صدرت للشاعر الكوردي عادل عمر سيف الدين، الطبعة الأولى والثانية من مجموعته الشعرية "آزاده شيرين، Azade Şêrîn" ، عن دار نشر وطباعة بمدينة كاسل ألمانيا PrintOut"- Druckwerkstatt Kassel" ، كما ستصدر له خلال الفترة المقبلة كتباً أخرى. مجموعته الشعرية "Azade şêrîn" هي باللغة الكوردية لأنه صمّم على أن يكون أول نتاجه المطبوع بلغته الأمّ، وتتضمن أربعاً وعشرين قصيدة، من الشعر الموزون والمقفى على بحور الشعر الكوردي، يتغنى من خلاله الشاعر عمر بالوطن والشعب والتراب والشهيد والحرية والمرأة، وعن القادة العظماء في تاريخنا كـ(القاضي محمد، والشيخ محمود الحفيد، وشيخ سعيد، والبارزاني الخالد... وغيرهم).
كما طرح موضوع الفتاة الفقيرة ونظرة المجتمع إليها، وتطرق إلى كيفية التعامل مع الدين والتطورات الحديثة والعصرية، وانهيار بعض الدول والأحداث الكوردية العامة والخاصة، وقد أسماها (ئازاده شيرين)، تيمناً بأغنيته التي أبدع في لحنها وغنائها الفنان الخالد محمد شيخ، و كما أهداها لروحه.
الشاعر واللغوي عادل عمر سيف الدين ميلاني، ولد في مدينة ديريك، بغربي كوردستان في عام 1950 لعائلة وطنية، ويعد من أبرز المثقفين والكتاب الكرد المتميزين، انخرط منذ شبابه الأول في صفوف الحركة الكوردية، للدفاع عن قضايا شعبنا وأرضنا، كما اهتم بتعلّم لغته الكوردية كتابة ونطقاً حتى أصبح أحد أبرز اللغويين الكورد، على الرغم من الضغوطات التي كانت مفروضة على شعبنا بتعلم لغتهم في تلك الفترة.
أنهى الشاعر مراحل دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدينة ديرك، ثم دخل كلية الآداب ودرس اللغة العربية في جامعة حلب، ويعد من أوائل الشباب الجامعيين في المنطقة، وعمل موظفاً في شركة رميلان لعدة سنوات.
بدأ بكتابة الشّعر باللغتين (الكورديّة والعربية)، وهو لم يكمل العشرين من العمر، وقد أجاد فيه إجادة مشهودة، ما جعل الفنانين الكورد يطلبون أشعاره، ليلحنوها ويغنوها، ومنهم الفنان الكوردي الكبير محمد شيخو، الذي كانت تجمعه مع الشاعر عادل صداقة قوية ومتينة، وكانت البداية موفقة ومميزة، حيث غنى فناننا الخالد محمد شيخو لشاعرنا عادل قصيدة (آزادا شيرين) في سبعينيات القرن العشرين، فأحدثت ضجة كبيرة في عالم الغناء والشعر الكوردي، وصار شعبنا يرددونها وما يزالون صغاراً وكباراً، لأنها أغنية مكتملة من حيث الكلمات واللحن والأداء، وكان هناك مشروع أغان أخرى بينهما، ولكن نفي الفنان محمد شيخو ومن ثم رحيله المبكر، حالا دون ذلك.
الشاعر عادل عمر سيف الدين، يكتب الشعر الموزون المقفى على التفعيلات باللغتين الكوردية والعربية، وله عدة مخطوطات جاهزة للطبع ولكنه لم ينشرها في كتب مع الأسف، ومؤخراً صدرت له الطبعة الأولى والثانية من كتابه الشعري "آزاده شيرين، Azade Şêrîn" ، عن دار نشر وطباعة بمدينة كاسل ألمانيا PrintOut"- Druckwerkstatt Kassel" ، كما ستصدر له خلال الفترة المقبلة كتباً أخرى.
كان شاعرنا عادل يشارك بمختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية، في النصف الثاني من القرن العشرين، وخاصة في السبعينات والثمانينيات منه، كما شارك في العديد من مهرجانات الشعر الكوردي ومناسبات أخرى، وكانت دار عائلته أشبه بصالون أدبي وثقافي وسياسي، يؤمّه المثقفون والأدباء والسياسيون، وكان يمتلك مكتبة أدبية وثقافية متنوعة، ينهل منها شاعرنا ثقافته وموهبته الأدبية والسياسية.
الجدير بالذكر ان الشاعر عادل مثقف ومحاور من الطراز الأول، ولكنه أخطأ بحق نفسه حين ابتعد الشهرة الإعلامية، وآثر أن يظل بعيداً عن وسائل الإعلام.
اضطر كغيره من أبناء شعبنا لترك بلاده ويسكن حالياً مع عائلته في اقليم كوردستان بصفة لجوء، مع أولاده الستة.
إعداد: الكاتبة والأديبة الكوردية نارين عمر
Zagros tv
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن