زاكروس عربية - أربيل
أثار تهديد جديد أطلقته إحدى الفصائل الولائية في العراق، المخاوف من خرق "الهدنة" التي أعلنت عنها مجموعة من الفصائل المرتبطة بطهران في الحادي عشر من تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع توجيه اتهامات لرئيس الوزراء، بالتقاعس عن تسريع جدولة انسحاب القوات الأجنبية.
في بيان هو الأول من إعلان "الهدنة"، طالبت "كتائب أبو الفضل العباس"، أمس الأول الأربعاء، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتسريع وضع جدولة لخروج القوات الأميركية، قبل ما وصفه باللجوء إلى "التحاور لإخراجهم بالسلاح"، مهدداً الجيش الأميركي بمواجهة "الكثير من النيران حتى يغادروا أرض العراق"، مبيناً أن ذلك يشمل القواعد وأرتال الشركات العاملة لحساب القوات الأميركية في العراق.
فيما اعتبر مسؤول في مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تحدث لـ"العربي الجديد"، أن هناك عدّة جهات مسلحة تبتز الحكومة بالملف الأمني، وترغب بتحقيق مكاسب ثانية بعيدة تماماً عن الوجود الأميركي الذي تراجع فعلاً بمقدار الثلثين مقارنة بعام 2018.
ولفت إلى أنه "حالياً هناك أقل من 3 آلاف عسكري أميركي في كل العراق مقارنة بنحو 8 آلاف عسكري بداية عام 2018 ، والعمل متواصل على وضع تفاصيل الانسحاب والأميركيون لا يخططون لبقاء طويل لعساكرهم داخل العراق".
إلا أنه نوه إلى غايات أخرى لدى هذه الفصائل ورغبتها في تحقيق مكاسب شخصية أو لصالح فصيل ما على حساب المصلحة الوطنية، وأضاف المسؤول " لكن مليشيات معروفة تريد مصالح أخرى وتبتز الحكومة بورقة الكاتيوشا والعبوات الناسفة بشكل واضح مثل قبول أفراد جدد بالحشد الشعبي وإدراجهم على سلم الرواتب الشهرية أو الحصول على مناصب ووظائف معينة أو تمرير صفقات وهذا بدا واضحاً منذ تسلم الجيش المنافذ البرية مع إيران وطرد الجماعات المتنفذة فيه".
وكشف عن وجود "تواصل بين الكاظمي وبعض الفصائل المسلحة وتبين أن البيان الأخير لا يمثل الموقف الجماعي للقوى التي ألزمت نفسها بالهدنة"، مرجحاً في الوقت ذاته عدم استمرار الهدنة "كونها اتخذت بقرار إيراني وليس من تلك الفصائل بناء على اتصالات دولية خارج نطاق الحكومة. وبمثل الأوضاع الحالية المتعلقة بالانتخابات الأميركية لن يكون هناك تصعيد يُحسب على إيران تجاه الولايات المتحدة".
في المقابل، أكد المتحدث الرسمي لحركة "أنصار الله الأوفياء"، عادل الكرعاوي، من الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، لـ"العربي الجديد"، أن "الجانب الأميركي لم ينفذ أيا من تعهدات جدولة انسحابه من العراق وما يعلن غير صحيح وهو للاستهلاك الإعلامي فقط".
وبحسب الكرعاوي، فإن "الهدنة التي طرحتها فصائل المقاومة كانت ملزمة للجميع، ولكن الجانب الأميركي لم يبادر بأي نيات حسنة تجاه سحب قواته، وربما نشهد خلال الأيام المقبلة تصعيداً من فصائل المقاومة، ولكن يبقى الانتظار الأهم لتطورات الوضع السياسي الضاغط على واشنطن بهذا الخصوص".
وكان الكاظمي قد شدد، الشهر الماضي، على أن العمليات التي تستهدف التحالف أو القوات الأميركية المشاركة فيه أو حتى السفارات الأجنبية تشكل "مساساً بأمن البلاد ومصالحها"، فيما أصدر وثيقة تتضمن تشكيل لجنة تحقيق في الخروقات التي تستهدف أمن العراق وهيبته وسمعته والتزاماته الدولية وتحديد المقصرين، في إشارة إلى عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه سفارات أو قواعد أميركية، فضلاً عن تفجيرات استهدفت مواكب للتحالف. لكن أيا من تلك اللجان لم تعلن عن نتائج تحقيقها.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن