زاكروس - أربيل
أكد الرئيس مسعود بارزاني أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني فكّر بمقاطعة الانتخابات بسبب القانون الذي يجري بموجبه، وفيما بين أنه قانون جائر وغير عادل ويحدد النتائج مسبقاً، أشار إلى أنه "رأينا أن هناك مجال لإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح ولتعديل الكثير من القوانين وليس فقط قانون الانتخابات الجائر".
وأشار الرئيس بارزاني في لقاء خاص مع شبكة إعلام كوردستان اليوم الخميس، إلى أن نظام الدائرة الواحدة لا يضيّع حق أحد وكلٌ يحصل على حجمه الحقيقي وحقه.
كما أعرب عن أمله في مشاركة زعيم تيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات، مستدركاً "لكن هذا قراره".
وتحدث عن الإطار التنسيقي قائلاً: هناك أناس ناضلنا سوية وهناك احترام بيننا حتى لو اختلفنا، لكن هناك أطراف أخرى في الإطار بيننا أكثر من عداء، حاولوا بشتى الوسائل إنهاء الإقليم، ضربوا الإقليم، وهذا ما كان بمقدورهم وإلا كان من الممكن أن يفعلوا أكثر.
وفيما يلي النص الكامل للقاء مع الرئيس بارزاني:
الرئيس مسعود بارزاني الرجل الذي لم يفصُل يوماً بين الوفاء للوطن والحلم بالمستقبل والذي مازال رغم كل التحديات يؤمن بأن كوردستان تستحق الأفضل، في المقابل يكفي أن ننظر إلى باقي محافظات العراق لندرك حجم الفارق ليس في الإمكانيات ولا في الميزانيات بل الإرادة والرؤية، ورغم كل التضييق والضغوط الاقتصادية والسياسية من الحكومات المتعاقبة في العراق استطاع الإقليم أن يحافظ على استقراره ومساره نحو التنمية والبناء.
وقبل الانتخابات العراقية بأيام نفتح حواراً صريحاً مع الرئيس مسعود بارزاني حول كوردستان اليوم، والعراق غداً، عن التحديات والتحالفات والدستور الذي أصبح ساحةً للخلافات، لا مرجعيةً للاتفاق وعن مستقبل الإقليم الذي لم يتنازل يوماً عن حقه ولا عن حماية التعايش والعيش المشترك في أرضٍ جمعت كل المكونات.
فخامة الرئيس أولاً شكراً لتلبيتك الدعوة رغم انشغالاتك.. هذه المقدمة جزء بسيط مما تحقق في كوردستان، ما هو شعورك وأنت ترى التطور في كوردستان؟
الرئيس بارزاني: شعور لا يمكن وصفه، أشعر بالفخر والاعتزاز وأشكر ربي على النعمة التي تفضّل بها على شعبي
يقال أن هذا الذي نراه بدون مبالغة هو أفضل من أي وعد أو خطابات سياسية تقدَّم للناخبين، ما هي رؤيتك لمستقبل كوردستان؟ ما الذي يخبئه المستقبل؟
الرئيس بارزاني: دع الأفعال تتحدث وليس الكلام.. الإقليم لديه طموحات كبيرة جداً وما تحقق موضع فخر واعتزاز، ونتطلع إلى تحقيق المزيد من البناء والإعمار والتنمية في كافة المجالات، هناك خطط تعمل حكومة الإقليم على تنفيذها بمراحل.
دعنا نذكر كهرباء 24 ساعة، مياه مؤمنة، المواصلات، عمران، ثورة اقتصادية، استثمارات، بالنسبة للمواطن العراقي بالمحافظات الأخرى، ماذا تقول هذه الرسالة ؟
الرئيس بارزاني: في الكثير من المناسبات صادفت الأخوة العرب القادمين من الوسط أو الجنوب بالأعياد والمناسبات، ما أسمع منهم حقيقة يسعدني.. هم يمدحون كوردستان أكثر من أهل كوردستان، ويشعرون بما حدث من تقدم في كوردستان أكثر من أهلها.. أتمنى أن أرى نفس التقدم في جميع مناطق العراق، لكن ما تحقق في كوردستان هو موضع تقدير عند الكورد والعرب.
ما الذي يمنع تحقيق هذا التطور في العراق؟ ما هي العوائق؟
الرئيس بارزاني: العوائق واضحة جداً، هنا توجد إرادة وتخطيط وتنفيذ بدقة، وهناك قيادة للعملية العمرانية، بينما في بغداد هناك فوضى مع الأسف.. مشاريع متلكئة ومتعثرة، في كثير من الأحيان تُستَغَل المشاريع للإثراء وليس للإعمار، لذلك هناك عوامل كثيرة، فلا تخطيط جيد ولا إرادة حقيقية.
هل تجد نفسك أن تلعب دوراً على مستوى العراق؟ أم أنه بعد كل التجارب المرّة خلال 20 سنة الماضية تريد أن تنكفئ وتهتم بالإقليم فقط؟
الرئيس بارزاني: الحقيقة بعد سقوط النظام في 2003 بذلنا جهوداً كبيرة لبناء عراق جديد، وقضيت أوقاتاً طويلة في بغداد، وعملنا بجد وإخلاص وأمانة كي نخدم كل العراق، لكن مع مرور الزمن لاحظنا أن هذه الرغبة تُصطَدم بعوائق ورغبة مضادة، حتى وصلنا إلى نقطة وكأن الكورد والإقليم غير مرغوب بهم في بغداد، لذلك عزلنا أنفسناـ ليس رغبةً لكن الظروف فرضت أن أترك الأمور لبغداد.
نتحدث ونحن مقبلون بعد أيام معدودة على العملية الانتخابية، والمعلوم أنه كان هناك آراء في الإقليم، البعض كان يرغب بالمقاطعة والآخر بالمشاركة، ما الذي حسم الأمر؟ لماذا فكرتم بالمقاطعة؟
الرئيس بارزاني: فكرنا بالمقاطعة بسبب القانون الذي يجري بموجبه الانتخابات.. هو قانون جائر وغير عادل ويحدد النتائج مسبقاً، فلا فائدة من الانتخابات، تحديد مقاعد المحافظات يتم على أساس البطاقة التموينية وهذا أمّ الفساد، لذلك هذه المقاعد غير حقيقية، ولهذا فكرنا في المقاطعة بدايةً، لكن لاحظنا وجود الكثير من الأصدقاء حتى الشيعة والسنة في بغداد أدركوا أن القانون غير صالح.. وإدارة الدولة والوضع الحالي غير مناسبين للعراق ولن يتحقق فيه أي تطور.. ولطالما توجد هكذا نية في بغداد آثرنا المشاركة لنرى ما إذا كان هناك مجال للتحالف مع القوى الأصيلة التي تعبت وناضلت، ورأينا أن هناك مجال لإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح ولتعديل الكثير من القوانين وليس فقط قانون الانتخابات الجائر.. لحد الآن الحكومة الفيدرالية تعمل بموجب القوانين السابقة لذلك يجب معالجة هذه الأمور إذا رأينا أن هناك مجال سندخل بالعملية بقوة أما إذا كانت القوى عاجزة عن القيام بأي دور سيكون حينها لكل حادث حديث.
بالنسبة للمواطن الكوردي الذي يشعر أن المشاركة في الانتخابات من عدمها هي ذاتها، ما الذي يحثّه على المشاركة طالما النتائج غير مختلفة؟
الرئيس بارزاني: كما قلت المشاركة جاءت بعد إشارات ورسائل وصلتنا من بغداد، من قوى حليفة أصيلة تعرّضت للتهميش والإقصاء أنها مستعدة للقيام بخطوة جديدة لإصلاح الوضع وإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح، المشاركة واضحة ليست من أجل زيادة أو نقصان المقاعد، لأن المقاعد مثبتة، بل من أجل فرصة مع القوى الأخرى الراغبة في إصلاح الوضع، لنتعاون ونحقق ما نصبو إليه في العراق.
لماذا لم يتحالف الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع أي طرف في بغداد؟
الرئيس بارزاني: من غير المعقول عمل تحالفات قبل الانتخابات، سنحدد التحالف والتعاون بعدها، والسبب الآخر أن نرى الآخرين قوة وحجم الديمقراطي الكوردستاني.
مليون صوت؟
الرئيس بارزاني: نأمل
لماذا هناك إصرار من الإقليم أن يكون هناك مليون صوت وأكثر؟ هل هي رسالة معنوية؟
الرئيس بارزاني: في الانتخابات السابقة حصل الديمقراطي الكوردستاني على أكثر من 800 ألف صوت بدون نينوى وكركوك وبغداد وديالى، إذا أضفناها إلى الـ 800 ألف العدد سيتجاوز المليون صوت وهذا ما نأمله.
لكنها لن تحسّن عدد المقاعد إنما هي إرسال رسالة؟
الرئيس بارزاني: المقاعد كما هي إلى الانتخابات القادمة إن شالله، يحدث تغيير القانون عندئذٍ ستزداد أو تنقص المقاعد لكن الهدف الأساسي هو إظهار قوة البارتي.
من أهدافك تعديل قانون الانتخابات وتنادي دائما بالدائرة الواحدة لماذا؟
الرئيس بارزاني: بالدائرة الواحدة لا يضيع حق أحد وكلٌ يحصل على حجمه الحقيقي وحقه وهي أسهل.. مثلاً لماذا يُحرم شخص من البصرة ليصوّت لمرشح في أربيل أو العكس، مثلاً مقعد في أربيل سعره 30 ألف صوت أو 40 ألف لكن نفس المقعد في محافظة أخرى في الجنوب مثلاً حقه ألفين أو 3 آلاف صوت، نسبة المشاركة غير مهمة، المقاعد مثبتة، لذلك ليست بها عدالة وأستطيع أن أقول عن هذه الانتخابات أنها مزيّفة، لكن هذا ما حصل، وبهذه السرعة لم نكن نستطيع تغيير القانون، لكن مستقبلا يجب أن يُعَدّل، أو يجري إحصاء دقيق للنفوس وعدد سكان كل محافظة، وليس تحديد المقاعد بموجب البطاقة التموينية، عندئذ ممكن الدوائر المتعددة.
هل هذه المشاركة بداية لتعديل هذا القانون الانتخابي أم أن هذه الأمور لم تُناقش مع باقي المرشحين والقوى؟
الرئيس بارزاني: جرى بحثها مع القوى، وأكثرها مقتنعة بأن هذا القانون يحتاج إلى تعديل.
ما رأيك بمقاطعة الأفرقاء للانتخابات، مثل مقتدى الصدر؟
الرئيس بارزاني: كنت أتمنى أن يشارك الأخ مقتدى الصدر في الانتخابات لكن هذا قرارهم.
بخطاباتك الانتخابية لفتني دعوتك للمرشحين أن يكونوا ممثلين عن كل العراق وليس كوردستان فقط، ماذا وراء هذه الدعوة؟ ولماذا مطلوب من الكورد اليوم أن يمثلوا كل العراق؟
الرئيس بارزاني: هذه الدعوة غير جديدة، هذا مبدأ، وسياستنا واعتقادنا، سابقاً أيضا كنت أوصي المرشحين بذات التوصية والتعليمات لكن هذه المرة ركّزت عليها بشكل أكبر، لأنه سبق واستقبلت العديد من الوفود من المحافظات الجنوبية من المثنى والكوت العمارة والديوانية والبصرة وعندما شرحوا معاناتهم استغربت، لا خدمات، يعانون من نقص الكهرباء والمياه، لذلك من واجبنا أن ندافع عنهم كما ندافع عن أهالي السليمانية وكركوك ودهوك، ووصيت المرشحين أن يعتبروا أنفسهم ممثلين عن كل محافظة عراقية ويتعاونوا مع ممثلي تلك المحافظات للدفاع عن حقوق أبنائها.
هل تعاملكم بغداد بالمثل؟ المرشحين في باقي مناطق العراق يعاملونكم بالمثل؟
الرئيس بارزاني: لا يهنمي.. ضربونا بالكيميائي والأنفال لإبادتنا، لكننا تفاوضنا معهم وسامحنا الجنود الذين ارتكبوا تلك الجرائم بحقنا، لنا أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا، ولهم تقاليدهم وعاداتهم.
أنت تقارن بين صدام حسين والحكومات المتعاقبة؟
الرئيس بارزاني: طبعا صدام حسين استخدم الكيماوي ضدنا، وقام بعمليات الأنفال، لكن الذين كنا حلفاء معهم وناضلنا سويةً لم يعاملوا الشعب الكوردي المعاملة التي يستحقها، ولم يقوموا بواجبهم، بل قاموا بإذائنا، لكن هناك فرق طبعاً.. قطع رواتب الشعب الكوردي عملية قاسية جداً.
هل هناك فريق معين نتحدث عنه؟ هل هم الطائفة الشيعية؟ أو السنية؟ كلامك موجه لمن؟
الرئيس بارزاني: المشكلة هي ثقافة رفض الآخر، واعتبار الشعب الكوردي دخيل على هذه البلاد، هذه الثقافة التي أدّت إلى استخدام السلاح الكيماوي، إلى عمليات الأنفال وتدمير القرى، هذه الثقافة باقية عند البعض، وحتماً السنة والشيعة، لكن الآن الإطار التنسيقي هو من يقود الدولة وقسم منه يتحمل المسؤولية.
إذا استمرت الأمور على ما هي عليها ما مصير الإقليم؟
الرئيس بارزاني: يجب أن لا تستمر، لأنه إذا استمرت سيكون العراق أول المتضررين، الذين يمارسون هذه السياسية ويعتقدون أن الحكم سيبقى لهم مستحيل.
عندما تتحدث كذلك يُفهم أن الأمور لم تبقى بها خصومة سياسية مع بغداد، وكأنه أصبح هناك عداء سياسي، هل وصلنا لمرحلة العداء؟
الرئيس بارزاني: ليس كل الإطار، هناك ناس ناضلنا سوية وهناك احترام حتى لو اختلفنا، لكن هناك أطراف أخرى في الإطار بيننا أكثر من عداء، حاولوا بشتى الوسائل إنهاء الإقليم، ضربوا الإقليم، وهذا كان بمقدورهم وإلا كان من الممكن أن يفعلوا أكثر.
هل هذه أجندة داخلية فخامة الرئيس أم خارجية؟
الرئيس بارزاني: يمكن أن يكون شيء مشترك
لا تريد التسمية؟
الرئيس بارزاني: لا.. لن أسمّي.
إذا استمر هذا الحال بعد الانتخابات، إذا ما استمر الابتزاز السياسي وعدائية الكورد، ما هي خيارات الكورد؟
الرئيس بارزاني: اعتاد الشعب الكوردي أن يواجه هذه الاعتداءات على مر الزمان، وأصبح عنده مناعة إزاءها، سيعاني الإقليم، لكنه سيصمد ولن يركع.
هل هناك قدرة للإقليم أن يكون مكتفي ذاتياً؟
الرئيس بارزاني: بالتأكيد.. لكن يحتاج إلى بعض الوقت، في كل الأحوال الإقليم سيصمد ولن يساوم على حقوقه، ولن يركع لأي طلب أو تصرف عدواني.. هناك الدستور وليكن هو الحَكم.. إذا طالبنا بأكثر مما هو موجود في الدستور ليرفضوا، لكن لن نقبل بأقل من استحقاقنا الدستوري، إذا كان هذا هو الحَكم فلن يكون هناك مشكلة لكن إذا تركنا الدستور وانتقلنا إلى المزاج الشخصي وفرض الإرادة، طبعا إذا هناك من يرفض الفيدرالية نحن أيضا نرفض الدكتاتورية وليحدث ما يحدث.
منتقديك ومعارضيك يقولون إن الرئيس ينادي بالدستور وهناك محكمة اتحادية تبتّ بقضايا الدستور، ولكن عندما تبت هذه المحكمة ترفضون قراراتها، إذاً من الحَكَم؟
الرئيس بارزاني: لا أحد تعب الدستور بقدر ما تعبت أنا.. قضيت شهرين في بغداد ولعلمكم عندما كنت متواجداً هناك تعرضنا لـ 36 هجوم صاروخي من قبل الإرهابيين.
أتذكر.
الرئيس بارزاني: واستشهد من حماياتنا وأصيب آخرون.. لكن تحملنا وتعبنا عليه، وقلت دوما أنه ليس خالياً من العيوب لكن إذا قارنّاه مع دساتير المنطقة والدساتير العراقية السابقة هو رائع ومتطور ويفي بالغرض وفيه من الإيجابيات ما يجعلنا نؤيده ونقبل به، ولحد الآن ليس من المعقول أن أتخلى عن دستور تعبت عليه أكثر من الجميع.
ما يتعلق بالمحكمة الاتحادية، هي ليس دستورية، بل محكمة تعود إلى زمن بريمر، طالبنا بتشكيل محكمة دستورية، المحكمة الاتحادية بقراراتها أصبحت مسيّسة ومنحازة، لذلك رفضنا قراراتها التي كانت تستهدف الإقليم وتفكيك كيانه.
من ممكن أن يكون المرجع إذا كانت هذه المحكمة منحازة؟ من تقترح؟
الرئيس بارزاني: مجلس الاتحاد الذي ورد في الدستور، ويجب أن يتشكل في المرحلة المقبلة وهو الضمان والمرجع.
الدستور ومخالفته بصراحة، هل اليوم من يحرك العملية السياسية في العراق هم الميليشيات أم الأطراف السياسية المستقلة؟
الرئيس بارزاني: هناك خلط وفوضى، كل واحد يعتبر نفسه دولة، هناك دويلات داخل الدولة، الحقيقة ضاعت الأمور لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال بشكل دقيق، هناك دويلات وهي المسيطرة، والتي تقرر بالنسبة للبرلمان والدستور والحكومة وكل شيء، هذا هو الواقع.
رئيس الوزراء العراقي أجاب على سؤال حول موعد نزع أسلحة الميليشيات قائلاً: كل هذا السلاح مرتبط بوجود قوات احتلال في العراق ويقصد هنا قوات التحالف ما رأيك؟
الرئيس بارزاني: من الأفضل أن نعود إلى الماضي، في عام 2011 تم الحديث عن خروج المحتل وقوات التحالف، وعقد اجتماع في بغداد وطلبوا حضوري، كان هناك مباحثات بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة والتحالف حول انسحاب القوات الأميركية، مختلف الأطراف كانت موجودة وكان هناك الكثير من المزايدات، وزيرا الدفاع والداخلية كانا جالسين وسألت سؤال، وقلت: بدون اتفاق هي قوات احتلال، ضابط من قوات الاحتلال وآخر أميركي ألن يستطيع الدخول إلى هذه القاعة واعتقالنا جميعاً؟ أحد الحضور قال: ليس ضابط بل جندي يستطيع، قلت إذاً لماذا هذه المزايدات. عما تتحدثون؟ دعونا نسأل وزير الدفاع، هل لديك قوات لتحمي البلد؟ قال: لا، سألت وزير الداخلية، هل لديك قوات أمنية تحمي البلد؟ قال: لا، إذاً نحن بحاجة إلى تلك القوات.. ذهبت تلك القوات وجاء تنظيم داعش، الآن أيضا إذا خرجت تلك القوات سيعود داعش.
والحل؟ أن تبقى؟
الرئيس بارزاني: ليكن هناك اتفاق.. اتفاق حول كيفية بقائها لكن خروج قوات التحالف من العراق في الوقت الحالي يعني التمهيد لعودة داعش، مسألة الفصائل، يجب أن لا تتدخل في السياسة، سلاحها يجب أن يكون في إطار الدستور والقانون والمنظومة الدفاعية، وليس التصرف وكأنها أعلى من الدولة والدستور.
برأيك هذا الكلام الذي صدر عن رئيس الوزراء هو انتخابي؟
الرئيس بارزاني: أعتقد ذلك.
اليوم يقال إن أربيل استقبلت كل القوات التي كانت في القواعد بباقي أنحاء العراق، لماذا استقبلتهم أربيل؟ وما هي الرسالة؟
الرئيس بارزاني: هذا باتفاق بين واشنطن وبغداد، وفي نفس الوقت لنا رأي يختلف عن رأي بغداد.
بماذا؟
الرئيس بارزاني: نحن نحتاج إلى بقاء هذه القوات ضمن اتفاق، لسنا مع انسحابها.
ألا يفسر ذلك بأنه استقواء بالأميركان على باقي العرقيين؟
الرئيس بارزاني: قد يكون هناك من يفكر بذلك.. لكن في 2017 عندما هاجمونا بعد الاستفتاء، هاجمنا الحشد والجيش وبإشراف إيراني وبالدبابات الأميركية وأمام ناظرهم، أميركا لم تحرك ساكناً للمساعدة، أنا استقوي بالله وبالبيشمركة وبإرادة الشعب.
ماذا تقول للذين يقارنون أنه لماذا الرئيس بارزاني يريد وجود بيشمركة ولا يكون هناك قوات تحمي الشيعة مثل الحشد الشعبي؟
الرئيس بارزاني: البيشمركة لا يتدخلون بأي شيء، فقط مهمتهم حماية البلد، لا يتدخلون بالاقتصاد والسياسة، فقط ينفذون التعليمات، كما أن هناك فرق بين الحشد والفصائل الأخرى، هم من حقهم الحفاظ على أنفسهم، بدون التدخل بالقضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، يجب أن ينفذوا الأوامر فقد.
رئيس الوزراء الاتحادي مقتنع بوجود هذه الفصائل؟ أم أنه مرغم على القبول؟ نستطيع مقارنتهم بحزب الله في لبنان؟
الرئيس بارزاني: نفس الحالة.. اعتقد هو قادر على مواجهتهم.
أنت دعمت السوادني منذ سنوات لكن الدعم غائب هذه المرة والتحالف غير قائم، هل انتهى التحالف؟
الرئيس بارزاني: من المبكر الإجابة على هذا السؤال، بعد الانتخابات وطبيعة التحالفات والبرنامج الذي سنتفق عليه، والضمانات الحقيقية والاستفادة من التجارب السابقة، هذه المرة يجب أن يختلف الوضع والأمور تكون واضحة جدا وتنفيذها مضمون 100%.
هل تريد إشراك جهات دولية لتضمن الاتفاقات المستقبلية؟
الرئيس بارزاني: إذا عدنا إلى المبادئ الأساسية التي تم تأسيس العراق عليها بعد 2003 لن نحتاج لتدخل، وكل الأمور ستجري بطريقة سلسة وسليمة بدون مشاكل، الشراكة والتوازن والتوافق والعودة للدستور، روح الدستور به هذه المبادئ، لن تبقى مشكلة الرواتب ولن تبقى مشكلة اقتصادية وأمنية، المكونات ستشعر بأمان، موضوع الشراكة مهم جداً، لا يجوز لمكون أن يعتبر نفسه الأكثرية ويفرض نفسه على الآخرين، هذه تجربة فاشلة.. وأكبر ضمانة هي العودة لهذه المبادئ الثلاث: الشراكة التوزان والتوافق، الشراكة في الحكم والتوازن في المناصب والتوافق حتى لا يكون هناك جهة تعتبر نفسها أكثرية وتفرض قراراتها على الآخرين، ولدينا دستور هو الحَكم، إذا اتفقنا على هذه الصيغة لن نحتاج لضمانات وكل الأمور ستكون سلسة.
من الأقرب لتوجهاتكم في بغداد؟
الرئيس بارزاني: هناك من يفكرون مثلنا، ولكن كانوا محاصرين ومرعوبين، ونحاول الآن استرجاع الجرأة والشجاعة، لنكون صوت واحد لإصلاح الوضع، الوضع السابق لن يؤدي بالعراق إلى نتيجة مرجوة.
كل ما حصل بالفترة الأخيرة، من حرب الـ 12 يوم، وغزّة، هل سيؤثر على الانتخابات أم النتائج ستكون كما هي؟
الرئيس بارزاني: أكيد لن تكون بدون تأثير، لكن لا أدري إلى أي حد سيكون التأثير كبير.
هناك بعض السيناريوهات بأنه سيكون هناك حلف بعد هذه الانتخابات ويكون موجه ضدكم ويعتمد على أطراف كوردية أخرى؟
الرئيس بارزاني: لدينا معلومات عن ذلك لكن الأفضل لهم أن يفكروا مرتين.
لماذا؟ هل هذا تهديد أم تحذير؟
الرئيس بارزاني: لا، ليس كذلك، شبهت الديمقراطي الكوردستاني بشجرة البلوط تصمد أمام كل التحديات والصعاب، هذا التآمر الموجود نعرف تفاصليه ولن يؤثر علينا.
كيف يواجه الديمقراطي الكوردستاني هكذا تحدي؟
الرئيس بارزاني: بجماهيره وبرنامجه وإرادته وتاريخه.
واثق من الأيام القادمة؟
الرئيس بارزاني: الطارئون لا يؤثرون على الديمقراطي الكوردستاني.
كركوك ؟
الرئيس بارزاني: هي كوردستانية غير قابلة للمساومة، هناك المادة 140 لا يمكن أن تنسى بالتقادم، وستبقى إلى أن تنفذ بحذافيرها، هي وضعت حل لكركوك، تطبيع، إحصاء، استفتاء.. لكن احتلال كركوك والتغيير الديمغرافي فيها مستحيل أن تنجح، ولو نجحت في فترة معينة يجب أن يعود الحق لأصحابه.
نسمع أنه بعد الانتخابات لن يعطى منصب رئيس الجمهورية للكود وهناك مطالب سنية ليكون المنصب لهم؟
الرئيس بارزاني: لنرى.
هل ممكن أن توافق على ذلك؟
الرئيس بارزاني: هذا شيء معنوي ورمزي، فبعد عمليات الأنفال والقصف الكيمياوي وتدمير 4 آلاف قرية، شخص كوردي يصبح رئيساً للجمهورية هذا شيء معنوي، لكن من حيث الصلاحيات والتأثير رئيس البرلمان أهم، وأحيانا المكان بالمكينة، عملياً رئيس البرلمان أهم لكن هذا الموضوع ليس شخصي بل أصبح عرفاً.
صار هناك تمنيات أن تستلم أنت رئاسة الجمهورية؟
الرئيس بارزاني: هذا ليس مكاني، بهذه الصلاحيات وهذا الوضع لا أقبل.
تشعر أن هذا الموقع لن يغير شيء؟
الرئيس بارزاني: نعم هو بروتوكولي فقط، معنوي أكثر مما هو تنفيذي.
مسألة تعني لك شخصياً، وهي المكونات، واليوم هناك نموذج بني في الإقليم، يحمي الأقليات، لا يعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية ليس المسيحيين، إنما أصبح ملاحظ عند الجميع أنه أصبح لديهم وضع مميز، ما هي الرسالة التي ترسلها كوردستان؟
الرئيس بارزاني: ثقافة التعايش بين المكونات، ثقافة ورثناها من أجدادنا، وهذا وضع نفتخر به، وهو من أولوياتنا، ونعتز بالتعايش والأخوة والمحبة وسندافع عن هذا الوضع بكل ما أوتينا من قوة.
سألت أحد الأمنيين عن عدد الجرائم المتعلقة بالتعايش وقال لك صفر، هل هذا حقيقي؟
الرئيس بارزاني: اعتقد ذلك.. لن أجزم 100% لكن لحد الآن لم أسمع بجريمة بسبب الدين أو المذهب.
وهل هذه ثقافة أم قانون؟
الرئيس بارزاني: لا.. هذه ثقافة بين الشعب الكوردي وكل الكوردستانيين مقتنعين بهذه الثقافة.
الملاحظ أن الشعب الكوردي محب للأجانب، ولا يعادي أي طرف وهم شعب مضياف؟
الرئيس بارزاني: في الحقيقة الشعب الكوردي شعب مضياف ومسامح ونظيف القلب، ما حصل له على مر التاريخ كان يجب أن يكون مختلف، خاصة ما حصل بعد الانتفاضة 1991 افتخر بكوني أحد أبناء هذا الشعب أكثر من السابق، بعد أن تم أسر فيلقين تابعين للجيش العراقي والذين ارتكبوا كل الجرائم بحق شعب كوردستان ولا واحد منهم تأذى.. ولم يفكر الشعب الكوردي بالانتقام.
هذا ما اتحدث عنه، هي ثقافة وليست قرارات سياسية تصدر عن القيادة، ويراها كل القادمين إلى كوردستان؟
الرئيس بارزاني: سأذكر لك حادثة عندما قاموا بأنفلة البارزانيين، هناك قرية مسيحية في بارزان اسمها بيديال وعندما أخذوا البارزانيين إلى جنوب العراق، كان هناك من بينهم من تلك القرية، أحد الموظفين قال لرئيس الفرقة التي تولت عملية الاعتقال أن هؤلاء مسيحيين وليسوا بارزانيين،، فناداهم قائد الفرقة وقال لهم أنتم عودوا لستم بارزاني، فردوا عليه: نحن بارزانيين، حياتنا ومماتنا معهم، فقال لهم تفضلوا إذهبوا معهم، واستشهدوا مع البارزانيين.
الوفاء يؤثر عليك كثيراً؟
الرئيس بارزاني: طبعا.. نتيجة الاختلاط والتعامل والتآخي والتعايش الذي يعود لمئات السنين.
هذا ما ورثتموه عن والدكم ملا مصطفى؟
الرئيس بارزاني: نعم من والدي وأجدادي.
هذا انعكس على الوضع العام في الإقليم؟
الرئيس بارزاني: كيف يمكن أن نقبل أن يعتدي مسلم على مسيحي؟ ولماذا نحن جميعاً أخوة في الإنسانية؟ هذه مسائل تتعلق بين الإنسان وربه ولا يجوز أن يعتدي المسيحي على المسلم أيضاً.. ممكن أن تحدث مشاكل بين الأديان نفسها لكن الجو العام والثقافة العامة هي أننا أخوة.
إنعكس هذا الجو على العراق؟
الرئيس بارزاني: ليس عندي جواب.
بالعودة للانتخابات، نينوى، سنجار، ما رسالتك لتلك المناطق؟
الرئيس بارزاني: لا نطلب أكثر مما ورد في الدستور، استحقاقنا الدستوري، ولن نقبل بأقل مما ورد فيه، المادة 140 من الدستور تقول يجب أن تحسم الأمور بالتطبيع والإحصاء والاستفتاء وإن طُبقّت لن تبقى هناك مشاكل.
ما الأدوات بيد الديمقراطي الكوردستاني؟
الرئيس بارزاني: الدستور.
هناك نية بعدم تطبيق الدستور؟
الرئيس بارزاني: لاأاريد التحدث عن الوسائل الأخرى، لكن سنركز على الدستور، ويكون نَفَسنا طويل لتطبيقه، لكن إذا وصلنا لمرحلة أن الدستور لن يبقى له وجود، فكما قلت سابقا إذا الإقليم والدستور غير موجودان فالدكتاتورية مرفوضة.
هل تعتبر نفسك تعرضت للخيانة من بعض الحلفاء؟
الرئيس بارزاني: الخيانة كلمة ثقيلة، لا أقولها لكن بالتأكيد هناك تنصل من الوعود والعهود.
يعني خيانة؟
الرئيس بارزاني: أنا أقول تنصل.
هل هناك آمال بأطراف سياسية جديدة أم الحالة العراقية تفرز نفس الأطراف السياسية والتعامل بنفس الطريقة؟
الرئيس بارزاني: الشعب العراقي ليس مع هذه السياسة، وما نفتخر به بالرغم من كل الإجراءات الجائرة والظالمة والديكتاتورية لم تفلح الحكومات بإيجاد عداء بين الشعبين الكوردي والعربي، وهذا إنجاز كبير، والخلاف بين الحكومات ليس خلافاً بين الشعوب.
تفرق بين الشعب والقيادات؟
الرئيس بارزاني: طبعاً.. بعض الرسائل التي وصلتنا والاتصالات واللقاءات التي جرت واستقبالي للكثير من الوفود والشخصيات حتى المتنفذة منها أيضا، متوصلين لقناعة بأن هذا الوضع غير سليم ويجب تعديل الوضع وإصلاحه وهذه فرصة.. سنتعاون معهم، إذا توفقنا كان بها خيراً وإذا لا.. الله كريم.
حكومة كوردستان، ما هي المشاكل التي تقف أمام تشكيلها؟
الرئيس بارزاني: مرت سنة على انتخابات الإقليم، شيء مؤسف ومضرّ بسمعة الإقليم أنه لم تتشكل الحكومة حتى الآن، بعد الانتخابات مباشرة دعا البارتي كل الأحزاب التي فازت بالانتخابات، وقلنا لنشكّل حكومة ذات قاعدة واسعة لكن أكثرهم اختاروا المعارضة، نحترم خيارهم، بقي الموضوع بين الديمقرلاطي الكوردستاني والوطني الكوردستاني، عدة لقاءات جرت بيننا وشكلنا وفداً من الجانبين، لكن كانت تصلنا معلومات بأن الاتحاد الوطني يماطل وينتظر إلى نهاية الانتخابات الفيدرالية ليعود إلى تشكيل الحكومة، طبعا هذا يبدو صحيحا لأنه خلال المفاوضات التي جرت بين الطرفين توصلنا إلى اتفاق جيد حول إدارة الحكومة وتوزيع المناصب وكان به إنصاف، والانتخابات من أجل معرفة كل طرف لحجمه وعدد مقاعده، وحتى أنني وصيّت الديمقراطي الكوردستاني أن يبدي أكبر درجة من المرونة، حتى في توزيع المناصب لكن هناك مماطلة واختاروا الانتظار الى ما بعد الانتخابات العراقية، ربما لديهم تصوّر بأن البارتي سيتلقى ضربة وهزيمة وتحالفهم مع بعض الأطراف ليكون لهم الكفة الراجحة، مع الأسف إن كان هذا هو تصورهم لن يؤدي لنتيجة.
هل أنت قلق من مفاجآت في الانتخابات؟
الرئيس بارزاني: إذا وجد التزوير، وإذا وجد سيكون لنا موقف واضح..المرة السابقة كان لنا 33 مقعد سرقوا منا مقعدين بقرار المحكمة الاتحادية، ولكن هذه المرة لن نسمح بالتلاعب بصوت واحد.
هل هناك إشارات ؟
الرئيس بارزاني: توجد أنباء، ولكن هناك تأكيدات بأنها عملية مضمونة.. إذا صار تزوير سنعرف وإن سيّسوا العملية وذهبوا لقرارات مثل السابق مستحيل أن نقبل.
يقال أن عدو الكورد هو عدم وحدتهم؟ ماذا يقف أمام وحدة الكورد؟
الرئيس بارزاني: لا يوجد شعب في العالم متوحد ومتفق على كل شيء.. وحدة الكورد على ماذا؟ مبدأ من المبادئ.. هناك مسائل استراتيجية لا يجب التفريط بها، مثلا وحدة الإقليم، الاستحقاق الدستوري، البيشمركة، الاقتصاد، هذه مسائل لا يجوز المساومة عليها والتفريط بها.. إذا طرف يذهب لبغداد ويكون دليل لمجموعة من الذين مازالوا تحت تأثير الفكر الشوفيني أن يدلونهم على كيفية إيذاء الإقليم ؟ كيف يجوز؟ أنا أؤيد أن الكوردي الذي يعادي أبناء جلدته هو أسوأ من أعداء آخرين، على مر التاريخ عانينا من هذه المشكلة.
رسالة للناخبين خارج الإقليم؟
الرئيس بارزاني: أتمنى لهم التوفيق وأدعوهم إلى التفكير بمستقبل العراق، والعمل الجاد لإصلاح الوضع الغير سليم الموجود الآن.
وعدك للكورد مستقبلاً؟
الرئيس بارزاني: الجميع حرّ، هم وضميرهم، أن يصوتوا لمن يحميهم ويخدمهم ويضمن مستقبلهم، طموحي كأي مواطن كوردي أن أرى كوردستان تتطور والمزيد من الإنجازات.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن