زاكروس عربية - أربيل
استشهد مدنيان وأصيب 13 آخرون، اليوم السبت (2 أيلول 2023)، حين اندلعت صدامات خلال تظاهرات في مدينة كركوك، حيث فرضت السلطات حظرا للتجول.
الشهيدان المدنيان الكورديان هاوكار وآرام، أما الجرحى فقد أصيبوا جراء التصادم المباشر سواء كان بطلق ناري أو بمواد أخرى من زجاج أو حديد أو حجارة".
وانتشرت قوات الأمن، وأطلقت عيارات نارية تحذيرية لإرغام المتظاهرين الكورد على التفرق.
وتشهد كركوك توتراً منذ أسبوع، علما أنها موضع نزاع تاريخي، والاثنين، نظم محتجون من المجموعتين العربية والتركمانية اعتصاما قرب المقر العام لقوات الأمن العراقية في محافظة كركوك، إثر معلومات مفادها أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمر قوات الأمن بإعادة هذا المقر للحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي سبق أن شغله.
وعصر السبت، احتشد متظاهرون كورد بدورهم وحاولوا الوصول الى المقر العام.
وأمر رئيس الوزراء في بيان مساء السبت بفرض حظر تجول في كركوك "والشروع بعمليات أمنية واسعة في المناطق التي شهدت أعمال شغب لغرض تفتيشها بالشكل الدقيق"، داعيا "جميع الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية إلى أخذ دورها في درء الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار والنظام في محافظة كركوك".
وأكد عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن كركوك محمد كمال، اليوم السبت، استشهاد متظاهر كوردي في المدينة خلال مشاركته في تظاهرة بالضد من اعتصام مجموعة من الحشد الشعبي وقطع الطريق الرابط مع محافظة أربيل.
فقد شهدت كركوك، السبت، تظاهرات تطالب بإعادة فتح الطريق الرابط بينها وبينها أربيل، بعد عدة أيام من غلقه من قبل معتصمين مولين للحشد الشعبي رافضين لقرار إعادة تسليم وفتح مقار تابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني في المدينة.
كمال أضاف في تصريحات صحفية إن "المواطنين الكورد في منطقة رحيماوا وهي ثقل الكورد في كركوك تظاهروا للتعبير عن استنكارهم لقطع طريق أربيل كركوك كونه تسبب بمشاكل كثيرة وقطع أرزاق الكثير من التجار وسائقي الشاحنات وسائقي السيارات، وهناك موظفون وطلبة وغيرهم ممن يحتاجون لسلك هذا الطريق".
كما أوضح أن "التظاهرات كانت سلمية لكن تم استخدام الأسلحة ضد المتظاهرين، مما أدى إلى استشهاد متظاهر نتيجة الإصابة وهناك إصابات بليغة أخرى".
وحمّل كمال "الأحزاب العربية ومحافظ كركوك والحكومة العراقية مسؤولية ما يجري في كركوك".
وأصدر الرئيس مسعود بارزاني بياناً قال فيه: حول ما يتعلق بالأوضاع في كركوك ، فقد قام مجموعة من المشاغبين منذ عدة أيام بقطع الطريق بين أربيل وكركوك بحجة منع إفتتاح مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك ، وعدم السماح للمواطنين أن يعيشوا حياتهم الطبيعية كما أنهم خلقوا أوضاعاً غير مناسبة وخطيرة للغاية لأهالي كركوك.
وأضاف، لقد أكدنا دائما على أن كركوك يجب أن تكون مثالاً للتعايش والتآخي والوحدة بين جميع المكونات في المدينة ،
وتابع، أن هذه التصرفات غير اللائقة وغير القانونية ماهي الإ محاولة لخلق الفتنة وتمزيق النسيج المجتمعي والعيش المشترك، ومن المثير للدهشة أيضاً أن القوات الأمنية والشرطة في كركوك لم تتمكن خلال الأيام القليلة الماضية من منع هذه الفوضى وهذا السلوك غير القانوني .
وزاد، لقد تم اليوم إستخدام العنف ضد الشباب الكوردي والمتظاهرين في كركوك، وسفكت دماء شباب الكورد، إن مثل هذا السلوك غير مقبول وستكون عواقبه وخيمة للغاية، وسيدفعون باهضاً ثمن سفك دماء أبنائنا في كركوك.
وختم، أدعو رئيس وزراء جمهورية العراق الاتحادي إلى وضع حد لهذه العوائق والفوضى ووضع حد للقمع والتمييز والعراقيل التي تستهدف بشكل مباشر التعايش والاستقرار في كركوك وغيرها من المناطق.
بدوره أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، على أهمية عدم السماح للأشخاص غير المسؤولين بتصعيد الوضع وتأزيمه في كركوك، مطالباً رئيس الوزراء الاتحادي، محمد شياع السوداني إلى التدخل للسيطرة على الوضع غير المقبول في كركوك.
وقال خلال بيان: نعرب بأشد العبارات عن إدانتنا لأعمال الشغب التي تتعارض مع مبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي في مدينة كركوك، كما ندين بشدة الهجمات التي نفذها الشوفينيون والتي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين الكورد.
وأضاف، ندعو رئيس الوزراء الاتحادي إلى التدخل الفوري للسيطرة على هذا الوضع غير المقبول، وحماية حياة المواطنين والمتظاهرين، ونؤكد على أهمية عدم السماح للأشخاص غير المسؤولين بتصعيد الوضع وتأزيمه وتعقيده أكثر مما هو عليه الآن.
وتابع، وفي الوقت نفسه، نهيب بالمواطنين الكورد المضطهدين في كركوك ممارسة ضبط النفس والابتعاد عن العنف، كما نحث المواطنين العرب الأصليين والتركمان في كركوك على عدم السماح للغرباء بزعزعة استقرار المدينة وتعكير صفو التعايش بين مختلف المكونات.
إلى ذلك، أقدم مسلحون يرتدون الزي العسكري، أمس الجمعة (1 أيلول 2023)، على إزالة شعار رئاسة إقليم كوردستان من على الحافلات التي تنقل زوار الأربعينية إلى كربلاء، خلال عبورها محافظة كركوك.
وتداول ناشطون صوراً ومقطع فيديو يظهر عناصر ترتدي الزي العسكري تقوم بإزالة شعار حكومة إقليم كوردستان من على الحافلات التي تقل زوار أربعينية الإمام حسين عليه السلام إلى كربلاء على نفقة إقليم كوردستان.
ومنذ أيام، يقوم عدد من الأشخاص بنصب خيام أمام مقر مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك، وقطع الطريق الرئيس مع أربيل، لمنع قرار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإخلاء مقرات الحزب في كركوك.
ت.. شيرين
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن