زاكروس - أربيل
في خطوة استراتيجية لمواجهة تحديات التغير المناخي، أعلنت حكومة إقليم كوردستان عن إطلاق مشروعين بيئيين ضخمين يهدفان إلى تحسين جودة الهواء وخلق مستقبل أكثر اخضراراً، ويوصف المشروعان بأنهما يمثلان "غابتين"، إحداهما مرئية وملموسة، والأخرى غير مرئية لكنها ذات تأثير هائل للعمل على مسارين متوازيين.
مشروعان بقوة 31 مليون شجرة
تعتبر هذه المبادرة جزءاً من رؤية حكومة الإقليم الاستراتيجية التي لا تقتصر على زراعة الأشجار فحسب، بل تعمل على مسارين متوازيين لضمان حماية البيئة. يجمع المشروعان قوة بيئية تعادل تأثير 31 مليون شجرة، وفقاً للحسابات الرسمية.
أولاً: الغابة المرئية.. الحزام الأخضر في أربيل
المشروع الأول هو "الحزام الأخضر في أربيل"، الذي يوصف بأنه ثورة بيئية ستغير وجه العاصمة. يتكون المشروع من حزام أخضر يلتف حول مدينة أربيل بطول 92 كيلومترًا وعرض كيلومترين، ليشكّل "رئة خضراء" تحمي العاصمة من التلوث.
ومن المقرر أن تُزرع في هذا المشروع الاستراتيجي سبعة ملايين شتلة مثمرة، مثل الزيتون والفستق، مما يسهم بشكل كبير في رفع نسبة المساحات الخضراء، بالإضافة إلى توفير مصدر اقتصادي مهم وخلق فرص عمل. وتقدر قدرة هذه الغابة الاصطناعية، التي تبلغ مساحتها 184 كيلومترًا مربعًا، على امتصاص حوالي 210 آلاف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون السام سنويًا.
ثانياً: الغابة غير المرئية.. مشروع "الإنارة/ روناكي" يحل محل 24 مليون شجرة
المشروع الثاني والأكثر إبداعاً هو "الغابة غير المرئية"، الذي يأتي بالتوازي مع مشروع الحزام الأخضر. يرتكز هذا المشروع على القضاء على أكبر مصدر لتلوث الهواء في الإقليم، وهو المولدات الأهلية.
من خلال مشروع "الإنارة"، سيتم تقليل كمية غاز ثاني أكسيد الكربون في هواء الإقليم بمقدار 600 ألف طن سنويًا، وهو ما يعادل التأثير البيئي لغابة افتراضية ضخمة. ووفقًا للمعايير العالمية، فإن هذا الانخفاض يعادل العمل الذي تقوم به 24 مليون شجرة بالغة خلال عام كامل، أي ما يعادل مساحة غابة أكبر من مدينة السليمانية. هذا الإنجاز البيئي يتحقق دون زراعة شجرة واحدة.
إنجاز مزدوج ورؤية استراتيجية
تؤكد حكومة الإقليم أن هذه المبادرة هي دليل واضح على رؤيتها الاستراتيجية، حيث تجمع بين العمل الملموس المتمثل في زراعة سبعة ملايين شجرة حقيقية، والتأثير البيئي غير المرئي لمشروع "الإنارة" الذي يعادل قوة 24 مليون شجرة.
يعتبر هذا النهج المتكامل خطوة رائدة تجعل إقليم كوردستان في طليعة المناطق المهتمة بحماية البيئة والاستثمار في مستقبل صحي ومستدام لمواطنيه.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن