Erbil 15°C السبت 18 أيار 22:12

الرئيس بارزاني: التفرد بالسلطة من قبل جماعة معينة سيسير بالعراق نحو الهاوية

Zagros TV

زاكروس - أربيل 

حذر الرئيس مسعود بارزاني، من أن التفرد بالسلطة والاستحواذ على كل شيء من قبل جماعة معينة وكيان معين أو مكون معين، سيسير بالعراق نحو الهاوية، مؤكداً أنه إذا ما تبنى العراق ما تم الاتفاق عليه وعاد إلى الديمقراطية وإلى المبادئ الأساسية وهي المشاركة والتوافق التوازن، "عندئذ من الممكن إنقاذ العراق من هذه الأزمة التي يعيش فيها".

وقال الرئيس بارزاني في حوار خاص مع مونت كارلو الدولية إن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني "يريد أن يطبق وينفذ الاتفاق السياسي الذي تم بين الأطراف، لكن في نفس الوقت نرى أن هناك عقبات حقيقية تواجهه نحن دعمناه وسندعمه في سبيل أن يتمكن من تنفيذ وتحقيق ما اتفقنا عليه، لكنه يواجه صعوبات حقيقية"، متابعاً: "نحن قلقون من الوضع، فالديمقراطية مهددة في العراق مهددة تهديداً حقيقياً من الداخل والخارج".

وأضاف أن اتهامات إيران باطلة "وإيران تعرف قبل غيرها بأن هذه الاتهامات باطلة، فمنذ 2020 و2021 ولغاية اليوم تعرضت أربيل لـ143 هجوماً بالطائرات المسيرة وبالصواريخ البالستية من قبل إيران أو من أتباع إيران، ودائماً تبرر هذه الجرائم بأن هناك مراكز استخبارات دولية وتحديداً وجود الموساد أو المعارضة الكوردية في الإقليم، وأنا متأكد بأنه لو كان هناك مقر للموساد ما كانوا يجرأون على ضربه"، مبيناً أن "ضرب عائلة بريئة مسالمة وقتل بنت عمرها 11 شهراً جريمةٌ نكراء، وهم يصرون على أنهم ضربوا وقتلوا ضابط موساد، فهذه اتهامات باطلة لا أساس لها، ونحن لم نرغب في يوم من الأيام بأن تتوتر العلاقة مع إيران لكننا نستغرب أيضاً لماذا إيران اختارت هذا النهج".

وبشأن خروج قوات التحالف الدولي من العراق، أشار الرئيس بارزاني إلى أنه "ربما يتكرر نفس السيناريو الذي حصل في سنة 2011، عندما انسحبت القوات الأمريكية وانسحبت معها قوات التحالف، بعد فترة رأينا بأن داعش احتل تقريباً ثلث العراق ودخل العراق وكادوا يحتلون كل العراق، ولولا دعم التحالف لكان الوضع مختلفاً، كان هناك اتفاق بين الحكومة الفيدرالية وأمريكا والتحالف وقد مر على هذا الاتفاق 10 سنوات وربما هذا الاتفاق يحتاج إلى مراجعة، لكن هذا من اختصاص الحكومة الفيدرالية والأجهزة المختصة وليس من اختصاص فصائل أو جماعات لتقرر في هذه المسألة المصيرية المتعلقة بكل العراقيين، ولا يحق لطرف واحد أن يتخذ أي قرار بصدد هذا الموضوع".

ورداً على سؤال حول قرارات المحكمة الاتحادية مؤخراً، قال: "مع الأسف الشديد، قرارات المحكمة الاتحادية كلها ضد الإقليم، ومنحازة بامتياز ضد الإقليم، وللعلم هذه المحكمة ليست محكمة دستورية، وتشكلت في زمن بريمر، وتقوم الآن بدور السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، وأعتقد أن المحكمة الاتحادية تجاوزت صلاحياتها وواجباتها الأساسية، وقراراتها غير منصفة وغير عادلة وهي ضد الإقليم بامتياز".

وفيما يتعلق بتطبيق النظام الفيدرالي، شدد على أنه "بعد سقوط النظام سنة 2003، برلمان كوردستان هو الذي قرر أن نتبنى الفيدرالية ونقيم العلاقة مع بغداد على هذا الأساس، وأنا قضيت فترات طويلة في بغداد بعد سقوط النظام، وأثناء صياغة الدستور أيضاً عملنا بجد وبإخلاص لكي نبني عراقاً ديمقراطياً تعددياً فيدرالياً، وبعد فترة لاحظنا أن هناك من لا يؤمن بالفيدرالية  ولا حتى بالدستور، تم التراجع عما اتفقنا عليه، ديباجة الدستور تقول إن الالتزام بهذا الدستور يضمن وحدة العراق، لكن تم خرق الدستور، ولو كانت الفيدرالية عملية وتم الالتزام بها وبالدستور ما كنا نذهب للاستفتاء، فلذلك، حقيقة، نقول مرة أخرى إن الديمقراطية كلها مهددة الآن في العراق والفيدرالية مهددة".

وذكر أنه "إما العراق يتبنى ما تم الاتفاق عليه ويعود إلى الديمقراطية وإلى المبادئ الأساسية وهي المشاركة والتوافق التوازن، عندئذ من الممكن إنقاذ العراق من هذه الأزمة التي يعيش فيها، أما التفرد بالسلطة والاستحواذ على كل شيء من قبل جماعة معينة وكيان معين أو مكون معين، فأن العراق سيسير نحو الهاوية، ويجب العودة إلى الديمقراطية والدستور وإلى المبادئ الأساسية".

وفيما يلي نص المقابلة: 

دعنا نبدأ بسؤال حول ما يجري بعد عام ونصف على حكومة السيد السوداني والتي تشاركون فيها، كيف تقيمون عمل الحكومة ودوركم داخل الحكومة الاتحادية؟

الرئيس بارزاني: عندما شاركنا في حكومة السيد السوداني كان بناءً على اتفاق سياسي وتم تشكيل ائتلاف إدارة الدولة بناءً على هذا الاتفاق السياسي، ما نلاحظه أن السيد السوداني يريد أن يطبق وينفذ الاتفاق السياسي الذي تم بين الأطراف، لكن في نفس الوقت نرى أن هناك عقبات حقيقية تواجهه نحن دعمناه وسندعمه في سبيل أن يتمكن من تنفيذ وتحقيق ما اتفقنا عليه، لكنه يواجه صعوبات حقيقية. 

س: من أي نوع هذه الصعوبات؟

الرئيس بارزاني: الصعوبات تتمثل بمنعه من تنفيذ الاتفاق الذي تم بين الأطراف.

س: من أطراف معينة، توجه الاتهام لأطراف معينة عرقلت هذا المشروع؟

الرئيس بارزاني: لا نريد أن نحدد طرفاً معيناً بحد ذاته، لكن هناك أطراف تحاول عرقلة عمل الحكومة الفيدرالية، وهذا واضح جداً.

س: هل أنتم مرتاحون بالعمل داخل هذه الحكومة، يعني الحلفاء الأساسيين لكم اعتكفوا مثل الصدريين، أيضاً هناك من هُمش مثل السيد الحلبوسي، هل أنتم مرتاحون أم قلقون اليوم؟

الرئيس بارزاني: بصراحة نحن قلقون من الوضع، الديمقراطية مهددة في العراق، فهي مهددة تهديداً حقيقياً.

س: التهديد قادم من الداخل أم الخارج؟

الرئيس بارزاني: من الداخل ومن الخارج. 

س: العديد من التقارير الصحفية تتحدث عن مصاعب تعصف بالإقليم خاصة على صعيد العلاقة بين أربيل والسليمانية، العلاقة بين الحزبين المتنافسين في إقليم كوردستان، رغم كل الخلافات في ما مضى لكنكم كنتم تذهبون موحدين إلى بغداد، أنتم اليوم تذهبون منقسمين، كيف يمكن أن نفسر حالة الانقسام التي يعيشها الإقليم؟

الرئيس بارزاني: هذه الحالة مؤسفة حقيقةً، لكن بصراحة نقول إن هناك خلافاً على المسائل الاستراتيجية والأهداف الاستراتيجية، ولو كان خلافاً على المسائل التكتيكية لكان سهلاً جداً، ومع ذلك نحاول ونبذل أقصى الجهود لتجاوز هذه المشكلة، ونعمل من أجل توحيد الصف الكوردي كما كان.

س: إذا أردنا الحديث عن المسائل الاستراتيجية، ربما يكون موضوعاً عاماً، ولكن ما هي أبرز ما يقف أمام وحدة الصف الكوردي؟

الرئيس بارزاني: مثلاً لا يجوز المساومة على كيان الإقليم، لا يجوز التعاون مع من يريد تفكيك الإقليم، لا يجوز التحالف مع من يريد إنهاء الإقليم، هذه هي المسائل الاستراتيجية.

س: وهناك برأيك من يحاول فعلاً أو من يرمي إلى هذا الهدف؟

الرئيس بارزاني: طبعاً، وهذا واضح جداً.

س: دعنا نكون أكثر صراحة، حضرتكم ولدتم في كوردستان إيران، وعلاقتكم بإيران ربما كانت إلى حد ما جيدة، لكن مؤخراً لوحظ بأن هناك تدهوراً كبيراً في العلاقة مع إيران، الحادث الذي حصل مؤخراً، والذي أدّى إلى مقتل عدد من الأشخاص بسبب هجوم إيراني، إيران تتهمكم بأنكم وفرتم ملجأ لأعدائها، كيف تردون على هذه الاتهامات؟

الرئيس بارزاني: هذه اتهامات باطلة وإيران تعرف قبل غيرها بأن هذه الاتهامات باطلة، نعم، أنا ولدت في مهاباد، ولم نرغب في يوم من الأيام بأن تكون العلاقات متوترة مع إيران، ولم نسمح بأن يكون الإقليم مكاناً لتهديد أمن إيران، منذ 2020 و2021 ولغاية اليوم تعرضت أربيل كمدينة وكمحافظة لـ143 هجوماً بالطائرات المسيرة وبالصواريخ البالستية من قبل إيران أو من أتباع إيران، ودائماً تبرر هذه الجرائم بأن هناك مراكز استخبارات دولية وتحديداً وجود الموساد أو المعارضة الكوردية في الإقليم، وأنا متأكد بأنه لو كان هناك مقر للموساد ما كانوا يجرأون على ضربه، هم عجزوا عن الرد على الأقوياء ولتبرير فشلهم في الداخل، بعض الأطراف في إيران اتهمت أربيل بأنها تأوي المعارضة الإيرانية وغير ذلك، لكن ضرب عائلة بريئة مسالمة وقتل بنت عمرها 11 شهراً جريمةٌ نكراء، وهم يصرون على أنهم ضربوا وقتلوا ضابط موساد، فهذه اتهامات باطلة لا أساس لها، وبالنسبة للمعارضة الإيرانية فهي موجودة منذ 50 سنة، وبناء على اتفاق ثلاثي بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الإقليم وإيران وباستجابة المعارضة الإيرانية الكوردية تم سحب كل قواتها من المناطق الحدودية ورجعت إلى مناطق سكنية في أطراف أربيل، وهذا تم بناء على اتفاق، فلذلك في الحقيقة، اتهامات إيران اتهامات باطلة ونحن لم نرغب في يوم من الأيام بأن تتوتر العلاقة مع إيران لكننا نستغرب أيضاً لماذا إيران اختارت هذا النهج. 

س: هل قامت الحكومة الاتحادية بما يجب للرد على ما حدث في أربيل؟

الرئيس بارزاني: تحركت لكن في الحقيقة نتيجة التحرك لم تكن بمستوى الجريمة التي ارتكبت.

س: الجدل اليوم في العراق كله يدور حول مسألة انسحاب قوات التحالف، دعنا نكون أكثر صراحة، انسحاب الأمريكيين من العراق، هل هذا الأمر يقلق الكورد؟

الرئيس بارزاني: ربما يتكرر نفس السيناريو الذي حصل في سنة 2011، عندما انسحبت القوات الأمريكية وانسحبت معها قوات التحالف، بعد فترة رأينا بأن داعش احتل تقريباً ثلث العراق ودخل العراق وكادوا يحتلون كل العراق، ولولا دعم التحالف لكان الوضع مختلفاً، كان هناك اتفاق بين الحكومة الفيدرالية وأمريكا والتحالف وقد مر على هذا الاتفاق 10 سنوات وربما هذا الاتفاق يحتاج إلى مراجعة، لكن هذا من اختصاص الحكومة الفيدرالية والأجهزة المختصة وليس من اختصاص فصائل أو جماعات لتقرر في هذه المسألة المصيرية المتعلقة بكل العراقيين، ولا يحق لطرف واحد أن يتخذ أي قرار بصدد هذا الموضوع.

س: داخلياً هناك مصاعب اقتصادية في الإقليم وهناك تذمر شعبي بشأن تأخر الرواتب، ويتزامن ذلك مع توقف صادرات النفط من إقليم كوردستان، كيف تنظرون إلى قرارات المحكمة الاتحادية الأخيرة بخصوص الرواتب وواردات الإقليم؟

الرئيس بارزاني: مع الأسف الشديد، قرارات المحكمة الاتحادية كلها ضد الإقليم، ومنحازة بامتياز ضد الإقليم، وللعلم هذه المحكمة ليست محكمة دستورية، وتشكلت في زمن بريمر، وتقوم الآن بدور السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، وأعتقد أن المحكمة الاتحادية تجاوزت صلاحياتها وواجباتها الأساسية، وقراراتها قرارات غير منصفة وغير عادلة وهي ضد الإقليم بامتياز. 

س: سيادة الرئيس، هناك نقطة تثير قلق بعض أصدقائكم في الغرب، هل الجيل الثالث من سياسيي كوردستان قادرون على مواجهة كل التحديات التي تعصف بالإقليم اليوم؟

الرئيس بارزاني: سؤال جميل، أنا أيضاً كان لدي نفس المخاوف، لكن في الحرب مع داعش عانينا لمدة شهرين تقريباً، لكن بعد ذلك تخرج جيل جديد أكثر صلابة وأكثر خبرة وأقوى إرادة الآن، صحيح هناك جيل جديد، ولا يمكن أن نقول إنه لم يتأثر بالتطور التكنولوجي الذي حصل في العالم كله، لكن الآن هناك جيل مدرب ومجهز بالسلاح ومجهز بالفكر والإرادة لذلك أنا أقول بكل صراحة لسنا خائفين، ولدينا مئات الآلاف من الشباب الذين ربما سوف يتجاوزون كثيراً ما وصل إليه الجيلان الأول والثاني.

س: خمس سنوات مضت على الاستفتاء التاريخي حول حق كوردستان في تقرير المصير، ما حصل فعلياً هو تدهور في العلاقة مع المركز، لكن هل ترى أن الفيدرالية فكرة عملية في الدول التي تعرفها في هذه المنطقة؟

الرئيس بارزاني: بعد سقوط النظام سنة 2003، برلمان كوردستان هو الذي قرر أن نتبنى الفيدرالية ونقيم العلاقة مع بغداد على هذا الأساس، وأنا قضيت فترات طويلة في بغداد بعد سقوط النظام، وأثناء صياغة الدستور أيضاً عملنا بجد وبإخلاص لكي نبني عراقاً ديمقراطياً تعددياً فيدرالياً، وبعد فترة لاحظنا أن هناك من لا يؤمن بالفيدرالية  ولا حتى بالدستور، تم التراجع عما اتفقنا عليه، ديباجة الدستور تقول إن الالتزام بهذا الدستور يضمن وحدة العراق، لكن تم خرق الدستور، ولو كانت الفيدرالية عملية وتم الالتزام بها وبالدستور ما كنا نذهب للاستفتاء، فلذلك، حقيقة، نقول مرة أخرى إن الديمقراطية كلها مهددة الآن في العراق والفيدرالية مهددة، وفي ظل هذه الأنظمة الموجودة بالمنطقة يبدو أنه الفيدرالية ولا غير الفيدرالية مفيدة. 

س: كيف تنظر إلى مستقبل العراق؟

الرئيس بارزاني: إما العراق يتبنى ما تم الاتفاق عليه ويعود إلى الديمقراطية وإلى المبادئ الأساسية وهي المشاركة والتوافق التوازن، عندئذ من الممكن إنقاذ العراق من هذه الأزمة التي يعيش فيها، أما التفرد بالسلطة والاستحواذ على كل شيء من قبل جماعة معينة وكيان معين أو مكون معين، فأن العراق سيسير نحو الهاوية، ويجب العودة إلى الديمقراطية والدستور وإلى المبادئ الأساسية.

س: قلتم إن صديق الكورد هو الجبل، اليوم من هم أصدقاء الكورد؟

الرئيس بارزاني: الجبل بالإضافة إلى أصدقاء كثيرين في العالم.

س: من هم؟

الرئيس بارزاني: هناك أصدقاء كثر موجودين، في الدول العربية مثلاً ومع الشعوب والدول العربية، ومع الغرب مع أمريكا مع كل العالم، مع الشرق، والحمدلله الآن لدينا أصدقاء كُثر.

س: هل لا يزال دعم القضية الكوردية كما كان؟

الرئيس بارزاني: هناك تفهم ودعم لكنه في الحقيقة ليس بالمستوى المطلوب، فأحياناً يحصل حدث معين يغطي على كل الأحداث الأخرى، مثلاً الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة، أحياناً تتغير الاهتمامات وتتحول من مكان إلى آخر.


 

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.