زاكروس - أربيل
وصف الإطار التنسيقي، اليوم الخميس (8 شباط 2024)، الهجوم الأمريكي الذي أسفر عن اغتيال القيادي في كتائب حزب الله العراقي، أبو باقر الساعدي، الليلة الماضية بأنه "انتقام دموي من قادة واجهوا الإرهـ.ـاب بقوة"، محذراً من أن "الاستمرار بذلك سيفتح الباب لهجمات مضادة ولن ينتهي الأمر بذلك".
وقال الإطار في بيان إنه "يدين الاعتداءات المتكررة من قبل القوات الامريكية على سيادة العراق وتجاوزه الخطوط الحمراء باستهدافه قوات رسمية مرة ورجالا ساهموا بدحر الارهـ.ـاب الداعـ.شي وطهروا الاراضي العراقية من دنسهم التكفيري مرة أخرى".
وأضاف أن "ما حدث من استهداف للشهيد ابي باقر الساعدي مساء الأربعاء في منطقة مكتظة بالسكان يتنافى ويتقاطع مع المهام المحددة لقوات التحالف والمنحصرة بمحاربة التنظيمات الإرهـ.ـابية في مناطق تواجدها بل ونعدّه انتقاماً دموياً من قادة واجهوا الإرهـ.ـاب بقوة".
وتابع: "نحذر من أن الاستمرار بذلك سيفتح الباب لهجمات مضادة ولن ينتهي الأمر بذلك".
وشدد "على ضرورة مواصلة الجهود الحكومية لإنهاء مهام التحالف الدولي، وبذلك ينتهي مسلسل الاعتداءات العدوانية، والحفاظ على سلامة وأمن المواطنين".
وفي وقت سابق اليوم، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أن القوات الأمريكية من خلال الضربة التي نفذتها الليلة الماضية في بغداد "تهدد السلم الأهلي، وتخرق السيادة العراقية، وتستخف وتجازف بحياة الناس وأبناء شعبنا"، مبيناً أن "هذا المسار يدفع الحكومة العراقية أكثر من أي وقت مضى إلى إنهاء مهمة هذا التحالف الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع".
وقُتل القيادي البارز في كتائب حزب الله، أبو باقر الساعدي، في ضربة نفّذتها طائرة مسيّرة أميركية استهدفت سيارته في بغداد مساء الأربعاء، فيما تتّهمه واشنطن بالتورّط في التخطيط لهجمات استهدفت قواتها في الشرق الأوسط. وتأتي هذه الضربة بعد أسبوع من غارات أميركية، وبعدما تعهدت واشنطن استهداف فصائل مسلحة مرتبطة بإيران بعد هجوم في 28 كانون الثاني/يناير قتل فيه ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا.
وكان الساعدي مسؤولاً عن "ملف سوريا العسكري" في كتائب حزب الله وفق مصدر في هذا الفصيل، مفضلاً عدم الكشف عن هويته.
وقالت القيادة المركزية الاميركية "سنتكوم" في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن الضربة الجوية جاءت "رداً على الهجمات على جنود أميركيين" وأدت إلى مقتل "قيادي في كتائب حزب الله كان مسؤولا عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة".
وأضاف البيان "لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على وقوع أضرار جانبية أو خسائر في صفوف المدنيين".
ونعت هيئة الحشد الشعبي، في بيان أبو باقر الساعدي.
وأسفرت هذه الضربة عن مقتل ثلاثة أشخاص كانوا في السيارة، وفق مسؤول في وزارة الداخلية العراقية فضّل عدم الكشف عن هويته. وأكّد هذا المسؤول مقتل "قياديين" من الفصيل.
وكان هذا المصدر قال لفرانس برس إن "طائرة مسيرة استهدفت بثلاثة صواريخ سيارة دفع رباعي في منطقة المشتل في شرق العاصمة بغداد".
وتصنّف واشنطن كتائب حزب الله منظمة "إرهابية" وسبق أن استهدفت الفصيل بغارات في العراق في الأسابيع الأخيرة.
ويعدّ الفصيل واحداً من أبرز الفصائل التي تسمى نفسها "المقاومة الاسلامية في العراق" والتي تبنت في الأسابيع الأخيرة عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.
ومنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت القوات الأميركية والتحالف الدولي، لأكثر من 165 هجوما في انعكاس مباشر للحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وندّدت حركة حماس في بيان بـ"العدوان الغاشم" على بغداد، معتبرةً الضربة الأميركية "اعتداءً وانتهاكاً لسيادة العراق وأمنه".
- "بصمة كتائب حزب الله" -
وفي أعقاب الضربة في بغداد، حذّرت حركة النجباء، وهي أحد الفصائل الموالية لإيران في العراق والمنضوية في الحشد الشعبي، من "رد مركّز" على هذه الضربة.
وأضافت الحركة المنضوية كذلك في "المقاومة الاسلامية في العراق" أنه "لن تمرّ هذه الجرائم من دون عقاب، وستعرفون وقتها أنّ صبرنا قد نفذ وانتظروا الرد وسنختار المكان والزمان المناسبين".
وتطالب "المقاومة الاسلامية" بانسحاب حوالي 2500 جندي أميركي منتشرين في العراق في إطار التحالف الدولي.
وقال مسؤولون في واشنطن إن الهجوم الذي وقع في الأردن ضد القوات الأميركية يحمل "بصمة كتائب حزب الله".
وأعلنت كتائب حزب الله أواخر كانون الثاني/يناير "تعليق" العمليات العسكرية والأمنية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم "إحراج" الحكومة العراقية، وذلك بعدما تعهّدت واشنطن الرد "بالطريقة الملائمة" على الهجوم في الأردن.
وعلى الرغم من إعلانها تعليق هجماتها، أوصت الكتائب في بيانها مقاتليها "بالدفاع السلبي (مؤقتاً)، إن حصل أي عمل أميركي عدائي تجاههم".
وقبل أسبوع، شنّت الولايات المتحدة ضربات في سوريا والعراق ضد أهداف لقوّات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليّات الخارجيّة في الحرس الثوري الإيراني، وفصائل مسلحة موالية لإيران.
وجاءت تلك الضربة رداً على هجوم تعرضت له قاعدة لوجستية للقوات الأميركية في 28 كانون الثاني/يناير في الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا والعراق، وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وأسفرت تلك الضربات الأميركية التي تعرضت لها مناطق داخل العراق، عند الحدود مع سوريا، عن مقتل 16 مقاتلاً من الحشد الشعبي، وهو تحالف يضمّ فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، وبات عناصره جزءاً من القوات الرسمية العراقية. ومنذ أسابيع، يجد العراق نفسه وسط التوترات التي تشهدها المنطقة، على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة العراقية بهدف خفض التصعيد، مع شريكتيها إيران والولايات المتحدة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن