زاكروس عربية - أربيل
شنّت إسرائيل ضربات جوية على غزة السبت بينما ردت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بإطلاق وابل من الصواريخ، في أخطر تصعيد للعنف في المنطقة منذ حرب العام الماضي.
وأعلنت إسرائيل أنها اضطُرت لإطلاق عملية "استباقية" ضد حركة الجهاد الإسلامي، مشددة على أن المجموعة كانت تخطط لهجوم وشيك بعد أيام من التوتر عند حدود غزة.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة التي تديرها حركة حماس الإسلامية أن عشرة أشخاص قتلوا في القصف الإسرائيلي، بينهم فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، بينما أصيب 79 شخصاً بجروح. ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 15 مسلّحاً فلسطينياً.
وكثّفت إسرائيل صباح السبت عملياتها ضد حركة الجهاد الإسلامي التي تتحرّك بشكل مستقل في أحيان كثيرة رغم تحالفها مع حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 19 شخصا قال إنهم عناصر في الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى توقيف شخص آخر.
وأكدت إسرائيل والجهاد الإسلامي على حد سواء مقتل القيادي البارز في الحركة تيسير الجعبري في ضربة استهدفت مبنى غرب مدينة غزة الجمعة.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن القصف الإسرائيلي كان بمثابة "إعلان حرب" قبل أن تطلق وابلا من الصواريخ باتّجاه إسرائيل.
وتواصل إطلاق الصواريخ من جهة والقصف الإسرائيلي من جهة أخرى صباح السبت، ليثير المخاوف من احتمال تكرار حرب أيار/مايو 2021 التي استمرت 11 يوما وأدت إلى تدمير غزة بينما أجبرت العديد من الإسرائيليين على الاختباء في الملاجئ.
- تصعيد ووساطة -
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في خطاب متلفز الجمعة ان "إسرائيل لا تسعى إلى نزاع أوسع في غزة، لكنها لن تخشى من حصول ذلك".
ودوت أصوات صفارات الإنذار في أنحاء جنوب إسرائيل لكن من دون صدور أي تقارير فورية عن سقوط ضحايا أو وقوع أي أضرار كبيرة، علما أن منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية اعترضت العديد من الصواريخ.
وحض مسؤولون في المناطق الحدودية السكان على البقاء قرب الملاجئ التي فتحت أيضا في تل أبيب، عاصمة إسرائيل التجارية.
وقال مسؤولون مصريون لفرانس برس في غزة إن مصر التي تعد وسيطا تاريخيا بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة، تسعى للقيام بدور الوساطة هذه المرة أيضا وقد تستقبل وفدا من حركة الجهاد الإسلامي في وقت لاحق السبت.
خاضت حماس أربع حروب مع إسرائيل منذ سيطرت على غزة عام 2007، بما في ذلك حرب أيار/مايو العام الماضي.
وتعتبر معظم الدول الغربية حركتي حماس والجهاد الإسلامي منظمتين إرهابيتين.
وانطلقت دوامة العنف بين إسرائيل والجهاد الإسلامي عام 2019 بعدما قتلت الدولة العبرية بهاء أبو العطا، الذي حل الجعبري مكانه.
وتبادل الطرفان إطلاق النار على مدى عدة أيام من دون أن تشارك حماس في المعارك.
ومن شأن الخطوات التي تتخذها حماس في ظل موجة العنف الحالية أن تحدد مدى شدة النزاع، بينما تواجه الحركة ضغوطا للمحافظة على الهدوء من أجل تحسين الظروف الاقتصادية في القطاع.
وأكد عبدالله العرايشي الذي يقطن غزة أن الوضع "متوتر للغاية".
وقال لفرانس برس أن "البلد مدمّر. لدينا ما يكفي من الحروب. خسر جيلنا مستقبله".
وأكد مراسل فرانس برس أن الشوارع مدينة غزة بدت مهجورة إلى حد كبير صباح السبت إذ أغلقت العديد من المتاجر أبوابها بينما أصيبت الحياة اليومية بالشلل تقريبا.
- طفلة في الخامسة -
تصاعدت ألسنة النيران وأعمدة الدخان من المواقع المستهدفة في غزة، لكن لم ترد أي تقارير عن سقوط ضحايا جدد في الساعات الأخيرة.
وأعلنت وزارة الصحة الجمعة أن من بين القتلى "طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات".
وحمل والد الطفلة آلاء قدوم ابنته التي بدت علامة الإصابة على جبهتها خلال تشييعها.
وتجمّع مئات الأشخاص في غزة للمشاركة في تشييع الجعبري وغيره من ضحايا القصف.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت لوسائل إعلامية "بحسب تقديرنا، قُتل 15 شخصًا في العمليّة" في غزة، في إشارة إلى العناصر الفلسطينيين.
واصطفت دبابات إسرائيلية على طول الحدود بينما أكد الجيش الخميس بأنه يعزز قواته.
وجاءت الضربات بعد أربعة أيام على إغلاق إسرائيل معبرين حدوديين مع غزة وتقييد حركة المدنيين الإسرائيليين الذين يقطنون على مقربة من الحدود، لأسباب أمنية.
وأعقبت الإجراءات اعتقال إسرائيل قياديين في حركة الجهاد الإسلامي بينهما باسم السعدي المتّهم بتدبير سلسلة هجمات ضد الدولة العبرية.
ونفّذت إسرائيل عمليات دهم متكررة في الضفة الغربية منذ منتصف آذار/مارس ردا على هجمات دامية استهدفت مواطنين إسرائيليين.
ولم تطلق الجهاد الإسلامي صواريخ بعد توقيف السعدي، لكن إسرائيل شددت خلال الأسبوع على أن الحركة تسعى للرد.
أ ف ب
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن