زاكروس عربية - أربيل
وجه 462 كاتباً وأديباً كوردياً، رسالة إلى الرئاسات الثلاث في إقليم كوردستان، بشأن تداعيات "غياب السياسة الثقافية"، مشيرين إلى أن هذا "الخطر يهدّد البنية التحتيّة الثقافيّة واللغة الكورديّة بالدمار".
وأشارت الرسالة إلى أنه "للأسف الشديد، في إقليم كوردستان، نرى الأجهزة الإعلاميّة والأكاديميّة وكافّة المؤسسات الحكومية وقطّاع التربية والتعليم بالأخص لا تحترم اللغة والثقافة الكورديّة. و هي تنشر برامج فجّة هزيلة بعيدةعن ثقافتنا القوميّة والأخلاقيّة، بلغة كورديّة مكسّرة، ناهيكم عن نشر مئات الكتب والمجلّات والصحف، بلا مراقبة من أيّ جهة أكاديميّة، وكذلك تسمية آلاف المحلّات التجاريّة بأسماء غير كورديّة أو بكورديّة غريبة وعجيبة! ومنْ ثمّ النظام الضعيف للتعليم والتدريس ..وكلّ ما سلف ليس سوى غيض من فيض نتائج غياب السياسة الثقافيّة وإهمال اللغة الكورديّة".
وعدّت "هذه الظاهرة خطراً كبيراً ورهيباً يتهدّد هويّة أمّتنا؛ لأن حجر الأساس لكلّ قوميّة هو اللغة والثقافة قبل كلّ شيء. و لذا من منظور المسؤوليّة المهنيّة والأخلاقيّة؛ نطلب من حضراتكم باعتباركم أوّل المسؤولين للإقليم أنْ تعجّلوا و تخطوا خطوة جدّيّة لطرح القرار المناسب لوضع حد لهذا التهديد الكبير".
وفيما يلي نص الرسالة:
السّادة الموقّرون:
نيچیرڤان بارزاني رئيس اقليم كوردستان
مسرور بارزاني رئيس مجلس الوزراء
السّيدة ريواس فايق رئيسة پرلمان كوردستان
سلاماً واحتراماً
ثمّة خطر مدمّر يتهدّد مصير شعبنا. وهو تهديد مهّد الكورد بأنفسهم له الطريق ؛ حيث جعلوا تاريخهم ومصيرهم مَعْبراً له!
و هذا الخطر يهدّد البنية التحتيّة الثقافيّة واللغة الكورديّة بالدمار. وهو مخطّط بطريقة دقيقة وذكيّة؛ وقد تسلّل بطريقة ناعمة وهادئة إلى تفكير وبواطن المجتمع الكوردي !
السادة الموقّرون
للأسف الشديد أنّ غياب السياسة الثقافيّة قد يسّر وجود فراغ كبير للأعداء الخارجيين والمحلّيين؛ لكي ينفّذوا بلا أيّ رادع وعلى هواهم تمزيق هويّة أمّتنا المستضعفة !
السادة الموقّرون
إنّ السياسة الثقافيّة تعني تحديد أساليب وكيفيّة تنفيذ النشاطات والمهمّات الثقافيّة في إطار المصلحة القوميّة والوطنيّة، وهذا هو المعمول به في بلدان العالم كافّة؛ لردع محاولات الأشرار و ذوي النوايا السيّئة الساعين إلى هدم مداميك وأعمدة الكيان القومي والوطني، وهذا لا يعني أبداً الرقابة القامعة لحرّيّة الرأي والمعتقد؛ لأنّ المصالح القوميّة والوطنيّة تقتضي وجود حدّ صلب ووطيد غير قابل للكسر بحجّة حرّيّة الرأي والمعتقد..
ففي بلد متقدّم و مهد للفلسفة والثقافة مثل فرنسا هناك وجود فترة محدّدة لإذاعة الأغاني الأجنبيّة، بلْ أنّ استخدام الكلمات الأجنبيّة ممنوع و يُقاضى بجزاء محدّد؛ مادامت ثمّة كلمة فرنسيّة أصيلة بديلة لها.
السادة الموقّرون
للأسف الشديد، في إقليم كوردستان، نرى الأجهزة الإعلاميّة والأكاديميّة وكافّة المؤسسات الحكومية وقطّاع التربية والتعليم بالأخص لا تحترم اللغة والثقافة الكورديّة. و هي تنشر برامج فجّة هزيلة بعيدةعن ثقافتنا القوميّة والأخلاقيّة، بلغة كورديّة مكسّرة، ناهيكم عن نشر مئات الكتب والمجلّات والصحف، بلا مراقبة من أيّ جهة أكاديميّة، و كذلك تسمية آلاف المحلّات التجاريّة بأسماء غير كورديّة أو بكورديّة غريبة وعجيبة! ومنْ ثمّ النظام الضعيف للتعليم والتدريس ..وكلّ ما سلف ليس سوى غيض من فيض نتائج غياب السياسة الثقافيّة وإهمال اللغة الكورديّة.
إننا نعتبر هذه الظاهرة خطراً كبيراً و رهيباً يتهدّد هويّة أمّتنا؛ لأن حجر الأساس لكلّ قوميّة هو اللغة والثقافة قبل كلّ شيء. و لذا من منظور المسؤوليّة المهنيّة والأخلاقيّة؛ نطلب من حضراتكم باعتباركم أوّل المسؤولين للإقليم أنْ تعجّلوا و تخطوا خطوة جدّيّة لطرح القرار المناسب لوضع حد لهذا التهديد الكبير. و نحن على استعداد أنْ نقدّم اقتراحاتنا و ملحوظاتنا بهذا الخصوص إليكم .
مع التقدير .
آمانج شاكلي آزاد عبدالواحد
کاتب و مترجم رئیس تحریر مجلة رامان. نائب رئیس اتحاد ادباء الکرد/ المرکز العام
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن