زاكروس عربية - أربيل
بعد اعتقاله يوم الثلاثاء الماضي في مدينة حمص السورية، ظهر "مدين أحمد" المعتدي على الطفلة السورية جوى استنبولي، وسافك دمها بعمر 3 أعوام، في فيديو بثته وزارة الداخلية السورية في "فيسبوك".
وروى كيف عاد في السابعة مساء يوم 8 أغسطس الجاري من حديقة المهاجرين بالمدينة إلى منزله فيها، وبينما كان جالساً أمام المنزل شاهد 4 صغيرات يلعبن بالكرة، فوسوست له غرائزه بإحضار إحداهن إلى البيت واغتصابها.
بعد ساعة تقريباً، وفقا لاعترافاته، بدأ الشارع يخلو من الناس الذين عادوا إلى منازلهم، وأغلقت المحلات التجارية في الحي أبوابها، فسارع إلى حيث كانت الصغيرات وتمكن من جلب إحداهن إلى شقته، بعد أن كمّ فمها بيده حتى لا تصرخ.
وبعد أسبوع على جريمة قتل الطفلة جوى إستانبولي، والتي عثر على جثتها مشوهة ومرمية في مكب نفايات، ألقي القبض على قاتلها، حيث أعلن قائد شرطة حمص، إلقاء القبض على المجرم، مؤكداً أنه معروف بتعنيف الصغار.
كما أوضح في تصريحات تلفزيونية أن "القاتل من أبناء الحي ذاته، وهو معروف بتعنيف الزوجة والأطفال، ويعاني من أحوال مادية ونفسية سيئة"، لافتا إلى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بحقه، وسيتم تقديمه إلى القضاء.
وقالت وزارة الداخلية السورية، إنه "من خلال التحقيقات الأولية ونتيجة الكشف الطبي، تبين أن الجثة تعود لجوى، التي فقدت منذ تاريخ الثامن من أغسطس الجاري، وقد تعرفت والدتها عليها من خلال ملابسها".
فيما اتضح أن "سبب الوفاة النزف الحاد الناجم عن ضرب الرأس بآلة حادة".
يشار إلى أن صور الطفلة كانت تصدرت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد منذ اختفائها، حيث عبر المواطنون عن حزنهم الكبير وغضبهم من الحادثة.
فيما طالب نشطاء ومواطنون بالقصاص العاجل والسريع من مرتكب هذه الجريمة المروعة، لمنع تكرار حدوثها، حيث تسببت الحادثة بحالة خوف كبير على الأطفال في البلاد.
وبتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد قام اللواء محمد خالد الرحمون وزير الداخلية بتقديم واجب العزاء باسم الرئيس لذوي الطفلة جوى استانبولي في منزلهم بحي المهاجرين بحمص.
وأثارت الاعترافات التي بثّها التلفزيون الرسمي السوري لقاتل الطفلة (جوى استانبولي) موجة كبيرة من السخط والغضب، بعد أن أدلى القاتل بـ (رواية غير مُقنِعة) ومناقضة تماماً لجميع التقارير الطبية والأمنية التي أُعلن عنها بعد العثور على الجثة، إضافة لمحاولة التلفزيون الرسمي حذف فيديو الاعترافات من الصفحات الموالية، التي سرعان ما نشرت الفيديو مع سيل من التهم والانتقادات، في محاولة للتغطية على الأكاذيب التي أدلى بها القاتل.
وكذّبت صفحات موالية صحة الرواية التي أدلى بها القاتل خلال اعترافاته، مشيرة إلى أنها تختلف كليّاً عن المعلومات التي أدلت بها الداخلية خلال ما أسمته (عملية البحث عن قاتل الطفلة جوى)، حيث قالت صفحات من بينها (الجميلية الآن) الموالية في منشور لها على فيسبوك أن كلام القاتل يناقض نتائج البحث الجنائي والطب الشرعي، لأن تقرير الطبيب الشرعي أكد أنه لا يوجد أية علامات على اغتصاب الطفلة، وهو ما نفاه القاتل باعترافه عندما ذكر أنه اغتصب الطفلة، إضافة لتقرير آخر أكد وفاة الطفلة بضربة على الرأس، فيما أكد القاتل أنه خنق الضحية، فضلاً عن إعلان الأمن عثوره على الطفلة في مقبرة (النصر)، أما القاتل فقد أكد أنه رماها في حاوية للقمامة بالحي نفسه.
وطرحت الصفحة عدة أسئلة حول تفاصيل الجريمة، خاصة بما يتعلق بعمليات البحث في الحي التي أعلن عنها، مشيرة إلى أنه كيف بالإمكان إخفاء الطفلة في المنزل القريب من منزل ذويها، في وقت قامت به دوريات الأمن بتفتيش كل شبر من الحي برفقة الكلاب البوليسية حتى الثالثة بعد منتصف الليل.
ووسط الاتهامات والتناقضات بين رواية القاتل ورواية الداخلية حول الجريمة، حاول التلفزيون الرسمي حذف الفيديو من الصفحات الموالية في محاولة منه لـ (لملمة الفضيحة)، حيث كتب الفنان الموالي (بشار إسماعيل) منشوراً على صفحته في فيسبوك، أعلن من خلاله محاولة وزارة الإعلام حذف فيديو الاعترافات، إلا أنه عزا ذلك لما أسماه (كلمات غير مهنية) وردت ضمن اعترافات قاتل الطفلة.
وردّ المعلقون على منشور (إسماعيل) بالقول، إن محاولات الحذف ليست بسبب السماح ببث كلمات غير مهنية، وإنما في محاولة للتغطية على (كذب الرواية) التي أدلى بها حول تفاصيل مقتل الطفلة، حيث أكد أحد المعلقين أن الاعترافات ما هي إلا (سيناريو مكتوب) وأن برود أعصاب القاتل خير دليل على وجود (كذب في القضية)، أما آخر فقد اعتبر أن الأمن استقدموا شخصاً لإلصاق التهمة به من أجل إسكات الشارع الذي بدأ يضغط عليهم.
وقد أجمعت غالبية التعليقات على التناقض بين اعترافات (القاتل) وبين روايات أجهزة الأمن وطبّه الشرعي خلال فترة البحث، إضافة للعلامات الجسدية التي ظهرت على القاتل عند اعترافه، كثبات الصوت وعدم الخوف ووجود زلات في المعلومات حول ما قام به بعد ارتكابه الجريمة.
وفي ظل الجدل الحاصل، كشفت مصادر خاصة لقنوات المعارضة السورية، أن المدعو (مدين الأحمد) ما هو إلا عنصر سابق في مجموعات الشبيحة (كتائب البعث) بين 2012 - 2015، حينما تم تسليح السواد الأعظم من أحياء الموالين في مدينة حمص كـ (الزاهرة وعكرمة والنزهة) بشكل عشوائي وبلا حسيب أو رقيب.
ومع أول إعلان لها يتعلق بـ (القبض على القاتل)، حاولت الداخلية أسد تبرير ما قام به المجرم وأخفت معلومات مهمة تؤثّر في مجرى القضية قانونياً، وذلك عبر إلصاق دافع الجريمة بـ (الحالة النفسية المَرَضية والمادية السيئة له)، إضافة لادعائها بأن القاتل معروف بتعنيف زوجته وأطفاله وأن دافع القتل لديه بالأساس "غريزي".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن