زاكروس عربية – أربيل
يشكك خبراء عسكريون مستقلون في صحة الادعاءات الإيرانية المتعلقة بامتلاكها تكنولوجيا عسكرية تكافح حتى أكثر الدول تقدماً في الحصول عليها، في أعقاب إعلان طهران إنتاج "أول صاروخ بالستي فرط صوتي محلي الصنع، "يبلغ مداه 1400 كيلومترا وتصل سرعته لـ15 ضعفا سرعة الصوت".
تم الكشف عن الصاروخ، الذي أطلق عليه اسم "الفتاح"، الثلاثاء المنصرم، على منصة خلال حفل نُظم في مكان لم يتم تحديده بحضور الرئيس ومسؤولين عسكريين بينهم رئيس الحرس اللواء حسين سلامي، بحسب التلفزيون الرسمي ووكالة الانباء الرسمية (إرنا).
كما نشرت وسائل الإعلام المحلية صوراً للصاروخ الذي "أنتجته قوة الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني".
ونقلت عن قائد هذه القوة، أمير علي حاجي زادة، قوله "يبلغ مدى صاروخ فتاح 1400 كيلومتر وقادر على اجتياز جميع أنظمة الدفاع الصاروخي".
كذلك ذكر التلفزيون الرسمي أن الصاروخ "فتاح" قادر على استهداف "أنظمة العدو المضادة للصواريخ، ويعتبر قفزة كبيرة في مجال الصواريخ"، ’أضاف إنه "يستطيع اجتياز أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة للولايات المتحدة وإسرائيل بما فيها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية".
إلا أن امتناع المسؤولين الإيرانيين عن نشر صور تثبت إطلاق "فتاح" بنجاح ثم ضربه لهدف معين، أثار الشكوك حول حقيقة انتاج الصاروخ بالقدرات المعلنة.
يقول مدير التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون في واشنطن ريتشارد وايتز إنه "ليس هناك دليل قاطع على صحة المزاعم الإيرانية من مصادر حقيقية أو مستقلة".
يضيف وايتز في حديث لموقع "الحرة" أن "سرعة الصواريخ فرط صوتية تتجاوز سرعة الصوت بخمس مرات، وإذا كانت إيران قادرة على ارسال صواريخ للفضاء، تبلغ سرعتها أكثر من ذلك، فهذا يعني عمليا أنها يمكن أن تمتلك صواريخ فرط صوتية".
يتابع: "حتى مع هذه الفرضية لا توجد أدلة ملموسة على أن طهران يمكنها استخدام هذا النوع من الصواريخ كسلاح".
يشير وايتز إلى أن "الإيرانيين دائما ما يطلقون ادعاءات مبالغا فيها".
يؤكد وايتز أن "مدى تأثير هذه الصواريخ إذا كانت فعلا تمتلكها إيران يعتمد على عدة عوامل، أولها أن الاعتماد على السرعة فقط غير مجد".
كذلك يشير إلى أن هذه الصواريخ وفي حال كانت قادرة على تفادي الأنظمة الدفاعية فعند ذلك يمكن أن يكون تأثيرها فعالا".
"وحتى بالنسبة لروسيا، رأيناها تستخدم هذا النوع من الصواريخ مؤخرا في أوكرانيا، لكن لم يكن لها تأثير يذكر على قواعد اللعبة في الحرب، كانت فقط قادرة على التحليق سريعا وحمل كمية صغيرة من المواد المتفجرة وبالتالي الوصول لأهدافها سريعا" وفقا لوايتز.
هذا وتُعتبر روسيا أكثر دولة متقدمة في مجال تطوير الصواريخ الفرط صوتية، تليها الصين التي تطور هذه التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، بحسب خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.
في الوقت الذي تعمل فرنسا وألمانيا وأستراليا والهند واليابان على تطوير أسلحة فرط صوتية، كما تجري إسرائيل وكوريا الجنوبية أبحاثا أساسية حول هذه التكنولوجيا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن