بقلم الباحث هيثم المياحي
"خيـــر لك أن تقضي وقتك بالسعي لإدخـــــــال نفسك الجــــــــــنة
على الســــــعي في إثبـــــات أن غـــيرك سيدخل الــــــــنار"
-علــــــي شريعـــــتي-
ونحن على أبواب انتخابات جديدة سوف يخسر فيها أكثرهم وسوف تنقلب المعادلة بالكامل يستغل بعض النواب قضايا يلعبون فيها على مشاعر الناخب وخصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية وأهل العواطف السريعة التأثر بما ينشر وما يقال عبر أجهزة التلفزة. يقوم بعض السيدات والسادة أعضاء البرلمان وخصوصاً من يمثلوننا في المحافظات الجنوبية الشيعية بفتح ملف بعد الآخر كي ليثبوا لنا بأنهم مخلصون معنا صادقون وأوفياء وأصواتنا لم تذهب هباء معهم ولأجلهم (طبعا هنا حتى لا نبخس حق العاملين صدقاً منهم نقول الأغلب الأعم).
من أهم وأسرع الملفات التي تناقش خلال فترة الانتخابات وقبلها بشهور ملف إقليم كوردستان لأنه ملف جاهز وسريع ويصل للمتلقي بدون قيود وشروط ولأن الشارع العراقي وخصوصاً ابن الجنوب يعتبر النفط ملفاً خطيراً وهاما وأن أمواله التي لم ير منها سوى الموت والخطف والبطالة وتاجر بها من يمثلونهم في قبة البرلمان والمناصب التنفيذية. وهنا أود أن أناقش عقول نوابنا ومن يمثلنا في برلمان العراق.
هل قارنتم بين البصرة وأربيل هل دخلتم مدراس كوردستان الابتدائية واطلعتم على التقنيات والتطور الموجود فيها، هل تعلمون أن في أربيل وحدها أكثر من ٤٥ هيئة دبلوماسية دولية، هل تعلمون بأن أطول شارعين على تصميم غربي اكتملت والآن يعملون على شارع يربط أربيل مع سليمانية ودهوك، هل تعلمون أن كوردستان الآن تعتبر من المدن الأكثر تطوراً في العالم ولديهم مئات المجمعات السكنية حسب المواصفات العالمية وقسم منها حصد جوائز دولية. هل تعلمون أن مقر الأمم المتحدة الأكبر والأهم في عدته وتعداده هو في أربيل ، هل تعلمون بأن مطار أربيل هو الأكثر أمانا بالنسبة لجميع السفارات والمنظمات والمؤسسات الدولية، هل تعلمون بأن دورات البرتوكول التي دخلها ضباط ومنتسبو وزارة الداخلية والأمن في كوردستان تعادل بل تزيد على التي دخلتها الشرطة الإمارتية التي تعد الأهم في المنطقة والشرطة التركية، هل تعلمون بأن مديرية مرور كوردستان في السليمانية وأربيل ودهوك يستخدمون منظومة تستخدم في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الامريكية بل بالحجم والتنظيم أكثر دقه منها
هل تعلمون بأن كوردستان تستعد لإطلاق مشروع السكك الحديدية ومشروع الباص الذي سوف يغطي المحافظات الثلاثة والمناطق الداخلية، هل تعلمون بأن كوردستان لديها أكبر الشركات والوكالات العالمية التي رفضت تدخل إلى الجنوب بسبب فسادكم وعدم احترامكم لشعبكم وتواجد عصاباتكم والمافيات التي أسستموها من أموال السحت والحرام.
أما تخجلون من أنفسكم عندما تخرجون على القنوات وترفعون أصواتكم بمطالبة كوردستان بما أخذته وأنتم سرقتم ما فوق الأرض وما تحتها، أما تخجلون من الله حينما تواجهونه جل اسمه وأنتم قد أقسمتم على حروف القرءان الكريم بألا تخونوا ولا تسرقوا أموال الشعب وأن تكونوا خادمين له، أما تخجلون حينما ترون العالم كله ملونا ومبتسما ومحافظات الجنوب غطيت بسواد الشهداء ورسمت على وجوه الأمهات والأرامل واليتامى أوجاع فقد فلذات أكبادهم وذلة معاملتكم لهم بعد أن ضحوا بأغلى ما لديهم، أما تخجلون من البصرة وميسان وذي قار وبابل والنجف وكربلاء وواسط والديوانية والمثنى – أترك الإجابة لكم علها كلمات تؤلمكم وتحرك فيكم ما قتلتموه فيكم (ضميركم)
وأنا هنا أتحدث كمواطن عراقي ومن أبناء الجنوب بكل حرقة ليس مغالياً في كوردستان أو منتقصاً في جنوب-ستان كلاهما وطني وأرضي وشعبي بل أقارن لكم بين الاثنين لأنني أعلم بأن عقولكم لا تستقبل كلامي هذا وضمائركم الميته لا تحييها حروفي الصادقة .
ختامـــا المحب من صدق معك ونصحك ووجهك على طريق الصواب والكاره لك يمتدحك ويزيد من تكبرك وطغيانك وفسادك وظلمك لنفسك والأخرين. تقبلوا مني كلامي وأتمنى للعراق وشعبنا كرديا أم عربيا مسلما أم مسيحيا ايزيدياً أم مندائياً وكل مكونات الشعب الجميل الخير والصحة والسلامة وأن نفكر بعراق واحد وجسد واحد.
واختم كلامي بحكمة ومقولة
" نحن لا نـــــــعاني من نقص في الأمـــــــوال بل من زيادة في اللـصـــــــــوص"
ـــــــ أدواردو غالينو ـــــــ
بقلم: د. هيثم رحيم المياحي
باحث وأكاديمي متخصص بالشؤون السياسية والعلاقات الدولية ، جامعة هــــــــــأورد واشــــــنطن
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن