Erbil 15°C السبت 18 أيار 12:08

ضربات أميركية لإيقاف تقدم طالبان شمالي أفغانستان بعد سيطرة الحركة على 4 مدن جديدة

مدينتي قندوز وساري بول في الشمال سقطتا خلال ساعات الأحد، بعد معارك شرسة

زاكروس عربية - أربيل

ضيّقت طالبان الخناق اليوم الأحد (8 آب 2021)، على شمال أفغانستان حيث سيطرت على عاصمتي ولايتين إضافيتين في وقت تنقل معركتها إلى المدن بعدما انتزعت معظم مناطق الريف في الأشهر الأخيرة.

وسيطر المسلحون على ما يصل إلى أربع عواصم ولايات منذ الجمعة في هجوم سريع يبدو أنه شكّل ضغطا كبيرا على القوات الحكومية.

وأكد نواب وسكان أن مدينتي قندوز وساري بول في الشمال سقطتا خلال ساعات الأحد، بعد معارك شرسة.

وأفادت طالبان على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي بأن عناصرها على وشك السيطرة على عاصمة ولاية أخرى هي مدينة تالقان.

من جهتها، أكدت طالبان في بيان سيطرة مسلحيها على عاصمة قندوز ومدينة ساري بول بما في ذلك المباني الحكومية وكافة المنشآت فيها "بعد قتال شرس".

وفي غضون ذلك، أعلنت ​وزارة الدفاع الأفغانية​، مقتل أكثر من 200 عنصر من حركة "طالبان" بغارات جوية أميركية عنيفة على مواقع للحركة بولاية جوزجان بشمال البلاد.

ونفذت ​قاذفات أميركية​ من طراز "بي 52"، غارات على مواقع للحركة في ​أفغانستان​، لوقف تقدمها بعد أن استولت على عدد من المناطق. وسيطرت حركة "طالبان" على مدينة شبرغان عاصمة ولاية جوزجان، وفق ما أعلن نائب حاكم ثاني ولاية تسقط عاصمتها في أيدي مسلحي "طالبان" في غضون أقل من 24 ساعة.

- هدف قديم

وتعد قندوز أهم مكسب تحققه طالبان منذ أطلقت هجوما في أيار مع بدء القوات الأجنبية آخر مراحل انسحابها من البلاد.

ولطالما كانت هدفا بالنسبة لطالبان التي اجتاح مقاتلوها المدينة في 2015 ومرة أخرى في 2016، لكن من دون أن ينجحوا في السيطرة عليها لمدة طويلة.

وأكدت وزارة الدفاع أن القوات الحكومية تقاتل لاستعادة المنشآت الرئيسية.

وذكرت في بيان أن "قوات خاصة أطلقت عملية تطهير. تم تطهير بعض المناطق بما في ذلك مباني الإذاعة والتلفزيون الوطنيين من عناصر طالبان الإرهابيين".

وتعد قدرة كابول على السيطرة على شمال البلاد حاسمة بالنسبة لاستمرارية الحكومة على الأمد الطويل.

ولطالما اعتبر شمال أفغانستان معقلا مناهضاً لطالبان، وشهد مقاومة كانت الأشد لحكم الحركة في تسعينات القرن الماضي.

ولا تزال المنطقة تأوي العديد من الجماعات المسلحة، فيما تعد أرضا خصبة لتجنيد عناصر القوات المسلحة.

وأفاد المستشار لدى مجموعة الأزمات الدولية إبراهيم ثوريال بأن "السيطرة على قندوز مهمة للغاية إذ أنها ستخفف الضغط عن عدد كبير من قوات طالبان ليكون من الممكن حشدهم في أجزاء أخرى من الشمال".

وانتشرت تسجيلات مصورة تظهر المعارك نهاية الأسبوع تضمنت مشاهد لإطلاق سراح العديد من السجناء في المدن التي تمت سيطرة عليها".

وتستهدف طالبان السجون عادة لإطلاق سراح المقاتلين المحتجزين وبالتالي تعزيز صفوفها.

وسيطرت الحركة الجمعة على أول عاصمة ولاية في أفغانستان هي زرنج في نيمروز عند الحدود مع إيران، وانتزعت في اليوم التالي شبرغان في ولاية جوزجان الشمالية.

- ضربات جوية أميركية

وأفادت تقارير عن وقوع معارك على أطراف هرات (غرب) ولشكركاه وقندهار (جنوب).

وشكّلت وتيرة التقدّم الذي حققته طالبان مفاجأة للقوات الحكومية لكن عناصر الحكومة تلقوا دفعة إلى الأمام في وقت متأخر السبت بعدما قصفت مقاتلات أميركية مواقع طالبان في شبرغان.

وصرحت المتحدثة باسم القيادة المركزية ماجور نيكول فيرارا لفرانس برس في واشنطن "نفّذت القوات الأميركية عدة ضربات جوية دفاعا عن شركائنا الأفغان في الأيام الأخيرة".

وتعد شبرغان معقلا لأمير الحرب السابق عبد الرشيد دوستم الذي أشارت تقارير إلى أن عناصره انسحبوا إلى جانب القوات الحكومية باتّجاه المطار.

وأشرف دوستم على إحدى أكبر الميليشيات في الشمال واكتسب سمعة كشخصية يهابها كثيرون عندما قاتل طالبان في تسعينات القرن الماضي، فيما اتّهمت قواته بارتكاب مجازر بحق آلاف سجناء الحرب.

ولم تدل الحكومة بكثير من التصريحات بشأن سقوط عواصم الولايات، باستثناء تعهّدها استعادتها، وكان هذا رد فعلها المعهود على معظم المكاسب التي حققتها طالبان في الأسابيع الأخيرة، رغم أن القوات الحكومية فشلت بدرجة كبيرة في الإيفاء بتعهّداتها استعادة عشرات المناطق والمراكز الحدودية.

ونزح مئات آلاف الأفغان جرّاء المعارك الأخيرة فيما قتل 12 شخصاً السبت عندما أصابت قنبلة زرعت في جانب الطريق  حافلتهم أثناء محاولتهم الهرب من غارديز في ولاية باكتيا.

ومن المقرر استكمال انسحاب القوات الأجنبية بحلول نهاية الشهر الجاري، قبيل الذكرى الـ20 على هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة والتي أدت إلى الاجتياح الذي أطاح طالبان.

 

العالم

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.