قمة العشرين تدعو إلى سلام "عادل" وتحذر من تآكل التعددية بسبب الانقسام الجيوسياسي

زاكروس - وكالات 

حذر قادة دول مجموعة العشرين، خلال قمتهم التي عقدت في جنوب إفريقيا السبت، من أن التنافس الدولي المحتدم والانقسامات الجيوسياسية المتزايدة تهدد بتقويض الدور الأساسي للمجموعة في معالجة الأزمات الاقتصادية العالمية. 

وقد تضررت القمة، التي غابت عنها الولايات المتحدة، بسبب انخفاض مستوى التمثيل لبعض القوى الكبرى، حيث مثل رئيس الوزراء لي تشيانغ الصين بدلاً من الرئيس شي جينبينغ، وأرسلت روسيا المسؤول ماكسيم أورشكين بدلاً من الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي هذا الإطار، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الجلسة الافتتاحية إلى أن المجموعة "تواجه صعوبة في التوصل إلى معيار مشترك بشأن المشهد الجيوسياسي"، ما دفعه للتحذير من أن المجموعة "قد تكون على مشارف انتهاء دورة" في تاريخها. 

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الطريق صعب وأنه يجب إيجاد سبل للقيام بدور بناء مجدداً في مواجهة التحديات العالمية.

 أما رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، فقد لفت إلى تفشي "الأحادية والحماية التجارية"، متسائلاً عما آل إليه التضامن العالمي. 

وعلى الرغم من ذلك، حاول مضيف القمة، رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، التقليل من شأن الغيابات، مؤكداً أن مجموعة العشرين تبقى منصة أساسية للتعاون الدولي لأن التحديات التي تواجه العالم لا يمكن التعامل معها إلا عبر الشراكة.

وعلى صعيد البيان الختامي، اعتمد القادة إعلان القمة الذي شمل قضايا المناخ والطاقة والديون والمعادن الاستراتيجية. وتضمن الإعلان دعوة مشتركة إلى تحقيق سلام "عادل" في أوكرانيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان والأراضي الفلسطينية.

 ورغم إبداء وزير الخارجية الأرجنتيني بابلو كيرنو اعتراض بلاده على طريقة تناول بعض القضايا الجيوسياسية، خصوصاً الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن ذلك لم يمنع اعتماد الإعلان.

في سياق متصل، سعى القادة الأوروبيون المشاركون، ومن بينهم ماكرون وستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى تنسيق رد موحد على خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تُعتبر شروطها مواتية لروسيا.

 وعقب اتصال مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكدوا على أن أي مقترح لإنهاء الحرب يجب أن يحظى "بدعم مشترك وإجماع من الشركاء الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي". 

وأصدر هؤلاء القادة لاحقاً بياناً مشتركاً اعتبروا فيه أن الخطة الأمريكية "تشكل أساساً سيتطلب المزيد من العمل"، معربين عن القلق بشأن القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية التي قد تجعل أوكرانيا عرضة لهجمات مستقبلية، ومشددين على مبدأ عدم جواز تغيير الحدود بالقوة.