Erbil 8°C الثلاثاء 26 تشرين الثاني 02:27

شقيقتان من كورد سوريا في أربيل ترويان بموسيقاهما معاناة الكورد

Zagros TV

أ ف ب

في مطعم في أربيل، تعزف شابتان من كوردستان سوريا ألحانا حزينة من فولكلور كوردي تعشقانه، وترغبان بالحفاظ عليه، لا سيما أنه يشكّل صدى لمعاناتهما من التهجير من مدينة كوباني الى تركيا، وصولا الى إقليم كوردستان.

تقدم نورشين وبروين صالح عروضا موسيقية من أجل كسب لقمة العيش، لكنهما في الصميم تعشقان الموسيقى، وتسعيان الى احترافها.

وتقول بروين (20 عاما) التي تجيد العزف على السنطور والدف والدودوك، أي المزمار الأرمني، لوكالة فرانس برس، وقد أسدلت شعرها الأسود الطويل على كتفيها، "أكثر شيء نعشقه هو الموسيقى الفولكلورية الكوردية لأنها حقيقية وغالبا ما تحكي كلمات أغانيها عن المعاناة والأحداث التي مرّ بها الكورد من حروب ومآس وتشريد وتهجير وقتل".

الى جانبها، تؤدي نورشين أغنية "أز غريبم" ("أنا غريبة") الحزينة، بينما تعزف على الغيتار وترافقها شقيقتها على السنطور. "أنا غريبة، بدونك يا أمي أنا مكسورة الجناح، في الغربة الدنيا تحولت من حولي إلى سجن، أنا غريبة. يا حبيبي سأموت ولن أراك مجددا".

في عام 2015، شهدت مدينة كوباني بكوردستان سوريا أربعة أشهر من معارك ضارية خاضها مقاتلون كورد ضد تنظيم داعش الذي تمكنّوا من صدّه.

لكن في عزّ حصار المدينة واشتداد القصف عليها في أيلول 2014، نصح والدا نورشين وبروين أبناءهم وبناتهم الستة بالمغادرة.

وتروي نورشين (23 عاما) أنهم خرجوا عبر "ممر آمن"، و"لم يتبق أحد في كوباني".

في مطعم بيروا (أحد اسماء مدينة حلب القديمة) الكبير الذي تعزف فيه الأختان في حي عينكاوا في إربيل، تضيف الشابة التي تعشق الموسيقى الكلاسيكية وتستمع لباخ وتشايكوفسكي وفيفالدي ورحمانينوف وتحلم بأن تصبح عازفة كمان معروفة، "لا زال داعش يراودني في أحلامي مثل الكوابيس، إنهم يأتون بملابسهم السوداء ويكسرون آلاتي الموسيقية ويخطفوني وانا أصيح وأبكي وأبحث عن بقايا آلاتي".

رغم مرور ثماني سنوات على هجوم الإرهابيين على كوباني، لا تزال بروين تتذكّر أيضا تلك الأيام. وتقول "أحتفظ بصورة في رأسي عن داعش تأبى أن تغادرني: ملابسهم ورايتهم السوداء وسعيهم لتحويل الحياة الى اللون الأسود، ومنعهم الموسيقى وحرية المرأة والإنسان... أنا أخاف من داعش".

ويقول رياض عثمان، أحد شركاء المطعم الأربعة الذي تغني فيه الفتاتان، وهو من قامشلو السورية ويجيد الغناء والعزف هو الآخر، "أحاول مساعدة هاتين الفتاتين لأنهما متمكنتان في مجالهما وأمامهما مستقبل واعد".

ويضيف "لست مستغربا أنهما هنا فحياة الكورد كلها عبارة عن هروب وغربة ومعاناة".

في تركيا، مكثت الشقيقتان أولا في اسطنبول ثم في ديار بكر حيث درستا الموسيقى والعزف على الآلات الشرقية والغربية في معهد كوردي.

في 2019، قررتا العودة الى كوباني حيث بقيتا ثلاث سنوات شهدتا خلالها أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة، ثم نزحتا مجددا مع تعرّض المنطقة لهجمات تركية.

في المرة الثانية، كانت الوجهة كوردستان التي وصلتا إليها في كانون الأول الماضي مع اثنين من أشقائهما. وقد استأجروا منزلا مكونا من غرفتين بنحو 250 دولارا شهريا في حي شعبي في أربيل.

وتعزف نورشين على آلات الغيتار والكمان والبيانو والكمنجة.

وتروي الفتاتان أنهما كبرتا مع الموسيقى، وتحلمان باحترافها في المستقبل.

وتقول بروين "أخبرتني أمي أنها كانت تغني لنا قبل النوم عندما كنا صغارا، وكان أبي يعزف لنا الطنبور ويغني هو الآخر. كبرنا على سماع الأغاني الكوردية بصوت أمي وأبي".

وتضيف "حلمي أن أعود الى كوباني عندما تستقر الأوضاع كي نستمر بالموسيقى والغناء وأعمل كل ما باستطاعتي كي أساعد مدينتي لتنهض من جديد، فهي تستحق الحياة".

وتقول نورشين بدورها "أتمنى أن يعود الأمن والاستقرار إلى كوباني وأن تنتهي الحرب ونصبح أحرارا كي نعود إلى بيوتنا لنعزف موسيقانا للناس ونعلّم الأطفال الموسيقى".

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.