زاكروس عربية – أربيل
أكد الرئيس مسعود بارزاني، في الذكرى الـ30 لإعلان منطقة حظر الطيران أن الشعب الكوردي قد تعرض حينها لكارثة كبرى هي الهجرة المليونية، مشيداً ببطولة قوات البيشمركة رغم أنها لم تكن "قوات كبيرة ولا أسلحة تؤهلهم للمواجهة، لكنهم رغم ذلك دافعوا دفاعاً بطولياً واستطاعوا إيقاف زحف الجيش العراقي في مواقع كثيرة".
وشارك الرئيس مسعود بارزاني، الأربعاء (28 نيسان 2021)، في منتدى عقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى جانب كل من جيمس بيكر وهوشيار زيباري وجون أبيزيد وبريت ماكغورك، بمناسبة مرور 30 عاماً على إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 688، حيث بدأت بموجب ذلك القرار عملية توفير الأمن ثم تشكل الملاذ الآمن ومنطقة حظر للطيران.
وأشار الرئيس بارزاني إلى أوضاع شعب كوردستان الذي "تعرض حينها لكارثة كبرى هي الهجرة المليونية، حيث توجه كل شعب كوردستان صوب الحدود الإيرانية والتركية، بعدما استغل النظام العراقي بعد هزيمته في الكويت ثغرة في اتفاق سفوان فوجه جيشه لقمع انتفاضة أبناء الجنوب ووجه ثلاث فرق من الحرس الجمهوري إلى كوردستان".
لافتاً أن أبناء كوردستان كانوا حينها "يخشون التعرض من جديد للأنفال والقصف الكيمياوي، فنزحوا جميعاً واتجهوا نحو الحدود الإيرانية والتركية"، مشيداً بدفاع البيشمركة فقال "لم يكن للبيشمركة حينها قوات كبيرة ولا أسلحة تؤهلهم للمواجهة، لكنهم رغم ذلك دافعوا دفاعاً بطولياً واستطاعوا إيقاف زحف الجيش العراقي في مواقع كثيرة".
وأكد الرئيس بارزاني أنه "تعرض شعب كوردستان لكثير من الظلم على مر التاريخ، لكنه واجه كوارث كبرى كالأنفال والإبادة الجماعية والقصف الكيمياوي في السنوات الأخيرة من حكم النظام البعثي"، وذلك قبل أن يأتي القرار 688.
وأضاف الرئيس "ثم جاء القرار 688، قرار توفير ملاذ آمن، الذي هيأ فرصة ذهبية لشعب كوردستان، فتلاشت المخاوف إلى حد كبير وعاد الأهالي إلى ديارهم".
ذكر الرئيس بارزاني "وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، السيد جيمس بيكر، بأنه عند زيارتنا لواشنطن ضمن وفد المعارضة في صيف 1992، واستقباله لنا في وزارة الخارجية، بحديثه عن مشاعره خلال زيارته للنازحين على الحدود التركية، حيث قال: لن أنسى المشاهد التي رأيتها ما حييت، كانت مفجعة لدرجة أني لم أطق انتظاراً حتى أعود إلى مكاني، بل اتصلت بالرئيس بوش وأنا في الطائرة وطلبت منه أن يتصرف بأسرع وقت لكي يعيد هؤلاء الناس إلى ديارهم وتوفر لهم الحماية".
واستغل الرئيس بارزاني المناسبة وتوجه بالشكر " للرئيس بوش والرئيس ميتيران ومدام ميتيران والرئيس أوزال ورئيس الوزراء جون ميجر على موقفهم ذاك وقرارهم الجريء، الذي تبعه تولي شعب كوردستان إدارة شؤونه بنفسه وتأسيس مؤسساته الشرعية وإجراء الانتخابات وتأسيس برلمان وحكومة إقليم كوردستان، فأصبحت كوردستان ملجأ لكل المضطهدين والمناضلين العراقيين".
مضيفاً "كما أجد من الضروري أن أوجه الشكر للجنرال غارنر وللضباط الذين كانوا معه حينها، ومنهم الجنرال جيم جونس، الجنرال جون أبي زيد، الكولونيل ناب وكل الضباط الآخرين من الدول الأخرى ضمن التحالف الذي أنشأ الملاذ الآمن".
في ختام كلمته أكد الرئيس بارزاني أنه "لم يحقق شعب كوردستان كل تطلعاته بعد ولا بلغ المرحلة الأخيرة، فلا تزال هناك أخطار كبيرة جداً تهدد إقليم كوردستان، ولهذا أدعو إلى استمرار تلك المساندة وذلك الدعم. كما أدعوكم أن تضعوا حماية شعب كوردستان ضمن أولوياتكم".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن