Erbil 28°C الأربعاء 10 كانون الأول 16:02

الهولوكوست الآسيوي المنسي

زاكروس - أربيل

في جميع الحروب والصراعات عبر التاريخ، هناك قاعدة ثابتة مفادها: انتهاك المحرمات وسلب حقوق البشر دون رادع. فالبشر، رغم جذور الخير في أعماقهم، جبلوا على الشر منذ الخليقة.

اليابان، دولة ذات تاريخ طويل وثقافة عميقة، أبهرت العالم بقدسية الوقت وتقدمها في شتى المجالات. لكن هذا التقدم لم يأتِ من فراغ، بل بعد ماضٍ من الدماء والحروب، كان آخرها الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة عليها في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ونتيجة لهذه الصراعات، مارست اليابان جملة من الانتهاكات بحق هذه الشعوب، كان آخرها الوحدة 731 اليابانية السيئة الصيت. 

عن الوحدة والجرائم التي قامت بها، صدر كتاب باللغة الإنجليزية تحت عنوان Unit 731: The Forgotten Asian Auschwitz، وترجمته إلى العربية: "الوحدة 731: الهولوكوست الآسيوي المنسي"، للكاتب ديريك بوا من هونغ كونغ، الذي يركز في كتاباته على جرائم الوحدة 731 بحق الشعب الصيني، والمتاح على أمازون كيندل بنسختيه الورقية والإلكترونية.

نبذة تاريخية

تأسست الوحدة اليابانية 731 عام 1932 عندما أنشأ الجيش الياباني قسمًا صغيرًا تحت اسم "إدارة الوقاية من الأوبئة وتقنية المياه التابعة لجيش كوانتونغ في منشوريا". وعند إعادة تنظيمها أعلن عن التأسيس الرسمي لها عام 1936 كوحدة رسمية تحمل رقم 731 في الجيش الياباني، وتحت قيادة الطبيب العسكري شيرو إيشي.

أجرت الوحدة اليابانية سلسلة تجارب وصفها الكاتب بـ "كابوسية" على عدد لا يحصى من البشر كفئران تجارب. وبحسب الكاتب، فإن الوثائق التاريخية تشير إلى أن الوحدة وظفت آلاف العلماء اليابانيين الذين أشرفوا على هذه التجارب بأنفسهم، وذلك أثناء غزو اليابان للصين خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية.

ويرى الكاتب أنه "ونتيجة لما قامت به اليابان والوحدة المشئومة، فقد خلف ذلك إرثًا قويًا من الكراهية والاشمئزاز لدى العديد من الصينيين حتى اليوم".

جرح في الذاكرة الإنسانية

يؤكد المؤلف في كتابه على أن "أبشع فعل منسي ضد الإنسانية ارتكبته الحكومة اليابانية الإمبراطورية كان برنامجها السري للأسلحة البيولوجية، حيث أُطلق على هذا البرنامج بشكل سلمي تحت اسم 'إدارة الوقاية من الأوبئة وتنقية المياه' التابعة للجيش الإمبراطوري الياباني، حيث أجرى اليابانيون مجموعة واسعة من التجارب القاسية وغير الإنسانية على سجناء صينيين وروس وغيرهم، وغالبًا ما كانوا من أبرياء".

وبحسب الوثائق التي تناولها الكتاب، فإنه "وتحت قيادة الدكتور شيرو إيشي، خضعت 3,000 إلى 250,000 رجل وامرأة وطفل لتجارب قاسية وإجراءات طبية نفذها ألمع الطلاب والعاملين الطبيين الذين كانت اليابان الإمبراطورية تملكهم آنذاك".

ويرى أنه "ومن أجل تطوير اليابان لقدراتها البيولوجية لجأت إلى أساليب محرمة دولياً، مثل إصابة السجناء بسلالات قاتلة من الجمرة الخبيثة والطاعون والكوليرا وأمراض أخرى. وغالبًا ما خضع هؤلاء السجناء لتشريح حي مؤلم بدون استخدام التخدير لمراقبة تأثير هذه الأمراض القاتلة بشكل مباشر". 

أبشع ما يكن

ويؤكد المؤلف أن "ما يثير الصدمة بعد الحرب هو أن مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة ضد الإنسانية قد نجوا إلى حد كبير من العقاب، على عكس نظرائهم من النازيين في أوروبا". 

ويرى أن "الدكتور شيرو إيشي وطاقمه، وفي محاولة منهم للهروب من المطاردة السوفيتية آنذاك، لجأ إلى مبادلة المعلومات التي حصل عليها هو وطاقمه من تجاربهم مع الأمريكيين مقابل الحصانة في محاكم طوكيو، وكان له ذلك". 

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.