كوردستان تي في
دعت وزارة البيئة، اليوم الخميس (16 حزيران 2022)، إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التغير المناخي وظاهرة التصحر في العراق تدعم بميزانية سنوية، فيما حذرت من تصاعد وتيرة الكثبان الرملية في مساحات عرفت بخصوبتها ودعمها للأمن الغذائي في البلد.
وقال وزير البيئة جاسم الفلاحي، إن تحدي التغير المناخي وتأثيراته السلبية على العراق واضح للعيان، وأكدت تقارير الأمم المتحدة أنه واحد من أكثر خمسة بلدان في العالم تأثراً.
وأضاف، أن البلاد تتعرض لقلة غير مسبوقة في معدلات التساقط المطري وفي الإيرادات المائية والعراق من دول المصب وليس المنبع وقلة التدفقات المائية تؤثر وتتسبب بزيادة معدلات التصحر وقلة الأراضي الخصبة.
وأكد أن العراق يفقد سنوياً 100 ألف دونم جراء مشكلة التصحر والزحف الصحراوي والأخطر من ذلك تصاعد وتيرة الكثبان الرملية في مناطق لطالما كانت خصبة وواعدة في عملية الزراعة وتأمين مخرجات الأمن الغذائي للبلد؟
وأشار إلى أن زيادة التصحر مرتبطة كذلك بالآليات المستخدمة في الزراعة والخطط الموضوعة لزراعة محاصيل معينة جزءا من استراتيجية الأمن الغذائي، ونعتقد أن من الضروري وجود رؤية مختلفة لإدارة ملف الموارد المائية ومعالجة الجفاف في المحافظات الأكثر تضرراً وخاصة مدن الجنوب.
وأكد أن وزارة البيئة هي الجهة المخولة بمتابعة ملف الأمنين المائي والغذائي لأنهما جزءان من منظومة الأمن البيئي والعراق يعاني منذ 3 سنوات من أزمة جفاف، وقضية إيجاد حلول لا تتعلق فقط بقلة التخصيصات المالية بل هناك ربما مشكلة في الإدارة المالية لتنفيذ المشاريع المرتبطة بمعالجة ملف التصحر.
ودعا الفلاحي إلى وضع استراتيجية وطنية وإيجاد أموال كافية كميزانية سنوية لمواجهة تحدي التغير المناخي والتصحر وخاصة لحساب دائرة الغابات ومكافحة التصحر التابعة لوزارة الزراعة والدوائر المعنية الأخرى بهذا الملف، مؤكداً أن مجلس الوزراء والبرلمان لن يترددا بوضع الدعم المطلوب.
وأضاف، أن واحداً من صور الدعم التي ينبغي التعويل عليها لدعم هذه الخيارات هو ما وجه به رئيس الوزراء بإعداد استراتيجية بعنوان الورقة الخضراء التي تركز على إحداث تنوع اقتصادي عبر تنشيط القطاعات المنتجة وعلى رأسها الزراعة والصناعة لإيقاف الاعتماد الكلي على أسعار النفط وأيضاً إيجاد آليات تراعي مناخ العراق في الزراعة والري.
هذا وبات بات الوضع في العراق شبه مأساوي اليوم، إذ أدى شح المياه في نهري دجلة والفرات، خصوصاً بسبب السدود التي تبنيها تركيا وإيران، وامتلاء مجاريهما بكمّ هائل من نفايات كل المدن التي يعبرانها، إلى كارثة في شط العرب حيث بدأت الملوحة تتسرّب إلى الأراضي الزراعية وتقتل المحاصيل.
في الأعوام الماضية، تسببت ملوحة المياه بتحويل آلاف الهكتارات من الأراضي إلى أراضٍ بور، وبدخول مئة ألف شخص إلى المستشفيات في صيف 2018.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن