زاكروس– أربيل
حذرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" من أن "عدم محاسبة" إيران على قتل المدنيين "سيشجع المزيد من الهجمات غير القانونية مستقبلاً".
المنظمة، نشرت الإثنين، تقريراً عن الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية على أربيل يوم 15 كانون الثاني الذي أصاب منزلاً "فقتل أربعة مدنيين"، مشيرة إلى أنه بعد ساعات، "الساعة 5:05 فجر 16 كانون الثاني، اعترضت أنظمة الدفاع الصاروخي ثلاث طائرات مسيّرة أطلقتها (المقاومة الإسلامية في العراق) استهدفت منطقة مطار أربيل الدولي، الذي يضم قوات عسكرية أمريكية وعراقية، ما أدى إلى تعليق الملاحة الجوية مؤقتاً".
إذ أشارت إلى إعلان الحرس الثوري مسؤوليته عن الهجوم على المنزل الذي قال إنه "مركز تجسس للموساد"، نوّهت إلى أن حكومة إقليم كوردستان رفضت بـ "شكل قاطع" الادعاء بأن "أجهزة المخابرات الإسرائيلية " كانت تعمل في إقليم كوردستان.
باحثة العراق في هيومن رايتس ووتش، سارة صنبر أكدت أنه "بغض النظر عن الادعاءات الإيرانية بشأن الهجوم، تتبع عمليات القتل هذه تاريخاً طويلاً من الاغتيالات التي نفذها الحرس الثوري في مناطق سكنية في إقليم كوردستان العراق واستهدفت المدنيين"، مشددة على أن "عدم محاسبة إيران على قتل المدنيين سيشجع المزيد من الهجمات غير القانونية مستقبلا".
المنظمة ذكرت في تقريرها أن الهجوم أدى إلى مقتل "رجلَي الأعمال المحليَّيْن بيشرو دزيي وكرم ميخائيل؛ وابنة دزيي، التي كانت تفصلها 10 أيام عن عيد ميلادها الأول؛ ومدبرة منزل دزيي. جُرح ستة آخرون، بينهم زوجة دزيي وولداه" مستندة إلى بيان مجلس أمن إقليم كوردستان.
ناصر تحسين نوري (31 عاما)، الذي يعيش على بُعد بضعة كيلومترات من منزل دزيي، أشار إلى إنه كان يستعد للنوم عندما سمع الانفجارات.
وقال لـ"هيومن رايتس ووتش": "سمعتُ القنبلة الأولى الساعة 11:30 ليلا. كان الصوت مرتفعا جدا لدرجة أنني اعتقدت أن شخصا ما هاجم منزلي وخلع الباب. ثم نهضت وخرجت لأتفقد ما يجري، وسمعت صوت القنبلتين الثانية والثالثة. كان المنزل يهتز".
كذلك لفت إلى أن الانفجارات أعقبها إطلاق نار كثيف، مضيفاً: "لا أعرف من أطلق النار، لكنه جاء من اتجاهين. ابني عمره 11 شهرا فقط، كان خائفا جدا".
المنظمة أشارت كذلك إلى لقطات مصورة من طائرة مسيّرة عقب الهجوم، أظهرت دمارا شبه كامل لمنزل دزيي وأضرارا طفيفة في المباني المجاورة.
"هيومن رايتس ووتش" تطرقت إلى ردود الفعل عقب الهجوم، حيث استدعت وزارة الخارجية العراقية سفيرها في طهران وأعلنت التزام الحكومة "بأنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية... بضمنها تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن". وشكل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لجنة للتحقيق في الهجوم، ووعد بنشر نتائجها لـ "إثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة"، في إشارة مفترضة إلى مزاعم إيران أن دزيي ضالع في التجسس لصالح إسرائيل.
كما اشارت إلى تصريح مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي الذي أكد إنه خلال تفتيش منزل دزيي لم يُعثر على دليل على استخدامه مقرّا للموساد، مؤكدة ضرورة "نشر النتائج الكاملة لتحقيقه".
"ينبغي ألا يصبح العراق ساحةً للمنافسة الأجنبية على حساب حياة المدنيين واستقرار البلاد" أكدت باحثة العراق في المنظمة سارة صنبر، مشددة على أن ذلك "لن يؤدي ذلك سوى إلى زيادة خطر التصعيد الإقليمي، والدمار، والقتل".
وذكّرت المنظمة بأن الحرس الثوري الإيراني نفذ عدة هجمات واغتيالات موجَّهة في إقليم كوردستان في السنوات الأخيرة.
في مارس/ آذار 2022، أصابت الصواريخ الباليستية الإيرانية منزل رجل الأعمال الكوردي باز كريم برزنجي. وفي أيلول 2022، أدت الهجمات على مقرات أحزاب معارِضة إيرانية إلى مقتل قرابة 16 شخصا، وجرح العشرات، وتهجير مئات العائلات.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن