زاكروس – أربيل
سلّم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، فؤاد حسين، الإثنين، وزير الثقافة والسياحة والآثار، أحمد فكاك البدراني، مجموعة من الآثار العراقية النادرة التي تعود لحقب تاريخية مختلفة.
تواصل السلطات العراقية جهودها لاستعادة آثارها المسروقة عبر الطرق الدبلوماسية، إذ شهدت العقود الأخيرة سرقة آلاف القطع من المتاحف من قبل شبكات محلية ودولية تتاجر بالآثار.
في أيار من العام السابق، كان الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد أكد لدى عودته من لندن وفي حوزته 6 آلاف قطعة أثرية معارة إلى المملكة المتحدة قبل مئة عام، أن "إعادة هذه القطع الأثرية من المملكة المتحدة تعد ثاني أكبر عملية استرداد للآثار عبر تاريخ العراق"، مبيناً أنها "تجسد الحرص على حماية الإرث الحضاري الذي يمثل الهوية الوطنية، والذاكرة التاريخية والحضارية للبلد ودلالاتها الإنسانية الكبيرة".
إلى ذلك قالت وزارة الخارجية في بيان أن الوزير فؤاد حسين أكد في كلمة ألقاها أن "هذا اليوم شهد تحقيق أحد أهم أهداف الحكومة التي أعلنها رئيس الوزراء، وهو العمل الدؤوب لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة والمُهربة إلى الخارج".
أشار إلى أن "تسليم هذه الآثار إلى وزارة الثقافة هو ثمرة الجهود المشتركة الكبيرة بين وزارتي الخارجية والثقافة وبقية الجهات الحكومية الأخرى، والتي تمثلت في استعادة العراق لمجموعة مهمة من الآثار التي تم استردادها من الخارج".
كما أكد أن "استرداد هذه الآثار المهمة يُعد نصراً لجهود الدولة العراقية في هذا المجال، مشدداً على حرصه الشخصي على إعداد منهج فعال لاسترداد الآثار تحت مسمى "دبلوماسية الاسترداد".
وأشاد الوزير "بالدور الكبير الذي بذلته الدائرة القانونية في الوزارة والبعثات العراقية في استرداد الآثار".
كذلك أكد أن "هذا الشهر سيشهد أيضاً عودة مجموعة مهمة من الآثار العراقية من سفارتنا في سويسرا، والتي سُلمت له شخصياً من قبل المتحف السويسري، وكذلك مجموعة أثرية نادرة تم استردادها وهي موجودة في عهدة سفارتنا في طوكيو".
من جانبه، ألقى وزير الثقافة والسياحة والآثار كلمة أعرب فيها عن "شكره وتقديره للوزير وكادر وزارة الخارجية على دورهم الكبير في استعادة الآثار. وأكد أن هذه الآثار تمثل حضارة العراق التي تمتد لآلاف السنين".
تجدر الإشارة إلى أن "القطع الأثرية تبلغ 181 قطعة، وكانت قد هُرِّبت خلال فترات متفاوتة سابقة. استرد العراق مجموعة من هذه الآثار خلال زيارة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. تضم القطع المستردة من الولايات المتحدة قطعة من البرونز على هيئة رجل، وثمانية صناديق معدنية تضم هياكل عظمية هُرِّبت من العراق إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في تسعينيات القرن الماضي من موقع النمرود بمحافظة نينوى. كما شملت قطعًا أثرية أخرى استُردت من مدينة واشنطن، والأردن، والنرويج، وألمانيا، وبريطانيا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن