" سهير القلماوي (الكوردية)موسوعة فــي امـــرأة
أول فتاة دخلت الجامعة في مصر فتاة كوردية....
هي اول فتاة مصرية دخلت الجامعة في مصر وهي كوردية الاصل ومن عائلة مشهورة ومثقفة وتبوأت المناصب الاكاديمية والادبية تلك هي الدكتورة سهير القلماوي..
عرض تلفاز بغداد لقاء معها في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وما صرحت به بانها كوردية الاصل من جهة الاب والام وتكلمت حول ترجمة كتاب الشرفنامة للامير الكوردي شرف خان البدليسي
وعن ترجمة كتاب الكورد وكوردستان للاستاذ محمد امين زكي اضافة الى ذلك اعتزازها بانها من اصول كوردية يقول الباحث الحقوقي الشيخ عبد الرحمن الشيخ علاء الدين النقشبندي الغني عن التعريف في مقال منشور في مواقع النت بما يأتي حول افتخار الدكتورة سهير القلماوي باصلها الكوردي والمعتزة بذلك في لقاء جمعهم مع الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف رئيس جمهورية العراق انذاك مع كبار رجال الدولة العراقية لمناسبة خاصة يقول الباحث النقشبندي وجدت الدكتورة سهير القلماوي الشخصية الاكاديمية والادبية بيدها قدح الشاي وهي تتكلم وقوفاً مع الرئيس عارف والذي لفت انتباهي انذاك ما يأتي:
سألها من اية محافظة مصرية انت؟.. اجابت نحن اصلنا كوردي.. وجدي ووالدي كانا محكومين بالاعدام من قبل زمرة الاتحاد والترقي العنصري التركي ثم هربا والتجآ الى سوريا ثم رحلا الى مصر، وقد كتبنا كثيراً عن استهتار السلطانين عبد الحميد الثاني، ورشاد، بالشعوب غير التركية وخاصة الشعب الكوردي، حيث كانت اسرتنا انذاك تقيم في احدى ضواحي مدينة ديار بكر في كوردستان تركيا، وكشفنا جرائمهم وجرائم من بعدهم بمن فيهم اتاتورك، مؤسس جمهورية تركيا الحديثة.
ثم اضافت الدكتورة القلماوي، وبصوت اعلى وقالت بانها ولدت في مصر، وان "اسرتنا واسرة كل من الاسرة التيمورية والباحث محمد علي عوني، وعباس العقاد، واحمد شوقي الشاع،ر والقارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وغيرهم هم من بناة النهضة المصرية المعرفية، هم جميعاً من الكورد الذين هربوا حفاظاً على ارواحهم من جور العثمانيين وحكام تركيا".
واضافت القلماوي من باب الطرافة والحقيقة، "يا سيادة الرئيس ان والديي الى ان توفيا في القاهرة، كانا يعتقدان بانهما يؤديان الصلاة باللغة الكوردية وهي في الحقيقة عربية، ففي احدى المرات قلت لوالدتي نحن في مصر يجب مراعاة لغة اهل مصر وان تصلي بالعربية، فبصقت بوجهي وصرخت امشي يا غبية، انا ابا عن جد ولغاية اول مسلم كوردي صلينا بلغتنا، والان انت الشابة وبدون تجربة تفرضين علينا اللغة العربية"..
وهنا ضحك الرئيس عارف قليلاً ثم علق وقال: "الان عرفت كم نحن مدينون للكورد في مبادئ اللغة والشعر والنثر والادب، وكما حالنا مع البطل صلاح الدين الايوبي قاهر الافرنج، وها هنا ظهر اعلامي شامخ في اكبر بلد عربي، وهي الدكتورة سهير القلماوي، من اصل كوردي".
فردت عليه القلماوي "يا سيادة الرئيس، هناك محاولات في الازهر الشريف لاظهار حقائق مثيرة اخرى، بان مؤسس النهضة في المشرق الشيخ جمال الدين الافغاني، كان متأثراً في توجهاته المعرفية لانقاذ العالم الاسلامي من سيطرة الاعداء، وهيمنة الحكام الظالمين بآراء الداعية الاسلامي الكوردي مولانا خالد النقشبندي الشهرزوري".
هنا انهى الرئيس عارف الحفلة بالشكر للشخصية الاكاديمية والادبية المصرية، الدكتورة سهير القلماوي، للمعلومات القيمة التي كان يجهلها انذاك.
*ولدت سهير محمد القلماوي في العشرين من شباط عام 1911 في مدينة طنطا في دلتا مصر، لاب كوردي يعمل طبيباً جراحاً، الى جانب ذلك كان اديباً ومثقفاً ويجيد عدة لغات، اضافة الى كونه كان من مشاهير الاطباء الجراحين على صعيد مصر، وام ايضاً من اصول كوردية، تجيد ايضاً عدة لغات ومنها الايطالية والفرنسية والانكليزية... تعلمت سهير في المدارس الاجنبية، وتلقت من اهلها كل التشجيع واستفادت من مكتبة ابيها الغنية بالكتب، ومنها اعمال الدكتور طه حسين، ورفاعة الطهطاوي، وابن اياس، وغيرهم من الادباء والكتاب الذين صقلوا موهبتها الادبية.
حصلت سهير على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، من المدرسة الامريكية في العشرين من تموز عام 1929 ، وكانت رغبتها في دخول كلية الطب، لتصبح مثل ابيها طبيبة، لكن الدكتور طه حسين عميد الادب العربي وصديق اسرتها الحميم، دعاها لدراسة الادب العربي فالتحقت بجامعة فؤاد الاول، (جامعة القاهرة لاحقا)، وهي اول فتاة في مصر تلتحق بالجامعة في العام 1929 ، ودخلت كلية الاداب قسم اللغة العربية، وكان عميدها ورئيس قسم اللغة العربية فيها هو الدكتور طه حسين، وقد عرف عن سهير بانها تلميذة مخلصة لاستاذها الدكتور طه حسين، وكانت هي الطالبة الوحيدة من بين اربعة عشر طالباً يدرسون معها، ونجحت في تخطي الطلاب جميعاً لتكون الاولى عليهم.
وكانت سهير قد اثرت الحياة الثقافية بكتابة المقالات والدراسات في الصحف والمجلات المصرية وغيرها، وهي طالبة بالجامعة، فنشرت مقالاتها في العديد من المجالات، ومنها: اللطائف المصورة والعروسة.
وبعد التخرج كتبت في مجالات الهلال والرسالة ومجلتي، كما نشرت قصائدها الشعرية في مجلة ابولو، واشرفت على الصفحة النسائية في جريدتي البلاغ وكوكب الشرق، وصفحة الادب في جريدة الراديو.
*في العام 1933 حصلت سهير على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية واللغات الشرقية، وعلى شهادة الماجستير في العام 1937 ،عن رسالتها: (ادب الخوارج في العصر الاموي)، وهي اول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة اذ تناولت فيها شعراء الخوارج، وذكرت بعضاً منهم وهم: عمران بن حطان، و قطري بن الفجاءة، والطرماح بن الحكيم.
في العام 1941 حصلت سهير على شهادة الدكتوراه عن رسالتها قصة: (الف ليلة وليلة).
المناصب التي شغلتها:
-تولت الدكتورة سهير القلماوي، منصب استاذ الادب العربي الحديث بكلية الاداب عام 1956.
-رئيسة قسم اللغة العربية من عام 1958 لغاية العام 1967.
-اشرفت على دار الكتاب العربي ثم رئيسة مؤسسة التأليف والنشر من عام 1967 لغاية العام 1971 بالاضافة الى اشرافها باقامة المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة عام 1969.
-عضوة مجلس الشعب عن دائرة حلوان عام 1979.
*في العام 2008 احتفل معرض القاهرة الدولي للكتب بعام الدكتورة القلماوي لمناسبة مرور اربعة عقود من الزمن على اقامة دورته الاولى في العام 1969 حين كانت القاهرة تحتفل بعيدها الالفي\ن فعهد في حينها الى الدكتورة القلماوي الباحثة الكوردية مهمة الاشراف على هذا المعرض وهو في دورته الاولى.
اضافة الى محرك البحث الاشهر عالميا (كوكل) قد احتفل كعادته باحدى الشخصيات او الاحداث التي اثرت في تاريخ الشعوب وهذه الشخصية هي الدكتورة سهير القلماوي.
*وكانت الدكتورة القلماوي قد نشرت مقالاً في مجلة الهلال المصرية، في العدد الثاني الصادر في شهر شباط من عام 1963 بعنوان : (بغداد مدينة الحياة الدافئة)، اختصرت فيه تاريخ مدينة دار السلام بغداد المدينة العريقة والعظيمة، التي احتضنت على مدى القرون الماضية، الثقافات المختلفة للميديين والبابليين والاشوريين والساميين، ومن بعدهم الهنود والروم، اذ كانت قد نالت شهادة الدكتوراه عن قصة الف ليلة وليلة، والتي غاصت بها في اعماق التاريخ، اذ كان محور الكتاب ينصب على بغداد دار السلام والبصرة الفيحاء.
*الدكتورة سهير القلماوي متزوجة من صديق الشعب الكوردي والمدافع عنه، الدكتور الباحث يحيى الخشاب، المتخصص بالدراسات الشرقية ولغاتها، وهو الذي وضع مقدمة كتاب الشرفنامة لشرف الدين البدليسي التي تقول: (نعشق لنعيش ونعيش لاجل كوردستان)، وكان للدكتورة القلماوي ثلاثة من الاولاد، ابنة واحدة وولدان هما الدكتور الجراح عمر الخشاب، والمهندس ياس الخشاب، وكان الدكتور الخشاب قد رحل مخلفاً وراءه خسارة كبيرة، في مجالات الدراسات الشرقية وادب الشعوب الاسلامية.
*كان لسهير القلماوي الدور المشرف للمرأة المصرية، اذ انشأت وارست اتحاد خريجات الجامعة في العام 1953 ، واختيرت كامينة عامة للاتحاد النسائي العربي عام 1966، ورئيسة اللجنة الثقافية العربية التابعة لليونسكو، ورئيسة اول دورة لمعرض الكتاب في القاهرة.
وشغلت القلماوي رئاسة المؤتمر الاول لنساء اسيا وافريقيا، الذي انعقد في القاهرة، في دورته الاولى اضافة الى دورته الثانية، التي انعقدت في جمهورية منغوليا.
*اشرفت القلماوي طوال حياتها الاكاديمية، على اكثر من مئة بحث بين رسالة للماجستير والدكتوراه، ومنهم رسالة الدكتور المرحوم الكاتب والمربي الكبير كامل حسن البصير.
من انتاجاتها الادبية والثقافية:
-كتاب جدتي في العام 1933.
-ادب الخوارج في العصر الاموي وفيه حصلت على شهادة الماجستير عام 1937.
-كتاب الف ليلة وليلة وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1941.
-المحاكاة بالادب عام 1955.
-كتاب في المعبد عام 1950.
-النقد الادبي عام 1955.
-العالم بين دفتر كتاب عام 1958.
-اهرام عربية عام 1959.
-ذكرى طه حسين عام 1964.
-حول مائدة المعرفة عام 1964.
-الموسوعة الميسرة عام 1965.
ثم غربت الشمس عام 1965... اضافة الى ترجمات كثيرة ومتنوعة
الجوائز التي نالتها:
-جائزة مجمع اللغة العربية عام 1943 عن كتاب الف ليلة وليلة.
-جائزة الدولة التشجيعية عام 1955 عن كتاب المحاكاة.
-جائزة الدولة التقديرية في الادب عام 1978.
-وسام الدولة للادب الشبابي عام 1955 وهي اول امرأة تحصل على هذا الوسام.
-وسام الدولة في الادب عام 1963.
-جائزة جمال عبد الناصر مقدمة من الاتحاد السوفييتي عام 1976.
-وسام الاستحقاق الدولي في الادب عام 1977.
-الوسام الجمهوري المدني المرتبة الاولى عام 1978.
-جائزة الشرف الكبرى من الحكومة المصرية لمناسبة يوم المرأة المصرية.
-شهادة دكتوراه فخرية من الجامعة الامريكية في القاهرة عام 1978.
-جائزة شرف من معرض الكتاب المصري الدولي عام 1993 كونها رئيسة منظمة الكتاب المصري.
-اختيارها من قبل منظمة (من هي من نساء العرب) لكونها كانت الرائدة من بين الشابات اللواتي نجحن في اختراق ابواب الجامعة والتعليم وهي واحدة من النساء البارزات في الحركة الثقافية الحديثة في المجتمع الشرقي.
*في الرابع من شهر حزيران عام 1997 توفيت الدكتورة سهير القلماوي فخسرت الحركة الثقافية والادبية رائدة من روادها .
فاضل عباس الجاف
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن