زاكروس - أربيل
نوّه الرئيس مسعود بارزاني إلى أنه مازال البعض في بغداد متأثرون بتلك الثقافة التي أنتجت الأنفال، مشدداً على وجوب عدم بقائها في العراق.
جاء ذلك في كلمة له خلال مؤتمر حول الإبادة الجماعية ضد الكورد، والذي عقد في محافظة دهوك اليوم الثلاثاء، حيث أشار إلى مراحل الإبادة الجماعية للشعب الكوردي على يد الحكومات العراقية المتعاقبة، قائلاً: إن البعض في بغداد لا زالوا متأثرين بالثقافة التي تسببت بالأنفال.
الرئيس بارزاني أكد على ضرورة أن "لا تبقى هذه الثقافة في العراق"، ويجب "ألا تُنسى تلك الجرائم وأن تعرف الأجيال القادمة ما حدث لأسلافهم، وليعلموا أيّ ثمن تم دفعه مقابل الحرية التي حصلنا عليها، وأنها ليست منيّة من أي أحد".
وأشار إلى أنه "لم تكن هناك حكومة في العالم استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد شعبها، فقط حصل ذلك في كوردستان، حيث استشهدت النساء الحوامل والأطفال الرضّع بالأسلحة الكيماوية" التي استخدمها النظام البائد ضد الكورد.
وقال: "رغم كل الجرائم التي ارتكبت ضده، لم ينتقم الشعب الكوردي عندما أتيحت له الفرصة، وأعطى درساً في الإنسانية للعالم".
وأضاف "اليوم يجب على حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية تعويض هؤلاء الأشخاص.. التعويض ليس بمعنى الانتقام، فليس هناك ثروة في العالم تعيد ثمن تلك الدماء التي أُريقت، التعويض شيء معنوي ورمزي لتحقيق العدالة".
وشدد على وجوب أن "لا تمر تلك الجرائم ببساطة"، مؤكداً "من واجب الحكومة الفيدرالية تعويض هؤلاء الأشخاص لأنهم ورثة الحكومة التي ارتكبت الجريمة.. هذا واجبهم ولا يجوز لهم التهرب من المسؤولية، كما أنه من واجب حكومة إقليم كوردستان الاستمرار في الدعوة إلى هذا الأمر".
وبين الرئيس بارزاني أنه "من المهم الإعتراف بالإبادة الجماعية للكورد على الصعيد الدولي.. ونشكر البرلمان الاتحادي الذي اعترف رسمياً بالإبادة الجماعية ضد الكورد عام 2008 لكن الحكومة الفيدرالية لم تفعل أي شيء".
وشكر الرئيس بارزاني البرلمان السويدي الذي اعترف بالإبادة الجماعية للكورد عام 2012، والبرلمان البريطاني عام 2013.
ولفت الرئيس بارزاني إلى أن "الدستور العراقي في المادة 132 ينص على تعويض هؤلاء الأشخاص"، معرباً عن أمله في أن يكون الوضع بعد الانتخابات العراقية القادمة "أكثر أمانًا وصحة، وأن يكون هناك وضع يكون فيه الدستور هو الحكم بين أربيل وبغداد وبين أي مواطن والحكومة"، مبيناً "إذا كان الدستور هو الحكم، فلن تكون لدينا أي مشاكل. أما إذا كان مزاج الشخص صاحب القرار هو الحكم، فستستمر المشاكل وتزداد".
ووجه الرئيس بارزاني شكره لأهالي محافظة المثنى "الذين تعاونوا كثيراً مع فرقنا للعثور على المقابر الجماعية. فليجزيهم الله خيرًا، ولن ننسى فضلهم أبداً".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن