Erbil 10°C الأحد 22 كانون الأول 19:33

منع الطائرة الإيرانية من الهبوط بمطار أربيل.. دروس في السيادة واحترام الذات رغم أنوف المنبطحين

يؤكد الاقليم على وجوب احترام الحدود المعروفة، وأن مواقفه ليس منَّة على العراق، وانما سياق طبيعي، لكنه في الحالة الايرانية، وفي نظر بعض القوى وكتائبها المأجورة، يصبح غير طبيعي
Zagros TV

زاكروس عربية - أربيل

حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي امتدحت اجراءات مطار اربيل الدولي بمنع طائرة ايرانية من الهبوط على مدرجه، كونها لم تستحصل الموافقات الاصولية، وتصرفت بتعالي وصلف مع اجراءات طبيعية مطلوبة كتقديم بيانات الطائرة، واعتبر معلقون انه درس للمنبطحين لتعلم احترام السيادة والذات.

بعض الأحداث على بساطتها يمکن أن تحمل من الدلالات ما يوضح ملابسات قضايا عميقة، ولذا فان حادثة عدم السماح بهبوط طائرة ايرانية لم تستحصل الموافقات الشكلية الرسمية في أحد مطارات الاقليم، قد تعتبر مؤشرا على امور كثيرة نوردها في السياق.

واستقبلت جماهير وسائل التواصل الاجتماعي، الذي بات معياراً مهماً لقياس الرأي العام، الحدث باهتمام لم يكن له نظير في وسائل الاعلام التي كثيرا ما يصيب قرون الاستشعار فيها الصدأ فلا تميز طبيعة الأحداث.

واعتبر معلقون ان تصرف سلطات مطار أربيل ينم عن احترام عميق للذات، وانه التصرف الصحيح والطبيعي، وحفلت التعليقات بالثناء على الموقف.

قال أحد المعلقين أن اربيل لقنت المنبطحين درسا في "احترام السيادة"..، مردفاً "من لا يحترِم لا يُحترم.. عاشت كوردستان".

وقد يكون هذا الاجراء القانوني مفاجئاً للجانب الايراني، الذي لا يُعرَفُ تماما كيف يتم التعامل مع طائراته في بقية مطارات العراق الاتحادي، ولكن رفض القائمين على الرحلة تزويد مطار أربيل بالمعلومات الروتينية، على الرغم من طلبها قبل أربعة أيام، يؤشر إلى ان المسالة طبيعية عندهم، وقد يعتبرون أن اي مطار في العراق الاتحادي هو مطار داخلي، كما ويبرهن من جانب آخر على الصلف والغرور والتعالي التي تتعامل به السلطات الايرانية بمختلف مستوياتها، وعن وعي وغير وعي، مع الجانب العراقي.

وأسهمت قوى سياسية عراقية في تكريس هذه الفكرة بعد ان مسخت سيادة الدولة ومسحت بكرامتها ارض المطارات والمنافذ الحدودية، ولذا فهي تستغرب من ردة فعل لا يتماهى مع متبنياتها وتوجهاتها واندكاكها الكامل مع سياسات وتوجهات دولة أخرى، وتجده خارج الصندوق.

يؤكد الاقليم على وجوب احترام الحدود المعروفة، وأن مواقفه ليس منَّة على العراق، وانما سياق طبيعي، لكنه في الحالة الايرانية، وفي نظر بعض القوى وكتائبها المأجورة، يصبح غير طبيعي.

وبمناقشة الحدث بموضوعية، فأن هناك عدة محاذير مضافة الى الجانب الاعتباري والقانوني تحتم اتخاذ اجراء إداري بمنع الطائرة من الهبوط على أرض المطار، ومنها ان ايران تخضع للعقوبات الدولية وان أي تراخٍ مع منشآتها ووسائطها ينعكس سلباً على الدولة التي تتساهل في هذا، ما قد يعرضها للعقوبات.

الثاني، ان ايران فعليا لديها ممارسات عدوانية ضد الاقليم لدوافع معروفة، وان الدولة التي تطلق باليستياتها ودروناتها ضد الاقليم يجب أن يحسب الف حساب لطائراتها الكبيرة.

الثالث، ان المجال الجوي اصبح ممرا سهلا لإدخال وعبور أشياء كثيرة محظورة وممنوعة وجرمية، ضمنها المخدرات والأسلحة والأجهزة والمواد الداخلة في الصناعات الخاضعة للرقابة الدولية.

الرابع، لم يكن الإقليم ليحتفظ بسلامة وأمن أرضه وأجوائه ومواطنيه، الا باتباعه اجراءات صحيحة، حتى وإن استنكرها الآخرون، وهو ما يحسب للقائمين على الجهاز الأمني في الإقليم، وفي مقدمتهم وزير الداخلية، السيد ريبر أحمد المرشح لرئاسة جمهورية العراق الاتحادية، حاميا لدستورها، ورمزاً لكرامتها.

تقرير: كمال بدران

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.