Erbil 7°C السبت 23 تشرين الثاني 02:31

"الولاء المكشوف والممارسات العنيفة" .. تراجع حظوظ الفصائل المسلحة في الانتخابات العراقية

رفض الناخبين لسلطة السلاح ومطالبتهم بتعافٍ اقتصادي سريع.

زاكروس عربية – أربيل

يتجه "التحالف الشيعي" الممثل للحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران، نحو تسجيل خسارة مدوية في الانتخابات التشريعية مع فقدانه ثلث عدد نوابه، ما يؤشر إلى تخلّي ناخبيه عنه بسبب رفضهم لسلطة السلاح ومطالبتهم بتعافٍ اقتصادي سريع.

وبعدما كان القوة الثانية في مجلس النواب السابق مع 48 مقعداً، حاز تحالف الفتح، الحليف الأول لطهران، نحو 15 مقعداً فقط في الانتخابات، بحسب النتائج الأولية.

وندّد قياديون في التحالف، وفق فرانس برس، بـ"تزوير" في العملية الانتخابية، وتوعدوا بالطعن بها، فيما لم يحدد موعد إعلان النتائج الرسمية النهائية التي يتوقع أن تنشر خلال الأيام أو الأسابيع القادمة.

ويرى خبراء أن هذه النتيجة "المحرجة" لتحالف الفتح والحشد الشعبي الذي دخل مجلس النواب للمرة الأولى في العام 2018 مدفوعاً بالانتصارات التي حققها إلى جانب القوات العسكرية الحكومية ضد تنظيم داعش، تفسّر بإخفاقه في تلبية تطلعات ناخبيه.

ويؤكد كثيرون أن أبرز أسباب عزوف جماهير الفتح والحشد عن التصويت لهما هو "العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل الموالية لإيران والمكوّنة للحشد الشعبي" الذي يتألف من نحو 160 ألف مقاتل.

يضاف إلى ذلك "غياب الخطط الهادفة إلى إنعاش الاقتصاد في بلد غني بالنفط ولكنه يعاني من تردّ في الخدمات العامة وفساد مزمن، بعد عامين من انتفاضة شعبية طالبت خصوصاً بتغييرات على مستوى المعيشة".

ويرى رئيس مركز "التفكير السياسي" إحسان الشمري أن أبرز أسباب تراجع الفتح هو "اعتماده على السلاح". ويردف الباحث أن "إعلانه بأنه حليف إيران أضر بشكل كبير بشعبيته".

وظهرت فصائل الحشد، بالنسبة اليه، في أكثر من موقف، وكأنها "فوق الدولة، وهذا ما لم يكن مقبولا من جمهورها".

بعد الاحتجاجات الشعبية التي هزّت العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019، كان العشرات من الناشطين ضحايا عمليات خطف واغتيال ومحاولات اغتيال اتهمت الفصائل الموالية لإيران بالوقوف خلفها، ولم يحاسب أحد عليها حتى الآن.

واعتبر حسن سالم القيادي في "عصائب أهل الحق"، إحدى مكونات تحالف الفتح وفصيل من فصائل الحشد الشعبي، في بيان أن الانتخابات الأخيرة "هي الأسوأ في تاريخ العراق من حيث التنظيم"، مندداً بـ"عملية منظمة لسرقة أصوات الناس".

ورفعت أحزاب شيعية مساء السبت النبرة، متهمةً في بيان المفوضية الانتخابية بأنها "لم تصحّح انتهاكاتها الجسيمة" التي ارتكبت خلال عملية عدّ وفرز الأصوات، واتهمتها بإفشال العملية الانتخابية. وحذرت تلك الأحزاب في الوقت نفسه من "الانعكاسات السلبية" لذلك "على العملية الديموقراطية" في البلاد.

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.