقط لتوفير خدمات أفضل لمواطني كوردستان بل بالالتزام بالمعايير العالمية لكي نساعد الآخرين أيضاً. إلى جانب الارتقاء بالتربية والتعليم العالي وإبراز الكفاءات، فضلاً عن تحسين جودة شبكات الطرق والجسور بحسب المواصفات الدولية وقد بدأنا بهذه الخطوات والاستفادة من التكنولوجيا وخبرات وتجارب الآخرين.

 نريد أيضاً توطيد العلاقات الجيدة مع حكومة بغداد، ففي العديد من المرات زرت بغداد وسعينا لإقامة أفضل العلاقات ومعالجة النقاط الخلافية الناشئة بعضها من سوء التفاهم، نريد أن نجعل كوردستان رمزاً ومثالاً بارزاً للتقدم، لكي تتمكن جميع الجهات في كل العراق من الاستفادة منها ونسخها في مناطق العراق الأخرى، حيث أن تمتين العلاقات مع الحكومة الاتحادية إحدى نقاط برامجنا المستقبلية.

المواطنون هم الأولوية ونسعى لرضاهم وكل ما يصب في مصلحتهم يدخل في برامجنا. 

دعم الشباب والاستفادة من قدراتهم

المستقبل يعني الشباب يمكن الاستفادة من قدراتهم ليس ليتعلموا بل يساهموا في الإعمار وبصماتهم واضحة، الشباب يمكن أن يؤدوا دوراً كبيراً، فحكومة تستطيع مساعدة الشباب، لكن يجب أن يكون الشباب مستعدين لأداء دورهم في التعاون مع الحكومة وهم مركز اهتمام الحكومة.

الشباب ناضجون وواعون ومنفتحون على العالم وهناك وسائل كثيرة لتمييز الحقائق، نريد منهم أن لا ينخدعوا بالشعارات بل ينظروا إلى الأفعال ومن يسعى لخدمة المواطنين والشباب، ويعلموا من يرسم مستقبلاً مشرقاً لكوردستان ومن يستطيع الإيفاء بالوعود، الشباب إذا كانوا يريدون مستقبلاً مشرقاً وحياة أفضل يجب أن يساعدونا لكي نستطيع معهم بناء أكثر وطناً أكثر رخاء واستقراراً وازدهاراً.

الكثير من البرامج خلقت فرص العمل وقد اعتمدنا نظاماً لمساعدة المشاريع الصغيرة للشباب وقد رأيت الكثير من النماذج للشباب الذين استفادوا من برامج الحكومة من خلال استحداث مشاريع خاصة بهم، وهذا على مستويات صغيرة ومتوسطة من خلال الاهتمام بخلق فرص العمل للشباب. الحكومة تدعمهم بكل الأشكال، كما أن تطوير القطاع المصرفي يمنح الشباب هذه الفرص لإقامة مشاريعهم.

*لا نمانع أن يكون نصف الوزراء من النساء 

النساء نصف المجتمع ليس ذلك للحقوق والواجبات فقط بل لكليهما، نحن مع أن يكون للنساء المزيد من الأدوار لحماية حقوقهن، لذا يجب أن يكون لهن دور أكبر، ويسعدني أن يكون للمرأة في المجتمع والانتخابات مشاركة فاعلة لتشارك في صنع القرار ويحددن النساء مصيرهن وعدم ترك ذلك للرجال فقط، لدينا نساء ذوات كفاءة، ويمكن أن يكون لديهن دوراً فاعلاً، نحن نفخر بالمرأة الكوردستانية وواثقون من قدرتهن على تحقيق المزيد، في الحكومة لدينا ثلاث وزيرات ولا نمانع إذا كان نصف الكابينة من النساء. 

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو 
 

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.