صدرت حديثاً للشاعرة والكاتبة العراقية سوسن البياتي، رواية )ساعة اغتصاب شهرزاد)، والتي رشحت لجائزة (كتارا) القطرية، كما رشحت كنص لأقوى فيلم سينمائي.
اغتصاب الحياة في رواية:
رواية ساعة اغتصاب شهرزاد، تتحدث عن قصة حقيقية، حدثت مع امرأة عراقية على أرض العراق في الموصل، قصة آلمتني كثيرا عندما سمعتها لأول مرة، عشت مع آلامها لحظة بلحظة دعتني إلى كتابة صفحات هذه الرواية".
تقول الكاتبة: "إنها قصة الاغتصاب بوجيه المادي والمعنوي، الذي لم يفارقها ساعة ولادتها، واشمئزاز أبيها لمولودها وموت أمها، واغتصاب الطفولة تحت تعذيب زوجة الأب وقسوتها، واغتصاب حلمها في الحب والاقتران بمن تتمنى، هو بشار الذي يسكن حيهم المتمثل بقصة الحب العذري، ثم اغتصاب باقي حقوقها في التعليم أو في حق قبول أو رفض زوج المستقبل، كي تزوج قسرا الى شرطي من الموصل، الذي عانت ما عانت معه من مهانة وإذلال، بسبب رعونته وطيشه، وعلاقاته المتعددة، الى أن يقتل في اليوم الأول لاحتلال الموصل على يد داعش، مخلفا لها ثلاثة أيتام، بعدها يجبرها داعش أن تتزوج من أحد قادة التنظيم".
يعرج الكتاب أيضا على بعض الأهوال التي لاقاها من استطاع الهروب منهم أو تسلق الجبال، تم توضح الكاتبة أن "البطلة تستطيع مشاهدة الكثير من الفضائع التي حدثت هناك، بضمنها الإبادة التي حدثت للطائفة الأيزيدية، وتشهد عمليات تعذيب كثير من النساء".
كما يعرض كثير من المآسي التي تعرض لها كثير من الشخصيات التي كانت ترافق القصة من سكان الموصل، ثم يفتل زوجها الداعشي على يد الجيش العراقي عندما دخل محرراً، ولكن بعد أن تنجب من الداعشي أيضاً، لتعامل إثر ذلك معاملة النساء الداعشيات، وتسجن معهمن في مخيماتهن.
تعاني ماتعاني هناك من نساء التنظيم التي ساموها ألوان العذاب بسبب أحقاد شخصية، الى أن يغتصبها حراس المخيم عندما طلبت النجدة لطفلها الداعشي الذي أوشك أن ينفق من الجوع وجفاف صدرها من الحليب، فيكون الثمن بعدها جسدها ثمن إسكات تلك الصرخات.
في أحد الأيام يتفاجأ بها بشار بالصدفة في المخيم عندما كان يجهز تقريرا للتلفزيون الذي يعمل به، تأسف لحالها ثم جهز لها موافقة بمساعدة إحدى المنظمات الإنسانية للخروج من المخيم وحضور أحد المؤتمرات كي تتكلم عن معضلتها، ربما يجدوا منفذا أو حلا.
تقف أمام الحضور ومن خلال سرد قصتها وصرخاتها، تنهمر دموع الحاضرين جميعا، الهيئات الأممية والصحفيين والسياسيين ورجال الدين وشيوخ العشائر، أثارت شجونها أحزان الجميع ، في مسلسل اغتصاب الجسد واغتصاب الوطن واغتصاب الحرية واغتصاب العيش الكريم.
كفكف الجميع دموعهم وصمتوا ثم انسحبو تدريجيا من الجلسة... وجدت نفسها في النهاية وحيدة.. وجه لوجه مع حراس المخيم لإكمال مسلسل الأغتصاب.
ويقول الناقد د.إبراهيم مصطفى الحمد، معلّقاً على جهود الكاتبة البياتي في )ساعة اغتصاب شهرزاد(:
كُتبت روايات كثيرة في العراق وخارجه، عن صفحة داعش المليئة بالجرم وفداحة الألم والموت والاغتصاب، وقد اطلعت على قسم من
تلك الروايات، وهي تتناول جوانب إنسانية مهمة واكبت تلك الصفحة المؤلمة.
أما في رواية (ساعة اغتصاب شهرزاد( فالأمر مختلف حتما، لما تجسده هذه الرواية من مأساوية، وما تفجره من هواجس يختلط فيها الحلم (الكابوس) بالحقيقة، وترتطم فيه الذاكرة بحواجز من اسمنت القهر وفقدان الفضيلة على المستويات كافة.
تحكي الرواية قصة امرأة بطفولة سوداء، تفقد أمها وتعيش تحت سطوة امرأة أبيها، فيلاحقها البؤس ويمسي قرينها، على مدى حياتها المليئة بالمفاجآت والحزن واالغتصاب، إذ تفقد حبيبها (بشار) الذي أحبته وأحبها منذ صباهما، من دون مصارحة بينهما، لكن حظها العاثر جعل أباها يزوجها لشرطي تق…
من جانبها اعتبرت الشاعرة والكاتبة سوسن البياتي، النجاح في أي أمر، نتيجة حتمية لإصرار وتخطيط صاحب الأمر، وتوظيف وقته لأجل البلوغ لمبتغاه، فتقول:
"رسالتي إلى كل من يجد في نفسه موهبة تستحق الدعم، أن يرسم له خطة محكمة، ويجعل هدفه نصب عينيه ويعمل بثبات من أجل تحقيقه، لأن النجاح ينبع من الإيمان بالذات"، مضيفة "وهذا ما دفعني لكتابة ديوان شعر هو (أغنية في محراب سوسنة)، وقلدت على إثرها بقلادة التميز والابداع، مع كتابين أخرين هما صرخة من الفردوس وهي مجموعة قصصية ورواية ساعة اغتصاب شهرزاد في نفس العام 2020 في ظل الحظر العالمي والحالة النفسية السيئة بسبب جائحة كورونا ، كان من ضمن إيماني بنفسي تحويل هذه المحنة الى منحة ربانية ، كي أخرج من خلالها بعمل جديد وناجح باذن الله..
سوسن البياتي:
كاتبة وشاعرة عراقية معاصرة، قصصية وروائية ، من مواليد بغداد
معدة ومقدمة برامج ، عملت في منظمات المجتمع المدني وفي حقل التدريس لسنوات عديدة
لها كتابا في أصول التدريس الحديثة ( المشاكل والحلول)
صدرلها ديوان ( أغنية في محراب سوسنة ) يحوي قصائد نثرية ، قلدت على إثرها بقلادة التميز والابداع.
- ليلة اغتصاب شهرزاد – رواية
- صرخة من الفردوس - مجموعة قصصية.
ت: رفعت حاجي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن