شارك السيد نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كوردستان في جلسة حوارية في مساء اليوم الاول من اعمال ملتقى ميري الذي جرى يوم الثلاثاء 5/11/2019 في اربيل،.
وفي مستهل الجلسة قدم الرئيس نيجيرفان بارزاني شكره لمنظمي ملتقى ميري لاستضافته ورحب بالحضور. وبعد ذلك تحدث عن اجتماع رئاسة اقليم كوردستان اليوم مع الاحزاب والاطراف السياسية المشاركة في برلمان كوردستان بحضور السيد د. برهم صالح رئيس جمهورية العراق وقال: اجتماعنا اليوم بحضور رئيس الجمهورية الذي شرفنا وقدم من بغداد، شاركت فيه كافة الاطراف السياسية في كوردستان. وكان المحور الرئيس للاجتماع بخصوص مسالة ما يجري في بغداد، التظاهرات التي تجري في بغداد، واجرينا لها تقييمنا.
نحن في اقليم كوردستان لسنا بمنأى عما يجري في بغداد وليس بمقدورنا ان نعتبر نفسنا اننا لسنا جزء” مما يجري. بلا شك الذي يحدث في بغداد يؤثر بشكل او بآخر على اقليم كوردستان ايضا. وقبل ان اخوض في الحديث عن هذا الاجتماع، استحسن ان اتحدث قليلا عن هذه التظاهرات التي تجري في بغداد والمناطق العراقية الاخرى. فاذا ما تمعننا النظر في هذه التظاهرات، نرى بان المتظاهرين جيل اعمارهم بين 15 لغاية 22و23و24 سنة، حقيقة هؤلاء لا يتذكرون لا نظام صدام ولا مجيء القوات الامريكية، اذن لا شك فيه ان لديهم اسباب اخرى للتظاهر.
اعتقد ان هذه التظاهرات كانت في البداية عفوية، الذي يقال عنها ان اناسا آخرين ورائها، حسب قناعتي ان اكثريتها مطالب مشروعة للشعب العراقي، فمنذ 2003 ولغاية اليوم هم بلا امل ولا يعرفون اين يتجه البلد ويعتقدون بانهم يستحقون حياة افضل، وحقيقة هم على حق ويريدون خدمات اكثر وتتسنى لهم فرص عمل اكثر، بصورة عامة هم تعبوا من كل الوعود التي وعدوهم بها في السنوات الماضية ولم يتحقق منها شيء.
كثيرا ما كنا نتحدث ونقول، عراق قبل 2003 وبعد 2003، ولكن اعتقد بانه آن الآوان ان نقول العراق قبل اكتوبر وبعد اكتوبر، هذا عراق جديد كليا، اوصل الشعب العراقي صوته، تعبوا من كل هذه الشعارات والوعود وكل المزايدات التي تعرضوا لها يريدون ان يكون لهم وضع افضل، ولحد الآن لم يقدم شخص آلية لكيفية معالجة هذه المشكلة.
نحن في اقليم كوردستان نعتبر ان مطالب المتظاهرين هي مطالب شرعية، ونرى ان هذه المطالب هي حق طبيعي للمواطنين ان يطلبوها من السلطة وعلينا ان ندرك ان رئيس الوزراء ليس مسؤولا لوحده حيال هذه الاوضاع السيئة، بل ان النظام السياسي في العراق برمته مسؤول عن ذلك منذ 2003 ولغاية اليوم. رئيس الوزراء اخذ مقاليد الحكم قبل سنة، وبدون شك انه لا يملك عصا سحرية حتى يتمكن من حل كافة المشاكل. بالتاكيد يجب ان يعطى فرصا اكثر، بيد انه ومع ذلك فان مطالب الناس واضحة، المواطنون تعبوا من هذا النظام السياسي للعراق ولهم الحق في ذلك، هذا النظام وضع على اساس المحاصصة الحزبية والشعب تعب من ذلك ورفعوا رسالتهم وآمل ان يدركها كافة القادة العراقيين.
ونحن في اقليم كوردستان كذلك علينا ان ناخذ الدرس منها، لانه مثلما اشرت اليه ان ما يجري في بغداد والعراق، سيؤثر على اقليم كوردستان ايضا. سابقا كان يقال ان الذي يجري في بغداد لا دخل لنا بها وليحصل ما يحصل، ولكن هذه المرة الاولى يكون اقليم كوردستان قلق بشكل جدي من الاوضاع الراهنة في بغداد والمناطق الاخرى. اليوم بحثنا هذه المواضيع بشكل مطول. واكدنا اننا سنكون متعاونين كاقليم كوردستان بكافة قواه السياسية لدعم بغداد لمعالجة المشاكل على اساس الدستور العراقي .
وبخصوص آلية حل الوضع الراهن للعراق من قبل اقليم كوردستان التي تم طرحها في اجتماع اليوم قال رئيس اقليم كوردستان:
الذي يمكننا ان نفعله في اقليم كوردستان، في الغالب هو ابداء التعاون لهم ودعم بغداد، لكي تقدم آلية ونحن نساعدهم على كيفية النجاح فيها، المهم الآن انه بتغيير الحكومة واجراء الانتخابات المبكرة وتعديل الدستور، حسب قناعتي ان هذه كلها ليست بحلول مجدية.
على كافة القوى العراقية ان تجلسوا بجدية مع بعض ويجدوا آلية اخرى بشكل تكون انعكاسا لمطالب الناس التي خرجت اليوم الى الشارع. عموم النظام العراقي يعاني من المشاكل، ابرزها المسالة الاقتصادية، لحد الآن ليس واضحا ما هي طبيعة الاقتصاد العراقي، هل النظام الاقتصادي هو النظام الاشتراكي ام السوق الحرة؟ كافة الوزارات العراقية لديها عشرات ومئات الشركات، وداخل الوزارات نفسها، اذا جاءت شركة اخرى من الخارج وتريد ان تعمل يحاربونها بكل السبل ولا يتركونها تعمل وهذا ما يخلق الفساد وعدم الشفافية.
العراق يحتاج الى حلول جدية لهذه المسائل الاقتصادية والسياسية وعليهم ان يجلسوا مع بعض، لان اليوم اكثر من تسعين بالمئة من الايرادات العراقية تعتمد على النفط. وعندما اتحدث عن العراق لا اريد ان استثني اقليم كوردستان من هذه المشاكل واقول بان وضعنا افضل بكثير، بل اريد ان اقول ان مشاكل العراق بصورة عامة وطريقة تفكير ادارة العراق مشكلة كبيرة، لا الدستور مشكلة ولا الانتخابات بل عموم المنظومة السياسية العراقية من الضروري النقاش حولها من جديد وبالاخص في المجال الاقتصادي.
انا اذا ما كنت مكانهم، كنت اطلب من البنك الدولي ومن الاي اف بي وكنت اقول لهم تعالوا وساعدوننا. كنت اقول لدي مشكلة جدية ساعدوا العراق من الناحية الفنية. العراق غني سواء من جانب الثروات الطبيعية او الكفاءات البشرية، لديه النفط والغاز وكل شيء، اذن من الضروري تقديم موديل لكيفية ادارة البلاد، الموجود حاليا اشمئزت منه الناس ولا تتحمله.
وبخصوص الدستور وتعديله، اعلن الرئيس نيجيرفان بارزاني:
اظهرت تظاهرات العراق ان وجهة نظري ومواطني اقليم كوردستان كانت مهمة جدا، في السابق كانت الاطراف السياسية في العراق عندما تريد جمع الاصوات كانت تتحدث على شاشات التلفزيون ضد الاقليم وكانوا يعتقدون بانهم يجمعون الاصوات بهذا الاسلوب، وعندما كنا نقول لهم لماذا تهاجموننا بهذا الشكل كانوا يقولون لمرعاة شارعنا وكذلك نجمع الاصوات، دائما كانت هناك ذريعة للهجوم على اقليم كوردستان.
لحسن الحظ ولاول مرة الشعب العراقي بهذه التظاهرات التي يجرونها قالوا للقادة العراقيين، نحن تعبنا ومللنا من المزايدات التي تعملونها علينا، نحن نريد الخدمات، نحن نريد الحياة، نريد الماء والكهرباء، رسالة الشعب العراقي بصورة عامة هذه المرة كانت رسالة عفوية وموضع الشكر والتقدير.
وحينما يتم الحديث عن تغيير الدستور، نحن في اقليم كوردستان نقول لا نقبل ان يتم ذلك، لدينا استفساراتنا، ما قصدكم من تغيير الدستور؟ جواب اي فرد هو، نريد تغيير الدستور لكي يتعزز الاستقرار السياسي في العراق. هذا سؤلنا: هل بتقليل منجزات الاقليم يتعزز الاستقرار السياسي؟ ام يسوء اكثر؟ ايهما؟ هذا هو السؤال الجوهري، وليس السؤال هو ان اقليم كوردستان يقول الآن ان الدستور لا يمكن تغييره، سؤالنا في اقليم كوردستان وهو في محله، اية فقرة من الدستور نغيير حتى لا تجرى التظاهرات؟ نحن على استعداد ان نناقش كل ذلك، يا ترى تغيير اية فقرة من الدستور ستجعل حياة الشعب العراقي افضل؟ من اجل تطوير المنظومة السياسية العراقية، وتقديم خدمات اكثر لكافة العراقيين وتحسين معيشة الناس من فاو الى زاخو، ليس لدينا اية مشكلة في ذلك.
السؤال الجوهري هو، هل بتغيير الدستور وتقليل سلطة اقليم كوردستان الذي هدفه الرئيس هو الاستقرار السياسي، هل سيتم تامين الاستقرار السياسي للعراق؟ جواب هذا السؤال طبيعي جدا ان نقول كلا، لا يمكن ذلك، لان الدستور ليس المشكلة، بل اهمال الدستور وعدم تطبيقه في العراق مشكلة كبرى .
لاتحدث عن اقليم كوردستان، نحن في اقليم كوردستان لدينا نظاما فدراليا، وان طبيعة تعامل بغداد منذ 2003 ولغاية اليوم لم يكن في اية مرحلة تعاملا فدراليا. ونفهم كذلك في النظام الفدرالي ان الاقليم كيفما تكون له الحقوق تكون له الواجبات، الا ان السؤال الجوهري هو منذ 2003 ولغاية اليوم هل حقيقة تعامل العراق مع الاقليم كان على اساس الفدرالية؟كلا كله كان على اساس المركزية، اذن كم من المواد الدستورية تم تطبيقها؟ بل اهمل جميعها.
هناك حقيقة اخرى، في 2003 وعندما قرر الكورد ان يشارك في العراق، كان القرار على اساس الدستور . وجاء في ديباجة الدستور بوضوح( تنفيذ هذا الدستور يضمن وحدة الاراضي العراقية) الخبراء في الدستور يؤيدون ذلك. نحن كاقليم كوردستان سنة 2003 كان لنا وضعنا الخاص جدا، صحيح اننا لم نكن عضوا في الامم المتحدة، حتى عملتنا كانت مختلفة. نحن بارادتنا رجعنا الى بغداد وساعدنا العراق الجديد.
المرحوم سيادة الرئيس مام جلال، المرحوم نوشيروان مصطفى والرئيس بارزاني قدموا ما استطاعوا لاعادة بناء العراق، بل وارسلنا البيشمركة لحماية بغداد ليامنوا الاستقرار لبعض المناطق في بغداد، اذن ان رغبة الكورد لاعادة بناء العراق ليس امرا مخفيا. واليوم المشكلة الموجودة حاليا لا نراها مشكلة بغداد لوحدها، بل نراها مشكلة لنا ايضا.
نحن في جوغرافيا واحدة والذي يجري هناك، ينعكس علينا وبالعكس الذي يجري هنا سيؤثر عليهم هناك عليه من الضروري وبشكل هاديء وبدون اتهام الطرفين لبعضهم وبدون ان يقال ان منجزات الكورد كثيرة يجب تقليلها ! اي منجز من المنجزات كثير يجب تقليله واي منجز للكورد كان حائلا امام تامين الكهرباء؟ اي منجز من منجزات الكورد كان حائلا امام تامين حياة افضل للعراقيين وان يخلق مشكلة الماء في الجنوب؟ اذا كان هناك بند على هذه الشاكلة في الدستور نحن على استعداد ان نناقشه، لاننا ايضا نود ان يكون للعراقيين حياة افضل.
وبخصوص انه كرئيس لاقليم كوردستان كيف ستكون جهوده لتوحيد صفوف الاطراف السياسية الكوردستانية، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني:
مشكلتنا للعديد من السنوات لم تكن اصلا بغداد موجودة في سيكولوجيتنا. لم تكن ذات اهمية بالنسبة لنا، لم نول الاهتمام بوضع بغداد. براي ما كنا على حق بل وكان خطأ. مهما تكن بغداد فان لها شرعية دولية ولها مؤسساتها وعضوة في الامم المتحدة. علينا ان نستفيد دائما من هذه الشرعية لاقليم كوردستان.
نقطة اخرى، مجموع اعضاء الكورد من كافة القوى الكوردستانية في مجلس النواب العراقي هو 58 عضوا، ولكن لكل واحد منهم كلام وخطاب مختلف عن الاخر. لا الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولا الاتحاد الوطني الكوردستاني ولا التغيير ولا الاتحاد الاسلامي اي طرف من اطرافنا لا يمكنه من خلال هذا التشرذم ان يلعب دورا مؤثرا. الان في رئاسة الاقليم اقولها مشكورا ان كافة القادة والاطراف السياسية الكوردستانية متفقون على انشاء كتلة التحالف الكوردستاني في بغداد. في اجتماعنا السابق اتخذنا هكذا قرار مع تشكيل لجنة برئاسة السيد مصطفى قادر كاحد نواب رئيس اقليم كوردستان مع لجنة من الاطراف السياسية يقومون بذلك وعقدوا الاجتماع وهم مستمرون. نحن نريد ان نشكل هذا التحالف، لا نهدف من ورائه الى تهديد اية قوة عراقية، بل هدفنا هو عن طريق هذا التحالف نتمكن جميعنا من خدمة المواطنين العراقيين بصورة عامة وتامين منجزات المكونات المتنوعة لاقليم كوردستان. هذه المسالة لحد الان تسير بشكل جيد وارجو ان نتمكن في مستقبل قريب من اعلان هذا التحالف.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا وغرب كوردستان وجهود سيادته بهذا الخصوص قال السيد رئيس اقليم كوردستان:
من الناحية العاطفية لا شك ان اي كوردي عندما يشاهد ما يجري في سوريا والمآسي التي يتعرض لها الكورد في سوريا تؤلمه ويتمنى ان يكون الواقع بشكل آخر، لا شك من انه وعن طريق النضال والمقاومة التي ابداها الكورد ضد داعش، وقدموا اعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى لحماية الكورد وكذلك المكونات السورية الاخرى، لكن ومن اجل ان نتحدث عن الوضع الراهن علينا ان نرجع قليلا للوراء.
مع الاسف الشديد، من الضروري جدا ان نقرا التاريخ بدقة لكي نتعلم. عندما يحدث امر ما، لدينا طبيعة، نحمل الاخرين سبب ما يحدث، ولا نقوم بنقد انفسنا ولا نشخص من اين اخطئنا نحن، اذا ما شخصنا هذه الاخطاء واجرينا لها دراسة دقيقة، نتمكن من ان تكون خطواتنا اللاحقة اكثر دقة. عندما بدأت مشكلة سوريا، كنت شخصيا داخل كافة المسائل، في اغلب الاجتماعات، لم تكن مشكلة تركيا في ذاك الوقت المشكلة الكوردية في سوريا، بل المشكلة كانت حزب العمال الكوردستاني بي كي كي. هم كانوا يقولون لنا بصراحة، نحن لا نطيق ابدا ان نشاهد علم بي كي كي على حدودنا مع سوريا وكانوا دائما يؤكدون لنا على وجهة نظرهم هذه، ونحن بدورنا دائما كنا نحاول فهم اخوتنا في سوريا ان هذا خطأ كبير.
لاقول هذا ايضا، ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني آنذاك لم يكن له علاقات جيدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD ) جاء الاتراك وقالوا نريدكم ان تكونوا وسطاء وعندنا مطلب واحد ان يفصل الكورد انفسهم عن حزب العمال الكوردستاني بي كي كي. مع الاسف حاول بي كي كي ان ياخذ شرعيته عن طريق كورد سوريا، وبالنتيجة تعرض الكورد الى هذه الويلات في سوريا، وكانت نتيجة هذه السياسة الخاطئة التي اتبعت.
انا على اتصال مستمر مع الجنرال مظلوم كوباني، عندما جاء وزير الخارجية الروسي السيد لافروف الى اربيل، طلبت منه ان يحاول من اجل حل سلمي مع دمشق، حل يمكن معه معالجة مشاكل الكورد داخل سوريا. اكدت مرارا من طريق الاتصال الهاتفي ومن خلال لقاءاتي مع مظلوم على ذلك. ومع احترامي لقرار الرئيس ترمب، الا ان المشكلة الرئيسية للرئيس ترمب انه لا يعرف لماذا القوات الامريكية متواجدة في سوريا. لم تكن لامريكا سياسة واضحة بخصوص المسالة السورية. كانت مسالة داعش مسالة رئيسية. مشكورا قامت القوات الامريكية ببذل كافة المحاولات وقدمت الدعم لنا للقضاء على داعش. نحن دائما نعبر عن شكرنا لامريكا وقوات التحالف الاخرى من الاوربيين برئاسة امريكا ولولاهم لما تمكننا من دحر داعش ولاهم في سوريا كان بمقدوهم ساعدونا في ذلك نشكرهم على ذلك.
نعتقد بان المشكلة يجب ان تحل مع سوريا بشكل سلمي، وهذا حل صحيح للكورد في سوريا. قبل مجيء السيد لافروف تكلمت مع السيد مظلوم كوباني وناقشت معه هذه المسالة وابدى موافقته ان يتم عرض هذا الموضوع على لافروف.
مشكلتنا مع هذه المجاميع التي الى جانب الجيش التركي. نعبر عن قلقنا الجدي بهذا الخصوص، لان مع مجيء هذه المجاميع الى عفرين حدثت امور بمنتهى السوء نحن قلقون من هذه الامور التي تجري في سوريا. الامر الثاني هو اننا في اقليم كوردستان قلقون جدا من مجيء اللاجئين، حيث كان عندنا قرابة مليوني نازح عراقي ولاجيء سوري،، وبعد هذا العدد حاليا لدينا مليون ومئة الف نازح ولاجيء.
ازدادت نسبة سكان الاقليم حوالى تسعة وعشرين الى ثلاثين بالمئة ، وكان العبء الاقتصادي بسببهم اكثر من مليار وخمسمئة الف دولار وهذا المبلغ بالنسبة لاقليم كوردستان مبلغ كبير جدا. امر آخر موضع قلقنا الجدي هو مسالة داعش، نحن لا نعتقد بان داعش وفكرته قد انتهيتا، لحد الان نرى داعش كخطر كبير على اقليم كوردستان والعراق علينا ان نعمل نحن مع بغداد عملا جديا للحيلولة دون عودة ظهور داعش. جهودنا ستستمر، كان قد تحدثنا باستمرار مع كل من ايران وتركيا، الذي نستطيع ان نعمله للتقليل من معاناة اخواتنا واخواننا في سوريا لا نقصر، لكي نتمكن من تخليصهم من الوضع الذي تورطوا فيه وان نقلل من معاناتهم.
غير ان هناك امرا آخر وهو مسؤولية اقليم كوردستان العراق باننا لن نتدخل في شؤون اي بلد آخر، لا سوريا ولا تركيا ولا ايران، اذا ما استطعنا ان نكون عاملا مساعدا للمناطق التي يعيش فيها الكورد، سنفعل، ولكن لا نتدخل في شؤون الغير. نحن تحدثنا مع بيدة وانكسة، وطلبنا منهم ان يكونا متحدين وان يعملا معا ويكون لهما خطابا واحدا. اذا تكاتفوا فسوف يحصلون على منجزات افضل في مسالة الدستور السوري.
وتطرق سيادته في محور آخر من الجلسة الحوارية الى المشكلة الكوردية في تركيا واعلن:
ان المشكلة الكوردية في تركيا مشكلة جدية. نحن كاقليم كوردستان لعبنا دورا بارزا، لكي تبدا عملية السلام في تركيا، ولحد الان لم نغفل في لقاءاتنا مع المسؤولين في تركيا، ولكن نريد فقط ان نكون مساعدين،كنا واضحين معهم ان القضية الكوردية يجب ان تحل في تركيا بالطرق السلمية بعيدا عن التشدد، رسالتنا الان ايضا لم تتغير. هذه المشكلة لن تحل عن طريق الحل العسكري، بل يجب ان يكون بالطرق السلمية في اطار تركيا.
الحوار الذي كان ضروريا ان نجريه مع الجنرال مظلوم اجريناه. والامور التي كانت من الضروري ان يسمعها سمعها، سمعها وسنواصل وهذا لا يعني باننا نريد ان نريهم الطريق، بل لدينا تجربتنا. على هدي تجربتنا نحاول ان نريهم ما هو لصالحهم. تحدثنا كثيرا والذي كان ضروريا تحدثنا حوله وسنواصل ذلك والذي كان ضروريا ان نعمل لهم عملناه وسنستمر.
وتحدث سيادته ايضا عن رص الصفوف داخل اقليم كوردستان وقال:
ليس من الضروري ابدا ان نتحاور مع بعض عن طريق مؤتمرات صحفية، لاتي على الموضوع مباشرة، الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني ومن خلال عملية طويلة توصلا الى هذه العلاقات، كان لنا مشاكل متنوعة كثيرة في السنوات الماضية وكانت علاقاتهما قد شهدت الكثير من الصعود والنزول، الا ان العملية استمرت ولم تنقطع. ولكي لا ننسى، في الماضي عندما كانت تظهر مشكلة بين الحزبين، اللذين يتذكرون يعرفون كانا يلجئان الى السلاح مباشرة، وكانت المخاوف ان الاقتتال تتجدد.
راينا في اسوء حالات تخريب العلاقات بين الحزبين، لم يكن احدا يفكر بالقتال لكي لا سمح الله ان تتجدد الحرب الداخلية، نحن نتحاور بشكل جدي جدا وننتقد احدنا الاخر، ولكن الطرفين لم يوصلا المشكلة الى حد المشكلة المسلحة وان يقلق المواطنون.
الذي يحدث الان انا اطمأنكم ليس بالامر الذي يدعو الى القلق ويتم حله وان علاقات الحزبين اعمق من ذلك بكثير. الاتحاد الوطني شريك رئيس لحكومة اقليم كوردستان.
هناك علاقة ممتازة بين رئيس حكومة اقليم كوردستان ووزراء كابينته وهم كفريق واحد من دون ان ينظر بان فلان تابع للطرف الفلاني . رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء يعملان كفريق واحد وعلاقتهما ممتازة. ليس ضروريا ابدا ان يغدو المؤتمر الصحفي محل تحاور الحزبين، هناك اساليب اخرى وتكون هناك اجتماعات اخرى والامور التي يتم الحديث عنها اليوم يتم حلها بسهولة، الذي يحدث الان ليس اكبر من المشاكل الماضية.
انا لست قلقا بهذا الخصوص ونحن لا نملك حلا آخر ليس الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني فحسب بل كلنا، اليوم الاطراف المعارضة ايضا شاركت في الاجتماع وليسوا داخل الحكومة، بيد انها تدرك مخاطر هذا الوضع، ومن اجل المنجزات الدستورية لاقليم كوردستان وبكافة مكوناته، حضروا الاجتماع وشاركوا مشاركة فاعلة ايضا لكي نتوصل الى نتيجة تكون لمصلحة كافة مكونات اقليم كوردستان.
وبخصوص عملية وضع دستور اقليم كوردستان وقوات البيشمركة، اعلن سيادته:
ان الدستور مهم بالنسبة لاقليم كوردستان، مع الاسف ضاع منا وقت طويل ولم نصغ الدستور. اليوم احدى المهام ذات الاولوية لرئاسة اقليم كوردستان وحكومة وبرلمان كوردستان والقوى السياسية الكوردستانية هي مسالة الدستور، اليوم تحدثنا مع السيدة ريواز فائق رئيسة برلمان كوردستان عن هذه المسالة، وفي مستقبل قريب سنبدا بالخطوات العملية لصياغة الدستور.
مسالة قوات البيشمركة مسالة مهمة، مسالة مؤسساتية واعادة تنظيم البيشمركة احدى المسائل المهمة، فوزارة البيشمركة وضعت مع قوات التحالف وفرنسا والمانيا وبريطانيا وهولندا ودول اخرى لجنة خاصة لاعادة تنظيم قوات البيشمركة وهم يساعدوننا في هذا السياق.
تم البدء بالعملية مثلما اشرت اليها في حديثي ان مسالة اعادة تنظيم قوات البيشمركة التي تكون من ضمن اولويات عمل الحكومة ورئاسة الاقليم، ونعمل عليها بجدية وبعون الله سترون نتائجها في الفترة القادمة.
ثم ولدى إجابته على عدد من تساؤلات الحاضرين، قال سيادته:
– كما أسلفت، كان للأطراف الكوردية كلها في سنة 2003 وبعدها دور رئيس في إعادة صياغة العراق الجديد، وتأكدوا أننا اليوم في إقليم كوردستان سنفعل كل ما في وسعنا، وبخصوص ما يظهر ويزعم أنه ليس لنا تواجد يذكر في بغداد، بعد كل الأحداث التي حدثت في إقليم كوردستان والعراق في السنوات الماضية، فإننا توصلنا فيما بيننا إلى تفاهم مشترك، ليس بين الكورد وحدهم بل بين جميع المكونات التي تعيش في العراق، بخصوص كيفية التمكن من إدارة هذا البلد وتعزيز دورنا وزيادة حضورنا في بغداد، أكثر مما هو الآن وسيزداد حضورنا وكل هذا في سبيل مساعدة العراق بكل مكوناته.
– طريقة إدارة إقليم كوردستان ليست فيها عيوب، كما لا أنفي أن هناك مشاكل في إقليم كوردستان، لكننا لو أجرينا مقارنة بين الحاضر وبين السنوات السابقة في مجالات الشفافية والنفط والإصلاحات وغيرها من المجالات، لوجدنا أن خطوات كثيرة هامة اتخذت لتنفيذ الإصلاحات في إقليم كوردستان، ودعونا لا نستخف بها، لقد اتخذنا في هذه السنوات خطوات هامة، لكن تلك الخطوات ليست كافية ويجب أن نستمر. لم نتمكن خلال الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة من تحقيق إنجازات كبيرة، بل استطعنا فقط أن ننقذ الإقليم من الانهيار. لا تنسوا أننا في السنوات الأخيرة كنا نقاتل داعش على جبهة طولها 1100 كيلومتر، ولا تنسوا أن مليوني نازح ولاجئ عراقي وسوري جاؤوا إلى الإقليم، وكما ذكرت فقد ارتفع عدد سكان إقليم كوردستان بنسبة تسعة وعشرين في المائة، ولا تنسوا أننا في هذه الحرب وعند الدفاع عن أنفسنا قدمنا ألفين من الشهداء وأحد عشر ألف جريح. لا تنسوا أنه وبذريعة قيام إقليم كوردستان بتصدير النفط تم في بداية العام 2014 قطع الموازنة المالية وصرف الرواتب من جانب بغداد وبالكامل، في حين أننا بدأنا بتصدير النفط في الشهر الخامس من تلك السنة.
لولا ذلك المستوى العالي من تفهم مواطني إقليم كوردستان، ولولا تفهم موظفي إقليم كوردستان، كان من المستحيل أن تصمد أي حكومة في الدنيا في وجه تلك الأوضاع. إنه لم يكن نجاحا لرئيس الوزراء ونائبه بل كان نجاحا للشعب. المسألة اليوم ليست أن بغداد تهمنا لأنها توفر لنا الموازنة المالية والرواتب، بل لأن بغداد أقرت سياسيا ومن حيث الشرعية القانونية بأنه يجب أن نحل مشاكلنا مع بغداد على أساس الدستور، وقد تم تأكيد هذه الرسالة والتزامنا بالدستور لحل المشاكل مرات كثيرة. إن حرصنا على بغداد ليس من أجل إقليم كوردستان فقط، بل من أجل العراقيين أنفسهم وأحوال العراق ولأننا كإقليم كوردستان نستطيع ممارسة دورنا.
السيد رئيس الجمهورية الذي شرفنا اليوم بزيارته إلى هنا، شرح لنا بوضوح مسألة تغيير الدستور مع الأطراف العراقية التي تريد تغيير الدستور، لكن إن كان الهدف تقليص مكاسب كوردستان، فهذا غير ممكن وغير مقبول بأي شكل من الأشكال، وهذا ليس تهديدا أوجهه لأحد، لأن أي تغيير يكون هدفه تثبيت الاستقرار السياسي في العراق وهذا لن يتحقق أبدا بتقليص مكاسب إقليم كوردستان في الدستور العراقي، إذن لا حاجة لأن نتحدث عن هذه المسألة وأظن أن هذا هو ما تريده القوى العراقية، لكن أي مادة دستورية ستحسن أوضاع العراق وتزيد من الخدمات التي تقدم لمواطني العراق، سنؤيدها وستسرنا.
آن الأوان ليكون لنا حضور جدي في بغداد وهذا ما سنفعله وقد باشرنا بذلك ونحن على اتصال دائم مع رئيس الوزراء والأطراف الأخرى السياسية في العراق. مع السيد رئيس الجمهورية الذي هو في تواصل مستمر مع القيادات السياسية للتمكن من حل المشاكل، ولا نأمل في أن تتعقد أوضاع العراق. أرى أن هناك حاجة لزيادة الاهتمام بالإصلاح، ويتحدث السيد رئيس الوزراء العراقي عن الإصلاح ويستحق أن يمنح فرصة أخرى في مجال الإصلاح وأن نعمل كقوى سياسية على مساعدته في هذا الاتجاه.
رفعت حاجي.. Zagros tv
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن