زاكروس – وكالات
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه حيال نظيره الروسي فلاديمير بوتين معلناً فرض عقوبات "هائلة" على القطاع النفطي الروسي على أمل حمل موسكو أخيراً على وقف حربها على أوكرانيا، بينما واجهت هذه العقوبات اعتراضاً وانتقاداً روسياً وصينياً.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء التوصل إلى اتفاق لتشديد عقوباته على قطاع المحروقات الروسي سعيا لتجفيف موارد موسكو في حربها على أوكرانيا.
ونددت وزارة الخارجية الروسية بالعقوبات الأميركية الجديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل النفطيتين، مؤكدة أن روسيا "محصنة" ضد هذه القرارات الاقتصادية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إحاطتها الأسبوعية "نرى أن هذه الخطوة ستأتي بنتائج معاكسة"، مضيفة أن "بلادنا طورت حصانة متينة ضد القيود الغربية، وستواصل تطوير قدرتها الاقتصادية بما يشمل مجال الطاقة".
وأكدت الصين أنها "تعارض" العقوبات، مشيرة إلى أن "لا أساس لها في القانون الدولي".
وذكرت الصين التي تعد شريكاً تجارياً رئيسياً لروسيا بأنها تتخذ موقفا محايدا من الحرب وامتنعت عن إدانة الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 2022.
ولدى سؤاله عن العقوبات الأميركية الجديدة أثناء مؤتمر صحافي دوري في بكين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون إن "الصين تعارض بشكل دائم العقوبات الأحادية التي لا أساس لها في القانون الدولي والتي لم يأذن بها مجلس الأمن الدولي".
وردا على سؤال آخر بشأن تصريح ترامب بأن الرئيس الصيني شي جينبينغ قد يكون له "تأثير كبير" على بوتين في جهود إنهاء الحرب، قال غوه إن "الحوار والمفاوضات هما السبيل العملي الوحيد للخروج من أزمة أوكرانيا".
وانتقد غوه في المؤتمر الصحافي نفسه العقوبات على روسيا التي اتفق عليها الاتحاد الأوروبي الأربعاء والتي تشمل ضمن أهدافها شركات صينية، مشددا على أن بكين "غير راضية بشكل كبير" عنها.
وأضاف أن "الجانب الأوروبي ليس في وضع يتيح له الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة عن التواصل والتعاون الطبيعي بين الشركات الصينية والروسية".
وحضّ بروكسل على "الكف عن تحويل الصين إلى مشكلة" متعهّدا أن تتخذ بكين "الإجراءات اللازمة كافة لحماية حقوقها المشروعة ومصالحها".
- بعد محادثات عقيمة -
وأعلن ترامب لدى استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في البيت الأبيض "إنها عقوبات هائلة... ونأمل ألا تُفرض لفترة طويلة. نأمل وضع حدّ للحرب".
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالعقوبات التي اعتبر بأنها "مهمة للغاية"، قائلا "كنا ننتظر ذلك" ومشدداً على أن واشنطن بعثت "رسالة جيّدة لبلدان أخرى في العالم للانضمام إلى العقوبات".
وأثنت سفيرة أوكرانيا في الولايات المتحدة أولغا ستيفانيشينا على التدابير الجديدة مؤكدة أن "هذا القرار يتوافق تماما مع الموقف الأوكراني الثابت بأنه لا يمكن الحصول على السلام إلا بالقوة وبممارسة أقصى الضغوط على المعتدي باستخدام كل الأدوات الدولية المتوافرة".
وبعد امتناعه على مدى أشهر عن اتخاذ قرار بفرض عقوبات على روسيا، رأى ترامب أن محادثاته مع بوتين كانت "عقيمة".
وبعد يوم على إرجاء ترامب إلى أجل غير مسمى قمة كانت مقررة مع بوتين في بودابست، قال "في كل مرّة أتحدث مع فلاديمير، أجري محادثات جيدة لكنها تبقى عقيمة" في نهاية المطاف إذ لا تفضي إلى أي اختراق.
وكان وزير المال الأميركي سكوت بيسنت أعلن قبل ذلك فرض عقوبات على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل اللتين "تمولان آلة الكرملين الحربية"، مشيرا إلى "رفض الرئيس بوتين وقف هذه الحرب الجنونية".
وتتضمن العقوبات تجميد كل أصول المجموعتين في الولايات المتحدة ومنع كل الشركات الأميركية من التعامل معهما.
وعلى إثر هذا الإعلان، سجلت أسعار النفط ارتفاعا بنحو 3% في بدء التعاملات في الأسواق الآسيوية، ما أجج المخاوف من ضغوط على عرض النفط.
غير أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد لاحقا الأربعاء أن واشنطن لا تستبعد عقد لقاء مع الروس، معلنا "سنظل دائما مهتمّين بالحوار إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق السلام".
- روسنفت ولوك أويل -
وأعلن عن العقوبات الجديدة بعد ليلة شنت روسيا خلاها هجمات على كل أنحاء أوكرانيا مستخدمة أكثر من 400 مسيرة وحوالى ثلاثين صاروخا، ما تسبب بسقوط سبعة قتلى.
ومن بين هذه الهجمات، أثار هجوم بمسيرات استهدف حضانة في خاركيف، المدينة الكبرى في شمال شرق أوكرانيا وأوقع قتيلا على الأقل وعشرة جرحى بحسب رئيس البلدية إيغور تيريخوف، قدرا خاصا من التنديد.
وأعلنت واشنطن أن العقوبات المفروضة على المجموعتين الروسيتين هي نتيجة "عدم وجود إرادة جدية من جانب روسيا للانخراط في عملية سلام من أجل وضع حد للحرب في أوكرانيا".
وأعلنت الخزانة الأميركية "استعدادها للمضي أبعد إذا كان ذلك ضروريا".
وتشمل حزمة الإجراءات الأوروبية التي يتوقع إقرارها رسميا الخميس، وقفا كاملا لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من روسيا، وتدابير إضافية ضد الأسطول الشبح الروسي الذي يسمح لموسكو بتصدير النفط عبر الالتفاف على العقوبات الغربية.
ويحضر زيلينسكي الخميس إلى بروكسل للمشاركة في قمة للاتحاد الأوروبي يصادق خلالها قادة دول التكتل رسميا على منح أوكرانيا دعما ماليا مستمرا، ثم إلى لندن التي تستضيف الجمعة اجتماعا لتحالف الدول الراغبة في تقديم ضمانات أمنية لبلاده.
- 150 طائرة "غريبن" -
وبدد روته المخاوف من وجود توتر بين ترامب وزيلينسكي، مؤكدا أن الرئيس الأميركي يبقى الوحيد القادر على إحلال "سلام دائم" في أوكرانيا رغم التمسك برفضه تسليم كييف صواريخ توماهوك.
وأكد ترامب مجددا هذا الرفض الأربعاء، مشيرا إلى التعقيدات المرتبطة باستخدامها.
غير أن روته رأى في تصريحات للصحافيين أن الضغط الجماعي المتزايد الذي يمارس على موسكو من شأنه "تغيير حسابات" بوتين و"جلبه إلى طاولة المفاوضات" من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار.
وقال "إنني واثق تماما من ذلك، قد لا يحصل الأمر اليوم ولا غدا، لكننا سنتوصل إليه".
وفي هذه الأثناء، توجه الرئيس الأوكراني إلى السويد بحثا عن أسلحة، وأعلن الأربعاء توقيع رسالة نوايا لشراء 100 إلى 150 طائرة مقاتلة من طراز "غريبن" من الجيل الأخير.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن