زاكروس - أربيل
رعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان، اليوم الأربعاء (11 أيلول 2024)، مراسم توقيع 14 مذكرة تفاهم ثنائية بعد ترؤسهما وفدي البلدين في مباحثات موسعة عقدت بالعاصمة العراقية بغداد، فيما أعلن السوداني "الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واستمرار اللجنة الثنائية الأمنية مستمرة التزاماتها ومهامها"، مشيراً إلى أن "التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل اشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين".
وقال السوداني خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته إلى العراق: "مرّت الجمهورية الإسلامية بمنعطفٍ حاد، بفقدها الأليم للرئيس إبراهيم رئيسي، ورفاقه، ونشدّ مجدداً على يد الرئيس بزشكيان وهو يتصدى لمهامه"، مضيفاً: "تتميز العلاقات العراقية الإيرانية بمستواها العالي، وهي تضمّ العديد من الروابط، التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين".
وأضاف: "هذا الجوار التاريخي، يمكن أن يُترجم الى أعلى مستويات التعاون والشراكة، والعمل الثنائي من أجل مصالح شعبينا، ويساعد على مواجهة التحديات الراهنة، ودعم الاستقرار"، مبيناً أن "الملف الاقتصادي المشترك بوابة مهمة لتحقيق تطلعات شعبينا، وفي اجتماعين ناقشنا الآليات التي من شأنها أن تنهض بهذا الملف المهم، كما تناولت المباحثات الشراكة الثنائية الستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي".
وتابع: "أكدت مباحثاتنا على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة –شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية، وبحثنا أهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير (طريق العراق للتنمية)، كما تناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي- المنذرية- بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط السترايتجي المهم".
وأوضح: "ركزنا على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تم تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية، وتطرقنا الى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية"، لافتاً إلى أن "موقف العراق كحكومة داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات سننعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي".
وأشار إلى أنه "اليوم وقّعنا 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة ومتعددة، ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقاً، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين"، موجهاً شكره إلى إيران "لدورهم ومساهمتهم في الوصول الى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان".
كما ثمّن موقف إيران "الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة".
وفي الشأن الإقليمي، قال السوداني: "تحدثنا بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني في غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي، مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة"، ذاكراً أن "مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمرارهِ هي مواقف واضحة وصلبة، وأكدنا في أكثر من مناسبة رفضَ توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المُجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية".
وحول التعاون الأمني، أشار السوداني إلى أنه "أكدنا موقفنا المبدئي والدستوري والقانوني، بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسّلح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واللجنة الثنائية الأمنية مستمرة في التزاماتها ومهامها".
وشدد على أن "التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل اشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين، وهذه الزيارة مهمة وتمثل قوة دافعة لمسار العلاقات الثنائية المتنامية، في ظل وجود الإرادة والرغبة الصادقة لقيادة البلدين نحو المزيد من التعاون والتكامل".
وفي وقت سابق، ترأس السوداني وبزيشكيان، وفدي البلدين في الاجتماعات الموسعة التي عقدت في القصر الحكومي بالعاصمة بغداد، والتي جرت خلاله بحث "أوجه التعاون بين البلدين الجارين، وبما يحقق المصالح والمنفعة المتبادلة، وكذلك متابعة أعمال اللجنة العليا المشتركة بين العراق وإيران التي ستعقد اجتماعها القادم في بغداد، كما جرى بحث التعاون الأمني والاتفاق الأمني المشترك، وكذلك مناقشة التعاون البنّاء في مجال الصناعات التكريرية والطاقة، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين".
من جانبه، أشار الرئيس الإيراني الذي وصل إلى بغداد اليوم في مستهل زيارة تستغرق ثلاثة أيام وتشمل أربيل والسليمانية والنجف والبصرة إلى "عمق العلاقة بين البلدين، وتأثير العلاقة المتميزة في استقرار المنطقة، واكد رغبة بلاده في العمل المشترك وتنمية الشراكات الاقتصادية بين البلدين".
ورعى رئيس الوزراء العراقي والرئيس الإيراني مراسم التوقيع على 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة، حيث وقعها عن الجانب العراقي وزيرا الخارجية والتجارة، ورئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية، فيما وقع عن الجانب الإيراني وزيرا الخارجية والاقتصاد.
وفيما يلي مذكــرات التفاهم التي جرى توقيعها بين العراق وإيران اليوم:
1- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التعاون التدريبي.
2- مذكرة تفاهم مشترك في مجال الشباب والرياضة العراقية– الإيرانية.
3- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التبادل الثقافي والفني والآثاري العراقي– الإيراني.
4- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التربية.
5- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون الإعلامي العراقي– الإيراني.
6- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الاتصالات.
7- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية.
8- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال المناطق الحرة العراقية– الإيرانية.
9- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الزراعة والموارد الطبيعية العراقية– الإيرانية.
10- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال البريد.
11- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الحماية الاجتماعية.
12- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التدريب المهني والفني.
13-مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تطوير القوى العاملة الماهرة العراقية– الإيرانية.
14- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال نشاط الغُرف التجارية العراقية– الإيرانية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن