مياه الصرف الصحي تحول نهراً إلى مكب نفايات في النجف

زاكروس – أربيل

دفعت مناشدة أهلية في ناحية الحرية  بمحافظة النجف دائرة البيئة في المحافظة إلى الوقوف على تحول إحدى الأنهار إلى مكب نفايات، لترفع توصيات إلى الوزارة مطالبة إياها بالتدخل.

كشفت مديرية بيئة النجف، السبت، تشكيلها لفريق عمل لمتابعة شكوى الأهالي في ناحية الحرية منطقة (ابو حلان) حول تلوث مياه النهر، وذلك "سعيا منها للحد من ظواهر التلوث البيئي وما يترتب عليه من مخاطر صحية وبيئية تؤثر على المواطنين".

كما نقلت عن جمال عبد زيد شلاگه مدير المديرية إن "فريقا متكونا من شعبة النظم البيئية الطبيعية وشعبة شؤون المواطنين وبرفقة ممثل شعبة الموارد المائية في ناحية الحرية أجروا زيارة ميدانية رقابية إلى نهر أبي حلان والمناطق المجاورة له للكشف الموقعي على طول مقطع النهر الذي يتعرض إلى مشاكل ومكاره بيئية وصحية تتمثل بتصريف مياه الصرف الصحي اليه مباشرة مع رمي النفايات فيه من قبل الأهالي".

فيما يعد تلوث الأنهار في العراق بمياه الصرف الصحي مشكلة بيئية كبيرة تؤثر على الصحة العامة والزراعة في البلاد. إذ تعاني العديد من الأنهار العراقية، وخاصة نهر دجلة ونهر الفرات، من ارتفاع مستويات التلوث بسبب تدفق كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة، إضافة إلى النفايات الصناعية والزراعية.

إذ تشكل قلة البنية التحتية المناسبة لمعالجة مياه الصرف الصحي تؤدي إلى تدفقها بشكل مباشر إلى الأنهار. فالكثير من محطات المعالجة إما قديمة أو غير فعالة، ما يزيد من تفاقم التلوث.

أضاف شلاكَه، أن "نهر أبو حلان الذي يتفرع أصلا من نهر الخماسي ويتغذى من مياه شط العباسية ويبلغ طوله (10 كم) وأن نهاية النهر تصب في مبزل (MD 103 ) المحاذي لهور بن نجم الواقع إلى الشرق من المحافظة، وأن أهالي المنطقة هم من يقومون برمي النفايات والتخلص منها على ضفاف وداخل النهر ولم يكتفوا بذلك بل يتجاوزن على النهر بتصريف مياه الصرف الصحي والمجاري إليه لعدم وجود شبكة مجاري نظامية في المنطقة".

أوضح أن "الفريق التقى بعدد من أهالي المنطقة بهدف توعيتهم وحثهم على أن يكونوا جزءا من حل وليسوا جزءا من المشكلة وتعقيداتها بعدم رمي النفايات وتصريف مياه المجاري إلى النهر وغسل حيواناتهم لما لهذه الظواهر من آثار سلبية على صحة المواطنين خاصة وعلى الواقع البيئي للمنطقة بصورة عامة".

أشار شلاكَه إلى أن "التقرير خلص إلى جملة من التوصيات التي ترفع إلى وزارة البيئة العراقية ومن أهمها إنشاء شبكة مجاري نظامية في ناحية الحرية وتكثيف الجهود والتنسيق بين مديرية بلدية الحرية ومديرية الموارد المائية في المحافظة لرفع النفايات من نهر أبي حلان وتوجيه الجهات التنفيذية المسؤولة في الناحية لمنع الممارسات الخاطئة التي تسبب تلوث البيئة النهرية بهدف حماية وتحسين الواقع البيئي في محافظة النجف".

هذا و تُقدر الدراسات أن حوالي 70-80% من مياه الصرف الصحي في العراق تُصرف مباشرة في الأنهار دون معالجة كافية، ما يؤدي إلى زيادة تركيز البكتيريا والفيروسات والمواد الكيميائية السامة في المياه​.