Erbil 9°C الأحد 24 تشرين الثاني 02:07

"تصحيح المسير والمسار"... حشد العتبات يتجه إلى "الانفصال"  

والتزامها الصارم توجيهات المرجعية الدينية الشيعية ممثلة في شخص "علي السيستاني".

زاكروس عربية- أربيل

تعاظمت الخلافات داخل هيئة الحشد الشعبي بين جناح موال لإيران وأربعة فصائل مرتبطة بالمرجعية الشيعية العراقية في مدينتي كربلاء والنجف.

فرقتا "الإمام علي القتالية" و"العباس القتالية" ولواءا "علي الأكبر" و"أنصار المرجعية". المنضوية تحت اسم "حشد العتبات"، وتضم نحو عشرين ألف عنصر، عقدت أول مؤتمر لها بين الأول والثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري،  تحت شعار "حشد العتبات: حاضنة الفتوى وبناة الدولة" في المدينتين الواقعتين جنوب بغداد.

المشاركون في هذه المؤتمر عملوا على إبراز مصدرين لـ "شرعية" هذا الحشد وتبيان هويتها  وعبر إظهار "عراقيتها" والتزامها الصارم توجيهات المرجعية الدينية الشيعية ممثلة في شخص "علي السيستاني".

واعتبر متحدث المؤتمر حازم صخر، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "حشد العتبات هو أصل الحشد". مضيفاً أنهم "ملتزمون القانون العراقي ووصايا المرجعية الدينية"، ويعملون وفق "توجيهات الوكيلين الشرعيين في العتبتين الحسينية والعباسية".

4يب

كذلك تحدث قائد أكبر هذه الفصائل فرقة "العباس القتالية"، ميثم الزيدي بخطاب يظهر نزعة وطنية وإصلاحية. وقال "الأسباب الرئيسة لتشكيل حشد العتبات هي خدمة الوطن وتصحيح المسير والمسار". أما آمر لواء "علي الأكبر" علي الحمداني فأشار إلى أن المؤتمر "معني فقط" بالفصائل التي "التزمت منذ صدور فتوى الجهاد الكفائي توصيات المرجع السيستاني".

وحرص المشاركون في مؤتمر "حشد العتبات" على عدم انتقاد إيران بشكل مباشر، لكنهم عبروا عن رفضهم الولاء للخارج، وقال حازم صخر إن "التدخل الخارجي موضوع خطير. من يتبع جهات خارجية أو جهات خارجة عن إطار الدولة بعيد عن توجهاتنا".

ويختلف "حشد العتبات" في الرؤية عن باقي الحشد وترفض الفصائل هذه الانخراط في العمل السياسي، ما يشكل "انقسام أيديولوجي حقيقي" بينه وبقية الحشد الذي بات يعرف بـ "الحشد الولائي" لأن معظم مكوناته من الفصائل الموالية لإيران أنشأت تحالف الفتح، وشاركت في الانتخابات التشريعية عام 2018، كما شكل تحالف الفتح ثاني أكبر كتلة في البرلمان، وصار يتمتع بنفوذ واسع داخله وفي عدة وزارات.

ويفتقد "حشد العتبات" إلى إطار قانوني لإدارة قواته خارج قوانين هيئة الحشد الشعبي، كما يوجد تأخير في تنفيذ أمر حكومي يربطه برئاسة الوزراء. ووجه معن دعوة إلى رئيس الوزراء خلال المؤتمر من أجل "إتمام خطوات هذا الارتباط وبشكل عاجل"، بالتالي إنهاء صلاتهم بـهيئة الحشد الشعبي.

لكن، خبراء يشيرون إلى وجود مخاوف من أنه في حال انسحاب فصائل "حشد العتبات"، يمكن للأخرى "الولائية" احتكار موازنة الهيئة وإمكاناتها العسكرية وثقلها السياسي.

هذه التحركات أثارت قلق الفصائل المرتبطة بإيران التي رفض قادتها التفاعل مع طلبات تعليق وجهتها إليهم وكالة الصحافة الفرنسية. لكن، زعيم فصيل "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي صرح لتلفزيون عراقي عام الشهر الماضي، بأن "انفصال التنظيمات المرتبطة بالمرجعية الدينية الشيعية يمكن أن يقود أيضاً إلى انسحاب فصائل الحشد العشائري المشكل أساساً من مقاتلي عشائر سنية، ما سيؤدي إلى نهاية الحشد".

لم يعلن السيستاني علناً دعمه للمؤتمر، لكنه يُعرف بتخوفه من النفوذ الإيراني. وفي هذا الشأن قال مالك إن عقد الفعالية "لم يكن ممكناً من دون ضوء أخضر منه".

 

ومنذ عام 2003 بعد الغزو الأميركي للعراق، لعب السيستاني، الذي لا يؤمن بولاية الفقيه، دوراً في الحياة السياسية، لكنه باعد بينه وبين التوجهات الإيرانية. وقال الباحث في "ذي سانشري فاوندايشن" ساجد جياد "من المهم للسيستاني أن يرتب بيته ما دام حياً".

 

 

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.