زاكروس عربية - أربيل
في خطوة تنم عن نية بالتصعيد والتلويح بمواجهة عسكرية، تواصل فصائل ولائية مقربة من إيران الترويج لأنباء هم مصدرها الأوحد بولادة تنظيم مسلح جديد في العراق أطلقت عليه اسم "أشباح الصحراء"، وقالت إنه يرتبط بإحدى الرئاسات العراقية الثلاث، ومدعوم من قبل الولايات المتحدة، في إشارة منها إلى رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي.
لم يشهد على هذه "الولادة" المفترضة او يعلم بها إلا من بدأ يروج لها ويدعو لمحاربة الوليد الجديد في الوقت ذاته.
البداية جاءت عبر تصريح المسؤول الأمني في"كتائب حزب الله" العراقية أبو علي العسكري، يوم الجمعة الماضي، بأن إحدى الرئاسات الثلاث، بالتعاون مع أحد شيوخ العشائر، أسست ما وصفه بـ"جيش إجرامي".
وأضاف أبو علي العسكري أن "جزءاً منه دخل العاصمة بغداد"، داعياً الحشد الشعبي، ومن قال عنها "المقاومة العراقية"، إلى "التصدي المباشر بمداهمة وطرد هؤلاء الأشرار والبدء من بغداد"، فيما تواصل منصات الفصائل ومن يدور في فلكها نشر هذه الاخبار والدعوات للمواجهة.
يتزامن هذا الترويج والدعوة للمواجهة مع حالة الاستنفار والمتابعة لتطورات هجوم تنظيم داعش الإرهابي في الحسكة السورية الذي قال تقرير أميركي أن مقاتلين عراقيين شنوه، في الوقت الذي تفيد التقارير بتمدد الاشتباكات وفرار عدد غير معلوم من العناصر وانتشارهم في المنطقة.
وأمس السبت، قال زعيم الفصيل الولائي "كتائب سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، في تغريدة على "تويتر"، إن "الوضع الأمني في سنجار (شنكال) والصحراء الغربية ومناطق الفراغ بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل والأنبار خطير جداً".
وأضاف أن "التهديدات المحدقة بتلك المناطق ليست تدفقات فردية، بل مخطط مدروس وضاغط يبدأ من أحداث الحسكة في سورية، وينتهي بأروقة التجاذبات السياسية في العراق، جهوزية الرد حاضرة".
من جانبه أكد الصحفي المختص بشؤون الجماعات الإرهابية، رامان يوسف، في حديث مع زاكروس عربية "انسحاب سبعة ألوية من الحشد الشعبي من الانبار ومناطق الموصل"، مشيرا إلى أن ذلك تزامن مع "فرار مئات قيادات داعش من سجن الحسكة ينذر ان هناك فلم جديد (حدث جلل) مثل فلم الموصل يدبر له".
لافتا أن "الامر ليس محض صدفة، اذا الحشد له يد بالموضوع لكي يعيد هيبته".
في الأثناء، رد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على مزاعم العسكري والولائي ببيان مطول هاجم فيه الفصائل التي تروج لهذا التنظيم، الجديد وقال إنها تقوم بـ"تضخيم الأمر ليشيع الخوف والرعب والطائفية في أوساط الشعب العراقي، فيكون بنظرهم حامي الأرض والعرض".
فيما هاجم الحلبوسي مروجي هذا التنظيم بوصفهم "زمرة مرتزقة"، وقال إن "سياسة التهويل الدعائي لإحداث الاضطرابات وبث الإشاعات بواسطة زمرة من المرتزقة لم تعد تنطلي على أحد"، مبيناً أن "أحداث عام 2014 كانت درساً بليغاً استوعبه العراقيون جيداً. "داعش" لن يعود، وسينجلي الإرهاب بكل أشكاله، فلا مكان ولا مأوى لهم في عراقٍ سيد آمن مقتدر مزدهر".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن