Erbil 12°C الجمعة 22 تشرين الثاني 23:02

بعد تدميرها من قبل داعش .. قرب افتتاح المكتبة المركزية لجامعة الموصل

الخسائر التي لا تُقدّر بثمن

زاكروس عربية – أربيل

تستعد المكتبة المركزية لجامعة الموصل، إحدى أكبر الجامعات العراقية، لاستقبال القراء مجددا ورفدهم بمختلف الكتب، بعد ما تعرضت له من حرق ودمار خلال معارك طرد تنظيم داعش من المدينة.

وخلال السنوات من 2014 إلى 2017 أكلت نيران الحرائق التي أضرمها عناصر تنظيم داعش آلاف الكتب في القانون والأدب والعلوم والفلسفة، فيما بيع الثمين والنادر منها في السوق السوداء.

المدير الفني لمكتبة الجامعة، محمد يونس يستذكر وضع المكتبة، قائلا: "عندما وصلنا رأينا أن الكتب أُنزلت من الرفوف إلى الأرض وهي محترقة".

وعلى الرغم من الخسائر التي لا تُقدّر بثمن، ستعيد هذه المكتبة المركزية فتح أبوابها مجدداً نهاية شباط الجاري، بعد جهود كبيرة ودعم إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وفق ما نقلت "فرانس برس".

وأعيد ترميم المكتبة الممتدة على أربعة طوابق مع واجهات زجاجية داكنة أنيقة، لتضم في مرحلة أولى 32 ألف كتاب إضافة لمؤلفات أخرى يمكن الوصول اليها إلكترونياً. ويُتوقع أن تضم في نهاية المطاف حوالى مليون كتاب.

ويقول يونس وهو في الخمسينات من العمر، بحسرة "في الماضي، كان لدينا أكثر من مليون كتاب تقريباً، بينها نادر وغير موجود في أي جامعة أخرى في العراق".

ويشير إلى أن 85 في المئة من محتويات المكتبة التي أسست عام 1967 تعرضت لأضرار، و "لم نتمكن من إنقاذ إلا قسم النوادر والخزانة وجزء بسيط من المؤلفات الأجنبية".

ولتعويض ما ضاع من مؤلفات، "تبرعت جامعات دولية و عربية بأعداد ضخمة من الكتب" من أجل "أن تنهض المكتبة المركزية مجددا"، وفق يونس الذي يشير أيضا إلى تبرعات أخرى من "شخصيات بارزة من الموصل وعموم العراق من مكتباتهم الشخصية".

وكانت الموصل بين أهم المدن التاريخية في العراق، وعُرفت بثرائها الثقافي والفكري ومجتمعها الذي يضم طبقة أرستقراطية وتجارا ورجال أعمال بارزين.

ومع التبرعات التي قدمتها العائلات البارزة في الموصل، والإنتاج المحلي في هذه المدينة التي افتُتحت فيها أول مطبعة في العراق منتصف القرن التاسع عشر، والتبادل الثقافي، شكّلت الموصل مركزا تجاريا رئيسيا في الشرق الأوسط لسنوات طويلة ومقراً لعدد كبير من الأعمال النادرة والقديمة، بينها الكتب الدينية.

إلى جانب مكتبة جامعة الموصل، هناك مكتبة الأوقاف التي كانت تضم مخطوطات عمرها 300 أو 400 عام، لكن "جميعها اختفت" وفقا إلى مسؤول المكتبة أحمد عبد أحمد.

بين المراكز الثقافية في الموصل، كان شارع النجيفي التاريخي يعج بمحال بيع الكتب، لكن آثار الدمار لا تزال موجودة فيه، كذلك الأنقاض التي خلفتها معارك طرد الجهاديين من المدينة.

وهناك مكتبة الموصل المركزية التي أعيد افتتاحها بعد أعمال ترميم نهاية عام 2019، وهي مؤسسة عامة أسست عام 1921 كانت تحتوي 121 ألف مؤلف بينها كتب ومجلات يعود تاريخ بعضها إلى نحو مئة عام، بحسب مديرها جمال العبد ربه.

ويقول العبد ربه "فقدنا 2350 كتابا في اختصاصات مختلفة مثل الأدب وعلم الاجتماع و الدين".

لكن عدد المطبوعات فيها عاد إلى 132 ألفاً حاليا بعد شراء كتب وتلقي أخرى كهدايا من مؤسسات حكومية و سكان المدينة.

ويضيف "بعض زوارنا يأتون يومياً، للقراءة ساعة أو ساعتين".

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.